تتكالب الطبيعة والنظام الطائفي والعنصري في (بورما) ميانمار على المسلمين الروهينغا في إقليم أراكان، فبعد حملة تطهير ممنهجة لوجودهم في البلاد تأتي الفيضانات لتقضي على ما تبقى لهؤلاء من أشباه منازل تساعدهم على البقاء في أرضهم.
وتروي الصور القادمة من إقليم أراكان قصة معاناة قاسية لهؤلاء الفقراء الذين لا حول ولا قوة لهم وسط بحر من البوذيين الذين ينكلون بهم ويحرقونهم أحياء ويمارسون بحقهم إجراءات لا تمت للإنسانية بصلة. وكان آخرها، إجبارهم على استلام البطاقات الخضراء التي تنص على أنهم دخلاء وليسوا مواطنين من ميانمار.
وخلص تقرير لـ “مبادرة أبحاث سايري” -حث المجتمع الدولي، اليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية على اتخاذ إجراءات فورية بشأنه- أنه “نتيجة للاعتداءات المروعة والبغيضة التي ارتكبتها جماعات الشغب في إقليم أراكان، فإن حوالي 178 ألف طفل من الروهينغا عرضة للتشوهات العقلية، والجسدية”.
“أنقذوا الروهينغا”
وأعلنت حكومة ميانمار حالة الطوارئ بعدد من الولايات والبلدات التي غمرتها الفيضانات جراء أمطار موسمية غزيرة استمرت لأسابيع، حيث تعرض غرب البلاد إلى إعصار كومين، ومن بين المناطق المتضررة ولايتا “تشين” و”أراكان” التي تقطنها أقلية الروهينغا.
ونقل ناشطون من الروهينغا على حساباتهم على موقع تويتر أخبارا وصورا مروعة عن الحالة التي آلت إليها أوضاعهم، وطالبوا بإغاثتهم وإنقاذهم من الغرق وخصوصا أن إعلاميين في ميانمار وصفوا الفيضانات والعواصف التي دمرت البلاد وأهلكت العباد بـ “غير المسبوقة”.
ويغرد حساب (أخبار بورما وأراكان) على وسم “أنقذوا الروهينغا من الغرق” أنه “تضرر أكثر من ألف وسبعمئة من الفيضانات الأخيرة في أراكان ولا توجد أي مساعدات”. وفي تغريدة ثانية أرفقها بصور غرق مساحات واسعة من الأراضي والمنازل أن “هذا حالهم، وينتظرون إغاثة عاجلة من الحكومات والشعوب والمنظمات الإنسانية، أغيثوهم عاجلاً فإنهم في العراء مشردون دون أي اهتمام من الحكومة البورمية”.
ويقدر حساب (نبضات أراكانية) عدد المفقودين جراء الفيضانات إلى “أكثر من 2500 شخص في شرق أراكان فقط”.
وفي إشارة إلى عنصرية وطائفية البوذيين وحكومة ميانمار، يغرد حساب (أمونة الأركانية) أن هناك سؤالا يسأل قبل إنقاذ الإنسان والحيوان “هل أنت بوذي؟ سؤال يطرح عليك قبل إنقاذك، أنت في دائرة إنقاذنا ما دمت على ملتنا”. ويتابع في تغريدة ثانية “الحكومة البورمية تقدم مساعداتها للمتضررين البوذيين دونا عن الروهينغا”.
تخاذل العالم
وتضامن عشرات المغردين مع الكارثة التي لحقت بهؤلاء المنكوبين أصلا، ويغرد حساب (koookle21211) أنه “هناك أمر يبعث إلى الريبة: لماذا كل العالم متخاذل عن مسلمي الروهينغا؟.. لو كانت الفيضانات في أي دولة من الدول لتسابقوا لنجدتهم”. وفي صرخة للعالم، يغرد “يا ملوك العالم يا وزراء يا نواب يا علماء يا أيتها المنظمات الإغاثية، ما هذا التخاذل عن شعب الروهينغا في بورما؟”.
وفي السياق يغرد حساب (MORENAMAROC) أن “غضب الطبيعة والحقد الطائفي + حكومة تجمع التبرعات ﺑﺎﺳﻢ الروهينغا وتوزعها ﻟﺼﺎﻟﺢ الانتخابات”.
ويقدم حساب (أبو حاتم اليافعي) اعتذاره للروهينغا ويغرد “عذراً أراكان، فنحن مشغولون في تكفير بعضنا، وقتل بعضنا البعض”.
ويرى المغرد السعودي (حمود يحيى الدرعان) أن الروهينغا “غرقوا في تخاذل العالم قبل غرقهم في الفيضانات.. الله يرحمهم ويرفع عنهم يا رب”.
وتعبر تغريدة السعودي إبراهيم البرادي عن واقع من تركوا وحيدين يواجهون الموت “بكوا حتى بحت أصواتهم وصرخوا حتى تفجرت أوداجهم، رأينا دماءهم، وشممنا رائحة حريق أجسادهم، يا ويح من يقدر ويغفل عنهم”.
الجزيرة