تناول تقرير عن قصة حياة الإعلامي الراحل سعود الدوسري. وقال معد هذا التقرير: قبل 54 يوماً فقط من موعد احتفاله بعيد مولده، أغمض الزميل الإعلامي سعود الدوسري عينيه للمرة الأخيرة، بعدما سكتت نبضات قلبه المتعب منذ أكثر من 15 عاماً، وخلال السنوات الماضية كان الأطباء في مسيرته العلاجية يطالبون الدوسري بضرورة الراحة، وتلقي العلاج، حتى لا تتراكم المشاكل لديه، لكنه في كل مرة، كان يقابل تلك النصائح بابتسامة عريضة، ويركض بلهفة باتجاه عمل إعلامي جديد.
أصدقاء الدوسري والمقربون من قلبه، يبكون مغادرته الحياة “أعزباً” بلا أحد يحمل اسمه، وعزاؤهم ما كان يردده الراحل عن سبب عزوفه عن الزواج بعبارته الشهيرة: “قلبي لا يتحمل طفلا صغيراً يقول لي بابا.. سوف أموت من الحب والفرح”.
الإعلامي السعودي سعيد الجابر، الذي رافق الدوسري في عدة محطات من حياته الإعلامية، قال لـ”العربية.نت” في حديثه عن رفيق دربه: “أنا نادم فعلاً على كل لحظة لم أكن فيها بقرب سعود، ما زلت أتذكر موعدنا الأخير في دبي، حين تأخرت عليه وطلبت منه تأجيل الموعد لوقت لاحق، ورد حينها بالقول إن شاء الله يا صديقي، ولكن الموت كان أسرع من تجدد اللقاء مرة أخرى”.
وأضاف الجابر: “الحياة التي عاشها الراحل سعود الدوسري كانت كفيلة بتحسين حياته المعيشية، لكنه كان يكتفي بالقليل مما يحصل عليه، ويصرف ما في جيبه للآخرين، وأحياناً كنت ألتقيه آخر الشهر لا يحمل في جيبه شيئاً من المال”.
ويتذكر الجابر قصة رحيل الدوسري بالقول: “وفاة الزميل سعود كانت فاجعة بالنسبة لي، كنت أعلم بمرض قلبه الذي بدأ قبل 15 عاماً، وكنت أعلم أن رحلته العلاجية الأخيرة إلى باريس كانت للعلاج، ورغم ذلك لم يكن الراحل يتوانى عن أداء واجباته تجاه عمله أو أقاربه حتى على حساب صحته، بدليل زيارته الأخيرة من باريس لزيارة والاطمئنان على والدته، التي ترقد في العناية الخاصة حتى اللحظة، رحم الله سعود وغفر له”.
في الــ 23 من رمضان كتب الراحل سعود الدوسري عبر حسابه في تويتر: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. #سعود_ الفيصل انتقل لدار خير من دارنا، غفر الله له وأسكنه جنات النعيم”، وكتب أيضاً في نعيه للفيصل: “ولد أميراً وعاش خادماً لوطنه.. والآن عند ربه يتنفس برئة الشعوب ودعاء القلوب نزيه اليد #سعود_الفيصل”، والمفارقة الغريبة في تغريدات الراحل الأنيق سعود الدوسري أنه لم يعش بعدها سوى ثلاثين يوماً فقط، ليبدأ رحلة أخرى مع النعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المرة النعي في من كان بالأمس ناعياً.
وليس غريباً أن هاشتاق وفاة الدوسري أصبح “ترنداً عالمياً، بمجموع تغريدات تجاوزت المليوني تغريدة، وهي قابلة للزيادة، نعاه فيها مشاهير الفن، والسياسة، والإعلام، وأصدقاؤه وحتى من لا يعرفه عن قرب، وهذا دليل على أن الرجل أتعب قلوب كثير من البشر بوفاته ورحيله، رغم أنه هو من كان حاملاً للمرض.
الدوسري الذي قدم برنامج نقطة تحول قبل عدة سنوات على شاشة إم بي سي، بدا وكأنه اختار لنفسه أيضاً نقطة تحول، حين قدم برنامجه الرمضاني ليطمئن قلبي، وهو آخر أعماله الإعلامية وأبعدها عن خط سيره ونهجه المهني في السنوات التي مضت، باعتباره برنامجاً تنويرياً، حتى في اختيار عنوان البرنامج، ظهر فيه الدوسري وكأنه مدرك أن قلبه المنهك والمتعب لن يمهله كثيراً، فأراد أن يختم حياته بعمل يطمئن له قلبه، وهو ما كان له وتحقق.
العربية