إنجازات شخصية قليلة تحول أصحابها من أشخاص عاديين إلى أبطال يعرفهم الكثيرون ويحتذي بهم العديد من الأشخاص حول العالم، ونادرون منهم قادرون على اكتساب احترام الجميع باختلاف خلفياتهم الدينية والثقافية، ومن هؤلاء الأبطال “أبرار شاهين” الفتاة الفلسطينية المحجبة التى استطاعت ان تصبح مصدر إلهام للجميع بعدما فازت بلقب “الأكثر أناقة” فى مدرستها الثانوية بأمريكا، فى الوقت الذي يُهدد المسلمون فيه من إقامة شعائرهم الدينية أو حتى إظهارها.
وحتى تعرف المزيد عن إنجاز “أبرار شاهين” الذي أحدث ضجة عالمية، كان لموقع mbc.net حواراً حصرياً معها، وتحدثت فيه أبرار عن كل المصاعب التى واجهتها كمسلمة محجبة، وعن انجازها الشخصي الذي بات حديث الصحف، وعن وطنها فلسطين الذي تشتاق لزيارته.
فى البداية، حدثينا عن موطنك فلسطين، من أين قرية أنتي ومتى سافرتي مع عائلتك إلى أمريكا؟
أنا من قرية سِلوان، وتم طرد جدي وجدتي من فلسطين عقب النكبة الفلسطينية عام 1948.
توجها جدي وجدتي بعد ذلك كلاجئين إلى عَمان فى الأردن، وفى الثمانينيات هاجر والدي إلى أمريكا، وتعرف على والدتي هناك عن طريق أحد الشيوخ وتزوجا بعد ذلك، لأولد أنا فى أمريكا، وأعيش انا واسرتي الآن فى الساحل الشرقي بالولايات المتحدة الأمريكية.
أما عن أمر زيارة موطني فلسطين، فهو من ضمن خططي المستقبلية ومن أحلامي التى اسعي لتحقيقها، فأنا لم أزر فلسطين من قبل واتوق كثيراً لهذه اللحظة.
هل تتذكرين متى بدأ شغفك بالموضة والأناقة؟
اعتقد أني ولدت بهذا الشغف! فأنا اتذكر فى طفولتى عندما تعلمت استخدام الانترنت لأول مرة عندما كان عمري 7 سنوات، كنت مولعة بألعاب الموضة التى تجعلني اختار ملابس الشخصيات حسب رؤيتي وذوقي، فأنا كنت اقضي طيلة النهار فى لعبها، ووصل الأمر بي إلى أن أصمم الملابس لعرائس باربي خاصتي من الجوارب.
بالحديث عن الموضة، كيف تجمعين بين الأناقة وارتداء الحجاب فى نفس الوقت؟
أنا مسلمة محجبة، ولا شئ يتعارض بين الحجاب والأناقة، لذا احرص على مجاراة الموضة دائماً وجعلها تناسب حجابي كمرأة مسلمة.
كمحجبة، هل تم التعرض لكي بأى فعل عنصري خلال معيشتك فى أمريكا وفي مدرستك أيضاً؟
لا على الإطلاق، لم اتعرض طيلة معيشتي هنا فى الولايات المتحدة الأمريكية لأى فعل عدائي او عنصري بسبب حجابي، وفى مدرستي كنت ألاقي دوماً الدعم والمساندة، ولكن بعد فوزى بلقب “الطالبة الأكثر أناقة” فى مدرستي، هناك من وجَه لى تعليقات وانتقادات عنصرية على موقع فيسبوك.
وبالنسبة لحياتك الشخصية، هل أثَر الحجاب يوماً على قدرتك فى إنشاء صداقات جديدة؟
لم يكن الحجاب مانعاً أمامي لخلق صداقات جديدة يوماً ما، لحسن حظي أنا كنت انتمي لمدرسة تتميز بالسماحة وقبول الآخر، فالجميع كانوا يتقبلونني كما أنا، وكانوا يحترمون ديني وتعليماته.
وما كان شعورك عند الفوز بلقب “الطالبة الأكثر أناقة” فى مدرستك بأمريكا؟
لقد تفاجأت كثيراً لهذا الاخيتار! كنت مصدومة لدرجة كبيرة، فكيف افوز أنا برغم الحجاب الذى ارتديه بهذا اللقب ضمن 850 طالب! فكل ما استطيع قوله ان حصولى على هذا اللقب كان حلماً وتحقق.
وبالنسبة لردة فعل العالم على هذا الاختيار ومن بينهم الممثل الهوليوودى أشتون كوتشر، والذي اثني عليكي ودعمك من خلال حسابة الشخصي على فيسبوك.. كيف رأيتي ذلك؟
لقد استيقظت الساعة الرابعة فجر اليوم التالي لأجد مئات المتابعين لى على صفحتي على موقع انستجرام وهو ما فاجئني كثيراً، لأجد بعدها كثير من الأشخاص ينشرون الكلام الذي نشره الفنان أشتون كوتشر على حسابه الشخصي والذي دعمني فيه ودعم فوزى بهذا اللقب.. لقد شعرت بفرحة غامرة! فهذ الممثل الذي دوماً اشاهده فى أفلامه يتحدث عنى أنا!
هل مرت بك لحظات من الخوف عقب مقتل الطلاب المسلمين الثلاثة يُسر واختها وزوجها ضياء فى أمريكا بسبب إسلامهم وارتداء الحجاب؟
ما حدث لضياء وزوجته يُسر وشقيقتها كان أمراً مفزعاً بالنسبة إلى الأمة الإسلامية بأسرها، وأعتقد ان هذا الحدث ساعد في جمع شمل المسلمين فى أمريكا، وجعلني اشعر بقوة اكبر كمسلمة وزاد من تمسكي بالحجاب، فأنا لا اخشي أحدا إلا الله، وأنظر إلى هؤلاء الثلاثة كأبطال.
هل هناك كلمة تحبي ان توجهيها للمرأة المسلمة فى كل مكان بالعالم؟
أريد أن تكون كل فتاة مسلمة ترتدي الحجاب صادقة مع نفسها، ليس هناك ما هو أكثر جمالاً من الفتاة التي تقف ثابتة على المبادئ التى تؤمن بها وتعتقد انها ترضي الله، فالاحتشام هو جوهرة المرأة.
أخيراً ما هي خطتك المستقبلية بالنسبة لدراستك وحياتك المهنية؟
أنا انوي الالتحاق بجامعة روتجرز لدراسة الطب، وانوي ايضاً ان افتتح مشروعاً خاصاً بالموضة، وانشاء خط انتاج من الملابس خاص بالمحجبات.
mbc