ولاية الخرطوم.. العز الساكن.. والفقر الماكن

ليس هناك غرابة في أن تحدث حادثتين متضادتين في مكان وزمان واحد.. هذه الطبيعة البشرية القادرة على إبتكار الآضاد الجديد المثير الخطر.. لقد شهدت تدشين مدرسة (سمية بنت الخياط) بوحدة السجانة الديم، مدرسة جميلة من طابقين تذكرك بالمدارس الخاصة أو المدارس الحكومية في ذلك الزمن الجميل من عمر السودان.
وهي ليست الوحيدة.. فهناك أيضاً 14 مدرسة قد سبقتها لتكون مدرسة من طابقين.. كما أن هناك 45 مدرسة قد سبقتها في أن تكون في قائمة المدارس النموذجية بمحلية الخرطوم.. الإحتفال فخيم ونجح المعتمد اللواء نمر في حشد ضيوف نوعيين على رأسهم الدكتور يحيى مكوار وزير التنمية البشرية والعمل بولاية الخرطوم قادماً من الحزب الإتحادي، أيضاً كان هناك وزير التربية والتعليم الدكتور عبد المحمود النور بجانب المسئولين بالمحلية ومن القيادات الشعبية بالوحدة.. إضافة بالتأكيد لطاقم المدرسة الأنيقة.. هذه صورة ذهنية لجمال الخرطوم مبنى ومعنى ويتضح ذلك في السعادة التي تلمع في عيون كل المسئولين والتلميذات الجميلات، ترتيب وهندمة ونظافة.. وبالتأكيد هذا غرس البيت والمدرسة.

الكلام جميل
ونأتي للصورة المغايرة تماماً.. مع وجود البراءة والعيون اللامعة في سعادة في عيون الأطفال من التلاميذ والتلميذات ربما هذا هو القاسم المشترك الوحيد.. البراءة والتي كانت في مدرسة (اليرموك) بوحدة النصر الجنوبية محلية جبل الأولياء.

العز الساكن والفقر الماكن
أبسط تلخيص للمشهد.. أطفال من الجنسين يرتدون الزي المدرسي المهلهل المتسخ ومما يساعد على قذارة الملابس الرثة.. أن المدرسة مدرستين وليس بينهما جدار فاصل ولا توجد دورات مياه.. لا توجد مياه بالمدرسة وكان هناك إحتفال بحضور المعتمد وممثل الوالي المعتمد لشئون المرأة والطفل وممثل لوزيرة الرعاية الإجتماعية أمل البيلي، بل كان هناك وزير الدولة للرعاية الإجتماعية د. إبراهيم آدم رئيس حزب الأمة (الزهاوي سابقاً).
تمثيل من وزير الدولة وهو تمثيل على أرفع مستوى بل كان هناك القائم بالأعمال الصيني، إذاً ما هي المناسبة؟.
– المناسبة الإحتفالية
هي نجاح منظمة البر والتواصل التي ترعاها الشيخة فاطمة الأمين في المساهمة في زرع بسمة في وجوه الصغار بالشراكة مع صندوق الصين وغرس البسمة عبر تبرع صندوق الصين لتوفير وجبة إفطار لألفين تلميذ (مهلهل الثياب) لا تتوفر لهم أبسط مقومات البنية المدرسية لا مراحيض، لا مياه.. حتى سور يفصل بين المدرستين غير موجود.. صراحة هذه فضيحة بجلاجل في ولاية الخرطوم.
إذا كانت هذه المدرسة بتلك المواصفات المغدقة بالفقر في دارفور أو الأنقسنا أو كلوقي.. لصدقنا.. لكن كل يوم نكتشف الجديد المثير الخطر في ولاية الخرطوم.
فبعد النساء الجاهلات بأمور دينهن وصلاتهن في إحدى قرى شرق النيل إذ بنا نشاهد مدرسة حتى النفير والجهد الذاتي لا تعرفه.
فضيحة في حق الولاية.. وفضيحة في حق المحلية بل وفضيحة في حق الرعاية الإجتماعية التي لها مكاتبها بالتأكيد بالمحلية.. وفضيحة أيضاً إتحادية.
كان ينبغي على منظمة البر والتواصل والتي لها إسهاماتها الضخمة في رعاية الأسر الفقيرة وتمليكها وسائل إنتاج وفي رعايتها لمريضات الناسور البولي.. بل وتشييد المستشفيات بأنحاء السودان.
هل إستعصى على المنظمة العملاقة والتي وراءها جهد عملاق لإمرأة عملاقة إستعصى على تلك المنظمة الناصعة الصفحات أن تستنهض بالأسر بالفقيرة بالمدرسة؟ وهي على مرمى حجر من محلية الخرطوم؟
فاذا بها تأتي بصندوق كبير عالمي لأطفال ولاية الخرطوم ساندوش بيض وفول؟
كنت أتمنى حضور الوزيرة الهمامة أمل البيلي فهي سباقة لحسم مثل هذه الثغرات والتفلتات الإجتماعية.. ويجب عليها محاسبة مكتبها بمحلية جبل أولياء؟
وأيضاً كان يسعد أهل المنطقة حضور الشيخة فاطمة الأمين وهي للأسف خارج الوطن للإستشفاء بتركيا.
أيضاً عليها أن تحاسب القائمين على المنظمة في غيابها وخاصة من كان وراء هذه المسرحية والعبث.
وعلى المعتمد محاسبة مكاتبه ورؤساء وحداته الإدارية على هذه الكوميديا السوداء ومن قال إن ولاية الخرطوم كلها ترفل في نعيم الدنيا؟.

السياسي

Exit mobile version