المياه في أغلب مناطق الخرطوم تعاني من ترسبات واضحة، ويغلب عليها طابع العيكورة، ويتخوف المواطنون من استخدامها في الشرب، ما يضطرهم في بعض الأوقات لاستخدام الفلاتر، فقد أصبحت طرق الترسيب البدائية عاجزة عن إنتاج مياه تتصف بالنقاء المطلوب أو بالصفاء الذي يعطي صلاحية الشرب، ما جعل المواطنين يشتكون باستمرار.. فكم من التساؤلات يتم طرحها عن ماهية هذا الأمر، وإلى متى يستمر هذا الوضع بلا حلول.. “التغيير” تلمست رؤى المواطنين عن العيكورة، فخرجت بالحصيلة التالية:
عيكورة المياه.. الفقراء يعجزون عن الفلترة
قال المواطن محمد أحمد إن المياه في منطقة الخرطوم شرق (عكرانة) جداً بصورة لا تجعلها صالحة للاستخدام في الشرب، إلا بعد أن تجري عليها عملية الفلترة، مع العلم بضيق ذات اليد، وأن هذا الأمر لا يختصر على الخرطوم شرق بل في الخرطوم عامة. وأضاف قائلاً إن الهيئة القومية لمياه الخرطوم تتحصل على مبالغها المالية كاملة وفي المقابل لا توحد خدمات، كما في الكهرباء، وإن الماء والكهرباء وجهان لعملة واحدة، ونطالب بتوضيح لمعرفة شكل الحاصل، أم أن الأموال التي يتم الحصول عليها عاجزة عن تغطية الخدمات، وأضاف قائلاً إن التعديل الذي تم في الهيكل الإداري لهيئة المياه والطاقم الجديد تحدث عن الوعود في تحسين حركة المياه، وهذه الوعود لم تظهر على أرض الواقع، هل هي تصريحات ليس إلا؟، وأكمل حديثه قائلاً، عدد سكان ولاية الخرطوم 4 ملايين نسمة إذا فرضنا أن كل عشرة أشخاص يكونون أسرة، هذا يعني أن هناك حوالى 400 ألف أسرة، وكل أسرة تدفع 25 فاتورة، فهذا يعني انه شهرياً تدخل 10 مليارات للهيئة القومية، ومن المفترض ان تعود هذه الاموال لخدمة المواطن. وتابع: “الشركة المتحصلة ربما عندها نسبة، ولكن هذه المليارات وإن وصلت إلى 6 مليارات هل تعود في شكل خدمات، مع العلم ان الهيئة القومية للمياه امدادها مستمر، فالمياه تعاني من ترسبات وكمية من التساؤلات تطرح ولكن ليس هناك إجابات، ومن جانبنا نحترم الحكومة القائمة.
المياه الجوفية.. الخوف من المجهول
المواطن محمد حسن عبد الرحيم مستشار اقتصادي ومدير شركة مياه جوفية سابق، قال ان الحكومة تنظر الى المسألة بأنها ازمة ماء لكنها هي مشكلة حقيقية، ولا بد ان تكون هناك خطة اسعافية لحل المشكلة جذرياً، وان آبار المياه الجوفية الموجودة الآن ليست آبار مياه مدن، ويجب ان تكون هناك زيادة في الآبار لأن كم السكان في العاصمة في تزايد مستمر، لذلك لا بد من وضع حل جذري. واضاف قائلا “ان المهندسين الذين يعملون الآن ليسوا مهندسي آبار مدن جوفية، فمن الضروري ان يكون هناك مهندسون جوفيون للقيام بوضع مقاسات متوازية حتى لا تتلون المياه وتختلط بمياه الصرف الصحي، وان تتم عملية (التسميد) لحماية المياه من خطر التلوث.
__________
تلوث المياه.. المواطن يتخوف
طارق عبد الله- صحفي- يرى أن مشكلة المياه يعرفها الجميع، فهي غير متوفرة كما ان المسؤولين لا يحاولون إخفاء الأمر، فوراء الأمر كثير من الأسباب مثل عدم هطول الأمطار وان هناك مشاكل في الشبكة معترف بها امام الجميع، لكن هناك مشكلة في شكلها (الوحش).
وقال المواطن مصطفى صالح لـ”التغيير”، في فترة الفيضان تكون الجروف والتيارات جارية، وقد تعمل جرفاً للأرض والرمل خاصة في فترة الدميرة في الخريف، لذلك تأتي المياه مليئة بالأتربة ومصحوبة بالعوالق البحرية، ولكنها إن لم تجد الترسيب الصحيح فإنها تتسبب في كثير من الامراض التي تخص الأمعاء، وخاصة البكتريا، لذلك نناشد الجهات المختصة بضرورة توفير مياه نقية صالحة للشرب.
عبدالله أحمد من مواطني الحاج يوسف، قال ان المياه قبل ثلاثة اعوام تقريباً كانت جوفية ونقية ولا يوجد بها “طعم ورائحة ولا لون لها”، ولكن بدأت في تدهور شديد وأصبحت في هذه الفترة بلون وطعم وراوئح، الذي زاد الطين بلة انها قاطعة وندفع مستحقاتها للهيئة ولأكثر من ستة اشهر المياه في أزمة شديدة. وأضاف عبدالله أن اغلب المياه لونها محمر، وتوجد بها رواسب واحياناً نفتح الماسورة تنزل قطرات من الطين في البداية وبعد دقيقة ترجع لوضعها الطبيعي، ولاندي من أين يأتي هذا اللون، فهل هو عندنا لوحدنا في الحاج يوسف ام هو في كل احياء العاصمة. وعبر جريدة “التغيير” نناشد الجهات المختصة بإصلاح المياه لكي لا تدخلنا في أمراض.
أبكتها المعاناة.. امرأة تذرف الدمع بسبب مشكلات الماء
طه عبدالله من مواطني الخرطوم شرق يقول: لا تزال قصة المياه بتلوثها وألوانها المتغيرة قائمة، وأثرت على صحتنا وهدت حياتنا، واضاف “إذا وفرت الحكومة المياه فإنك تجدها غير صالحة للشرب وحتى المياه مالحة، في حين تأخذ الحكومة مستحقات المياه منا دون تأخير (وحقنا رايح لا نعرف نجيبو إلا عبر الجرائد نعبر عن رأينا)، وأردف طه المياه على الدوام قاطعة وندفع قروشها، وناشد طه الحكومة بضرورة توفير المياه لنا، وتكون مياهاً بلا انقطاع وبلا روائح وألوان.
ياسر آدم من مواطني الجزيرة يسكن الكلاكلة يقول المياه شكلها متغير تماماً، ومياه النيل تحمل طيناً وغير نقية، وبالواضح أنها غير صالحة للشرب ومياه السودان كلها غير نقية، وأضاف ياسر نحن في الكلاكلات مياهنا عكرة وتوجد بها شوائب، والمؤسف أنها قاطعة بعد عيكورتها هذه، وأردف ياسر هذه مياه الخرطوم، فكيف بمياه الولايات؟.
وقالت إحدى مواطنات أم بدة- فضلت حجب اسمها- إن المياه في شح تام، ونحن (منذ صباح الرحمن نتظر المياه لأوقات طويلة تتراوح إلى ساعات، وبعد ما تجي تصب مياه جيرية ومرات يكون لونها أحمر)، واثناء حديثها ذرفت دموع عينها وقالت “مرات المياه تجي فيها حشرات صغيرة وصراصير، ولونها أحمر، رجعنا نشتري المياه من الكوارو وقوارير من البقالات”. وتابعت هذه مياه من ميزانيتنا الخاصة فأين دور الحكومة هنا في وتوفير المياه وصلاحيتها للشرب. ومضت تقول هذه المياه سببت لنا أمراضاً كالكلى وغيرها من الامراض، وعبر جريدة “التغيير” أناشد السيد رئيس الجمهورية والسيد الوالي بالعمل على استقرار الإمداد المائي حتى تعود المياه لوضعها السابق، وأن يجدوا حلولاً لتنقيتها.
____________
المواطن يجأر بالشكوى.. خطر الأمراض يتهدد السكان
مهند محمد من مواطني شرق النيل يقول إن المياه غير صالحة للشرب على الرغم من أنها مياه جوفية من الآبار والصهاريج، واضاف مهند في الفترة الماضية “مواسيرنا كبت صدأ”، ولا ندري أين المشكلة، في مواسيرنا أم في المياه. وفي أغلب الاحيان المياه قاطعة وكل شهر ندفع مستحقاتها، وارف مهند في الدراسة درسونا ان المياه لا لون لها ولا طعم لها ولا رائحة، ولكن مياهنا بطعم ولون ورائحة، وأناشد الجهات المختصة بتوفير المياه وبلا زيادة تعريفة وتكون صالحة للشرب.
بدرية الهادي تسكن السلمة جنوب الخرطوم تحدثت قائلة أولاً المياه عكرة ومالحة، ونسبة الملوحة شديدة في السلمة مربع2، واضافت فيها رواسب شكلها مثل الصدأ وغير معروفة، ورغم ذلك غير متوفرة والقطوعات متواصلة، واسعارها في الكارو مرتفعة وفيها شوائب، والتوصيلات في المنازل مشتركة لذلك المياه تصل منازل وأخرى لا تصلها، وحتى الآن لم تحل مشكلة المياه، ونناشد الجهات المسؤولة بتغيير الخط المالح للمنطقة، ولو استمرت هذه المياه لمدة يومين في الإناء او البراميل تتغير رائحتها، فنريد من هيئة مياه الخرطوم ان توفر لنا مياهاً نظيفة بدون روائح وشوائب.
المواطنة “م ـ أ” قالت: المياه في هذه الايام شكلها متغير في ام درمان وغير متوفرة، او مقطوعة عامة، وإذا جاءت تكون في شكل طمي. وأضافت نحن في النيل الابيض عندنا نفس المشكلة، في كل سنة تتكرر وليس لديها حل من قبل المسؤولين بالولاية، وهي تصيب المواطنين بمشاكل صحية كثيرة، خاصة الاطفال وكبار السن، ونطلب من المسؤولين في الخرطوم حلولاً جذرية لعيكورة المياه.
مواهب سر الختم تسكن بحري، قالت المياه في هذه الايام خطيرة ونتخوف من أمراض الكلى، فنحن نشتري مياه الصحة من البقالات خوفاً من إصابة الاطفال بالامراض، لأن شكل المياه غير معروف وفيها طعم ايضاً، ونطالب مياه الخرطوم بتوفير مياه نظيفة دون عيكورة من أجل الجميع.
صفاء محمود تسكن أم درمان الفتيحاب، قالت نحن تحملنا الكثير حتى القطوعات المتكررة، ولكن كيف نحتمل مياه ملامحها طين وطعمها متغير، ورغم تنقيتها من قبلنا الا ان المشكلة باقية، الى متى يستمر هذا الوضع، فالمياه إما مقطوعة أو عكرة، ولدينا أطفال وناس كبار نحن نحتمل هذه المياه ولكنهم لا يستطيعون (ارحمونا بمياه نظيفة ومتوفرة يا ناس الموية، والأيام دي البحر مليان اعملوا لينا تنقية لو سمحتم).
أمل بابكر تسكن الخرطوم الأزهري تحدثت قائلة: “المياه حياتنا ولولاها لما كانت حياة، ولكنها في هذه الايام صارت موت بالبطئ، يعني شكلها قبل استخدمها يشير إلى انها غير صحية، فأنا مثلاً لأسرتي استخدم الشب لتنقيتها، ولكن ما زالت الخطورة قائمة الآن، ونسبة الشب إذا زادت عن حدها تسبب مشاكل صحية أكثر، ورغم ذلك نستخدمه ولا ندري ماذا نفعل وفي الحالتين نحن ضايعين، من مياه غير نظيفة وشب لا نعرف مقدار الكمية التي يمكن استخدامها في المياه بالمنازل”.
شريف أحمد يسكن الرميلة، قال المياه أصلاً غير متوفرة وجاءت عليها عيكورة، ارحموا المواطن يا مسؤولي المياه.
التغيير