لعناية والي الخرطوم أولاً ثم البقية

لن نبعد كثيراً عن موضوع الأمس والذي كنا قد طالبنا فيه صناع القرار والتنفيذيين في الحكومة على مستوياتها الاتحادية والولائية بعدم تبديد الوقت والجهد في تنفيذ أية مشروعات تنموية جديدة في هذا البلد وتركيز جهدهم وتوظيف طاقتهم وإمكانياتهم المتاحة فقط في تأهيل وتطوير المشروعات الموجودة أصلاً في السودان، تلك المشروعات التي تشهد الآن حالة من التراجع والتدهور والانهيار.
لو نجحت الإنقاذ في الفترة القادمة فقط في تشغيل وتفعيل وتطوير وتأهيل وإحياء مشروعاتها التي أنجزتها في سنوات ماضية والتي كانت قد ملأت بها الدنيا وشغلت بها الناس تباهياً وتفاخراً إعلامياً واسعاً احتفالاً باكتمالها وتدشينها وافتتاحها حين تأتي لحظة الافتتاح في كل مرة لكن كل ذلك الزخم الإعلامي والاحتفالي يفقد الآن صلاحية تداوله واستذكاره في لوح الإنجاز حين تعطلت تلك المشروعات لاحقاً وانهارت بسبب الإهمال وعدم المتابعة.. لو نجحت الحكومة الحالية في هذا العمل فقط مع تطوير الأوعية التنفيذية إدارياً وقانونياً لاستحقت الشهادة من الجميع بالنجاح في إحداث نقلات تنموية وانجازات بارزة في هذا البلد.
هناك قضايا وموضوعات كانت الحكومة قد بدأت في تنفيذ خطوات أولية لمعالجتها لكن سرعان ما ارتدت عنها وتركتها أو قلصت مستوى الاهتمام بها دون أسباب مقنعة.. وهي موضوعات بالغة الأهمية والخطورة مثل موضوع البيئة في مدن السودان المختلفة وخاصة تلك المدن الصناعية والزراعية وبالأخص مدن ولاية الخرطوم.
البعض يعتبر موضوع صحة البيئة موضوعا مترفا وثانويا لأنهم لا يدركون أن معظم الأوبئة والأمراض الفتاكة التي تحصد أرواح المواطنين هي بسبب التلوث البيئي..
السرطانات وأمراض الكلى وغيرها من الأوبئة الخطيرة والأمراض الخبيثة التي تتسبب في وفيات المواطنين جميعها بسبب التلوث البيئي.
لذلك فإن المطلوب من ولاة الولايات وخاصة ولاية الخرطوم أن تقوم بإلغاء ما يسمى بمجلس شؤون البيئة وإنشاء وزارة كاملة للبيئة بولاية الخرطوم على أن تتولى هذه الوزارة موضوعات صحة البيئة والنظافة والتخلص من النفايات بالإضافة إلى الإشراف على الصرف الصحي.
هذا المجلس (الميت) عبارة عن لافتة منتهية الصلاحية والفعالية ولن ينجح بصورته الحالية في تحقيق أي إنجاز في مجال صحة البيئة، لكن لو تم إنشاء وزارة فاعلة تتولى كل الملفات البيئية وأهمها ملف النظافة والصرف الصحي بعد وضع وسن القوانين والتشريعات التي تمكن هذه الوزارة من معالجة هذه الملفات بالولايات المختلفة وبالأخص ولاية الخرطوم ستكون الحكومة في هذه الحالة قد نجحت في تطوير مؤسساتها الموجودة أصلا ًوتجميع كل تلك اللافتات المشتتة تحت مظلة تنفيذية واحدة وفاعلة، اجعلوها حكومة تطوير للأفكار الموجودة وتصحيح للأخطاء القديمة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

Exit mobile version