السؤال:
يا شيخ عبد الحي إني أحبك في الله، ولكن أرجو منك أن تجيبني في ما يقال عنك أنك سروري ومكفِّر للحكام وجزاك الله عنا كل خير
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فأحبك الله الذي أحببتني فيه، وجزاك الله خيراً على حسن ظنك بي، والذي أنصحك به أخي أن تقبل على ما ينفعك، وأن تدع ما سوى ذلك مما يقول الناس؛ فإنه لا يسلم المرء من حاسد وإن رام العزلة في رأس جبل. وما أنا إلا طالب علم أحرص على نفع الناس بما علمنيه الله، وأسأل الله أن يرزقني وإخواني المسلمين الإخلاص ويخلصنا جميعا من الرياء والعجب والكبر والحسد وسائر الأمراض.
وما ذكرته من قول بعضهم بأنني سروري فلست كذلك، ولا أنتمي لأي جماعة أو حزب أو طائفة بل أنا مسلم وكفى والحمد لله رب العالمين، وإني باذل ما علمنيه الله للمسلمين جميعاً من غير تفرقة، وأما تهمة تكفير الحكام فليس كما قيل، وها هي الخطب والدروس والفتاوى منشورة مذاعة فهل شيء مما قيل؟ وقد كنت ممن حاور الشباب الذين يكفرون الدولة، ونجحت والحمد لله مع ثلة من الدعاة الكرام في إقناع كثيرين منهم بخطأ ما يفعلون، وقد أودعت خلاصة تلك المحاورات في كتاب أسميته (حوار مع شاب) ومن شاء الرجوع إليه فليفعل.
لكن يا أخي هناك نابتة ظهرت في هذه البلاد وغيرها لا هم لهم إلا التشنيع على الدعاة ورميهم بالسوء، وتنفير الناس منهم وإلصاق التهم بهم، عن طريق أساليب وضيعة بالكذب عليهم صراحة وتقويلهم ما لم يقولوا، أو ببتر كلامهم ليؤدي غير المقصود منه، وأحياناً يتهمون النيات بأن فلاناً يقصد كذا أو يضمر كذا، وأحياناً يحملون الكلام ما لا يحتمل والله حسيبهم، حتى إنه لا يكاد يسلم من ألسنتهم حي ولا ميت، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولو فعل كل امرئ ما فعلته أنت جزاك الله خيراً من التثبت لكان خيراً للجميع، وأسأل الله أن يهدي المسلمين أجمعين.
الإجابة من
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم