بالصور..قصة «السفاحة العجوز»: قطعت رؤوس 10 أشخاص ثم ابتسمت وأعطت قبلة للكاميرا

ترجلت السيدة الستينية، تامارا سامسونوفا، في شارع ديميتروفا بمدينة سان بيترسبيرج الروسية تحمل كيسًا أسودًا لا يظهر ما فيه، لكنهم هم كانوا يعرفون محتوياته التي لم تكن لتخطر على عقل أيٍ من الأشخاص الذين مروا بجانبها في هذا الفيديو المسجل على كاميرات المراقبة التي جلس عليها رجال الشرطة الروسية، يشاهدون تسجيلاتها داخل مقرهم ويرددون لأنفسهم «لقد حل اللغز»، لكن ما لم يتخيلونه هو أن وراء ذلك اللغز ألغاز وألغاز ستتكشف واحدة وراء الأخرى، فمن أمامهم في التسجيل لم تكن مجرد امرأة مسنة، بل سفاحة من الدرجة الأولى.

كانت الحكاية، التي نقلها موقع First to Know، قد بدأت قبلها بعدة ساعات، حين وقف ضباط الشرطة أمام كيسًا أسودًا بشارع ديميتروفا ينظرون بداخله إلى جثة بدون رأس، كانت الجثة لامرأة تم التعرف عليها وهي سيدة مسنة في الـ79 من العمر تدعى فالنتينا أولانوفا، وما كان من الصعب أن تدخل امرأة أخرى، هي «سامسونوفا»، في دائرة الاتهام، فهي من كانت تعتني بالقتيلة في آخر أيامها.

كانت تسجيلات الكاميرات واضحة ولم تدع مجالًا للشك بداخل رجال الشرطة أن «سامسونوفا» هي القاتلة، ليتم القبض عليها، حينها لم يعلم رجال الشرطة أن القضية لم يكن لها أن تغلق في حينها، بل إن وقوع صاحبة الـ67 عامًا في قبضتهم كان ليفتح سردابًا من الذكريات والمعلومات عن قضايا قتل ظنت هي نفسها أنها ماتت مع السنوات، فقد كان اعتراف «سامسونوفا» بقتل «أولانوفا» يصاحبه اعترافًا أكثر مفاجأة وبشاعة.. «لقد قطعت رأس حوالي 10 آخرين في العشرين سنة الأخيرة».

الأجواء تلتهب داخل منزل السفاحة، رجال يتحركون في كل صوب وركن، وفي وسط ضوضاء رجال البحث الجنائي، نظر رجل الشرطة إلى تلك المفكرة التي وضعت بجانب سكين يحمل آثار قطرات دماء وكتب آخرى عن السحر الأسود وعلم الفلك داخل حمام المنزل. كانت المفكرة عبارة عن مذكرات كتبتها السفاحة بخط يدها، مذكرات تحمل من التفاصيل أبشعها عن عمليات القتل التي نفذتها وضحاياها، كتبتها هي بكل اللغات التي تعرفها، الروسية والإنجليزية والألمانية.

كانت «سامسونوفا» تتبع أسلوبًا خاصًا بها في القتل، فبعد تنفيذ جريمتها تقطع الضحية إلى أجزاء وتنزع رأسه، ثم تتخلص من الضحية في كيس أسود، نفس الأسلوب الذي اتبع في مقتل رجل قبل 12 عامًا، وجدت جثته في نفس الشارع الذي ألقت فيه السيدة الستينية ضحيتها الأخيرة، كان الأمر لابد أن يلفت نظر الشرطة لتفتح ملف مقتل هذا الرجل، وأي مصادفة هي أن يجد رجال العدالة الكارت الخاص للقتيل في منزل «سامسونوفا»، أما مذكراتها فكشفت أكثر عن تفاصيل العملية، كما كشفت عن وشم الرجل، الذي لم تذكر هي اسمه في المذكرات، لكن الأمر لم يكن يحتاج أدلة أكثر من ذلك، لقد كانت هي قاتلته أيضًا.

واعترفت «السفاحة العجوز»، كما أطلق عليها الروسيون، بقتل رجل آخر أيضًا، كان يومًا مستأجرًا لغرفة في شقتها، عام 2003، فنشأ بينهما شجارًا انتهى بأن قتلته وقطعته ورمته بالخارج. كما اعترفت السفاحة بقتل مستأجرة آخرى كذلك كان قد وجد جسدها المقطع في كيس بلاستيكي.

ربما عشق السفاحة الروسية للدماء لم يتوقف عند زوجها، الذي بلغت عن اختفاءه، عام 2005، ولم يعد أبدًا، حيث شك رجال الشرطة عقب القبض عليها في أن تكون قد قتلته بدوره، لكنها لم تعترف بتاتًا بارتكاب تلك الجريمة.

لم تتوقف «سامسونوفا» عن الكلام منذ احتجازها، فبقت تدعي أنها كانت تعمل كممثلة وأنها خريجة أكاديمية فاجانوف للباليه، لكن ادعائاتها الكاذبة انكشفت لاحقًا لتعترف أنها كانت فقط تعمل في فندق قبل سنوات.

بخطوات واثقة لامرأة بدت غير مهتمة، دخلت «سامسونوفا» قفص احتجازها الزجاجي الصغير، هي القاتلة التي اعتادت تقطيع ضحاياها لم تبدو مبالية للسجن أو العقوبة، فالتفتت للكاميرا بكل هدوء لترسم ابتسامة على وجهها وترسل قبلة إليها، أو إلى جماهيرها، بعد أصبحت من أشهر الشخصيات في روسيا مؤخرًا، أو حتى إلى شخص مجهول، لتكتب كلمة النهاية لحكاية تلونت بلون بذلة سجنها الأحمر الدموي، حكاية جعلت منها أسطورة في عالم الجريمة في بلاد الدببة، وسيبقى التاريخ يذكرها بالاسم الذي أطلقته عليها الصحافة الروسية وعرفت به في شوارع بلاد الثلج، «السفاحة العجوز».

المصري لايت

Exit mobile version