حسناً فعل .. وخيراً قال الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي، إذ أكد أمس الأول أنه عائد للبلاد دون قيد أو شرط بعد فراغه من بعض المهام خارج السودان .
وهذا هو نهج الزعماء وطريقة الكبار في التعامل مع القضايا الكبرى تحللاً من الإحن والمحن وشح النفس وأمراضها، ومنها إعلاء الرغبة في الانتصار للذات والانتقام من الخصم .
عرفنا السيد “الصادق المهدي” منذ أن ولجنا عالم الصحافة قبل عشرين عاماً، قائداً حكيماً مسالماً وداعية للسلام .. مناهضاً للعنف رغم ولعه وأبنائه بأخشن الرياضات وأعنفها حتى تكاد تظن أنهم يعدون أنفسهم لحرب وشيكة!!
هو الخيار الصحيح .. بل الأصح بلا شك .. أن يعود السيد “الصادق” لوطنه .. لأهله وأحبابه وجماهيره، فقد كان هنا قبل (عشر سنوات) يمارس نشاطه السياسي، ويعقد حزبه المؤتمرات العامة وينتخبه رئيساً، دون أن يردد أحد من عضويته ما يقوله الآخرون العاجزون عن الفعل الديمقراطي في أحزاب أخرى : (الظرف السياسي غير موات لعقد المؤتمر العام)!! فكيف يتراجع الحال السياسي، ويفسد المناخ، فنعود بالبلاد للمربع الأول (1989 – 1990)؟!
كل من أطلق دعوة علنية لعودة الإمام “الصادق المهدي” ابتداءً من رئيس البرلمان الشيخ الورع البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، هو سياسي وطني غيور على بلده، متجرد عن الغرض .. مترفع على وضيع الأجندات وصغير المصالح .
عد لوطنك سيدي “الصادق المهدي” .. عاجلاً غير آجل .. وحتى قبل إكمال المهام الثلاث التي تحدثت عنها، فكل المهمات تهون ليعلو السودان.
المجهر السياسي