اقول للذين هاجموني: كل إناء بما فيه ينضح.. وكل ذي نعمة محسود..!!
السيناتور جون ديفيز ليس مغموراً ومن يريد مقابلته فليذهب إلى كوالامبور
الذين اتهموني لم يقدموا دليلا على كذبي ولن أضيع وقتي معهم.. بالله عليك هل يستحق قولهم النزول إلى مستواهم
لازلت عند قولي بأن رابعة الكنانية جاءت إلى المهدي تحمل منشوراً بين ضفائرها
اتهامات بالجهل والسذاجة وأحيانا الكذب المحض وجهها كثيرون إلى البروفيسور عوض إبراهيم عوض لم يرد على أحدهم ما دفع البعض إلى التصديق والتسليم بصحة هذه الاتهامات إلا أن الرجل وفي حواره مع “التيار” كشف عن سر صمته بمقولة إنه لا يريد النزول إلى مستوى من يكتب اليوم سذاجة وجهلا وقال إنه ينفجر ضاحكاً على بعض الاتهامات الساذجة التي توجه له من البعض فالرجل شديد الاعتزاز بنفسه ويتمتع بشخصية قوية وصلبة اكتشفتها خلال جلوسي معه لأكثر من ثلاث ساعات انقب فيها عن ادق تفاصيل في حياته.. قال لي من الأحاديث الكثيرة التي طلب مني عدم نشرها والاحتفاظ بها كمعلومة فقط التزمت بذلك ما استطعت ونشرت ما لم ينبهني به أن ليس للنشر.. الرجل خرج من المألوف عنه وفتح النيران في كل الاتجاهات على منتقديه وموجه الاتهامات إلى شخصه ومكذبي رواياته:
• بروفيسور عوض يتهمك البعض أنك قلت إن هناك سيناتورا أمريكيا اسمه جون ديفيز أخبرك أن اللوتري مقصود به السودانيين وكتبت بعض الصحف أنه لا يوجد سيناتورا بهذا الاسم أصلا, بماذا ترد؟
• هؤلاء الذين كتبوا بأنه لا يوجد سيناتور بهذا الاسم معلوماتهم خاطئة ولا دليل لهم على ذلك, جون ديفيز هو ليس إنسانا مغمورا بل هو موجود ملء السمع والبصر ومن يريد أن يقابله فليذهب إلى كوالامبور في ماليزيا بالقرب من الجامعة الإسلامية العالمية في أكبر معهد لتدريس اللغات في العالم وهو معهد Language house (بيت اللغات) – وقد عملت معه لمدة سبع سنوات وكنت ادرس له اللغات وقد برني بهذه المعلومة تقديرا لي بعد أن عرف خلفيتي الإعلامية بالسودان – أولئك الذين وضعوا هذه المعلومة على الانترنت بتروها في سياقها وجاءوا بجزئية منها فقط وهي مازالت موجودة على الانترنت، هؤلاء الذين أعنيهم أو الذين اتهموني لم يقدموا دليلا على التكذيب.
• ما قيمة هذه المعلومة من الأساس ولماذا أثرتها؟
• أنا قلت للسيناتور إنني سأذهب إلى السودان لأبشر السودانيين بهذه المعلومة لكنه قال: إنه سينكر هذا الكلام جملة وتفصيلا وهذا شعور الكبرياء بالقوة الذي يتملك الشعب الأمريكي, والجديد في الأمر أنني عندما ذهبت إلى الكونغرس الأمريكي هذا العام والتقيت بالناطق الرسمي له أكد لي هذه المعلومة ونفى لي كراهيتهم للسودانيين، عندما وجهت له هذا الاتهام, وقال: إنهم يحترمون السودانيين وإن أمريكا تريد أن تطعم المجتمع الأمريكي بالشعوب التي تحافظ على كيان الأسرة، ونوَّه إلى أن معظم الأسر الأمريكية تعيش بنظام العائل الواحد، وتفتقر إلى بيئة الأسرة الموحدة (لا يوجد أب أو جد أو جدة … الخ) وقد أثبتت الدراسات السايكولوجية أن الجزء المتعلق بالدماغ في هذا الجانب من الإنسان معرض للضمور وذلك لطريقة العيش خلاف فطرة الخلق والطبيعة البشرية التي جبل عليها الإنسان, ولمعالجة هذه المشكلة لجأوا إلى تطعيم المجتمع ببعض الشعوب المحافظة التي تحافظ على نظام الكيان الأسري, وقد وجدوا بغيتهم هذه تتوافر في المجتمع السوداني بشكل كبير دون غيره من المجتمعات الأخرى غير أن هذا ليس قاصرا على السودانيين فحسب بل منفتح على كافة الشعوب المحافظة الأخرى.
• قيل في نفس هذا الاتهام أو النقد أن هذا السيناتور سيعطيك اللوتري إذا تقدمت له, في حين أن اللوتري له لجان خاصة ولا يحق إلا لرئيس أمريكا أن يعطيه لفرد؟
• الذين قالوا هذا الكلام مع سبق الإصرار لم يفهموا ما قلته أو أنهم أرادوا أن يأولوه بالشكل الذي يخدم قضيتهم هم – ما قلته إن اللوتري عمل للسودانيين وبنفس العبارة قال لي السيناتور جون ديفيز إذا أردت أن تأخذ اللوتري فتقدم بذلك فستأخذه سريعا جدا, الغرض من هذه النقطة هو التأكيد على أن السودانيين مميزون عندهم جدا وليس لوعد منه بمنحي اللوتري, هو يعلم وأنا اعلم الأسس التي يعتمد عليها الأمريكيون في اختيار أصحاب اللوتري وذلك من لجان وقنوات وما إلى ذلك يمر بها هذا الإجراء، ولذلك فإن من قال هذه العبارة قطعا عنده غرض في نفسه أنا لا أعرفه, لذلك اقول: يغني المغني وكل يبكي على ليلاه، لذلك إذا أرادوا أن يفهموا الفهم الصحيح فلهم ذلك وهو اقرب من أن تقول لإنسان (جيتك مية مرة) وهو لا يقصد هذا بالضبط وإنما يريد أن يقول جئت إليك كثيرا وهذا من بلاغة الكلام فمن أراد أن يأول فهذا شأنه ليس إلا.
• هناك اتهام آخر موجها لك بأن عوض إبراهيم عوض يجهل تاريخ السودان، لأنه قال إن رابحة الكنانية قابلت المهدي وكانت تحمل منشورا في ضفائرها, ما هو ردك؟
• (ضحك مستخفا) أنا والله اندهش أحيانا لتعبير بعض الناس, هذه حقيقة تاريخية لا مراء فيها فرابحة جاءت إلى المهدي – والصحفي الذي انتقد هذه النقطة بإحدى الصحف أنكر هذه المعلومة وقال متندرا (إلا يكون عندها باروكة ذي باروكة اللبنانيات) هذه حقيقة حدثت والتاريخ لا يؤخذ بالتندر والقفشات والسخرية والاستخفاف وهي حقيقة حملت في رأسها الرسالة باعتبار أن شعر المرأة لا يكشف في عرف المجتمع السوداني وهذا هو الأدب الذي يتعامل معه الناس في مجتمعنا حتى وقت قريب – هذا السؤال وجهته لأستاذ التاريخ في المرحلة الوسطى الذي رد بأن المرأة التي تربط رأسها يحترمها الناس ولا يجرؤون على رفع غطاء رأسها, فببساطة وضعت المرأة المنشور على رأسها حتى وصلت إلى المهدي وأخرجته وسلّمته إلى المهدي وقيمة هذه الحقيقة التاريخية أنها حملت نوعا من الرأي ساعد بعد ذلك في هدم الآبار حيث لم تجد حملة هكس باشا ماءً تشربه فأصابهم العطش والوهن فأصبحوا لقمة سائغة لجيش المهدي، فقاد ذلك في النهاية إلى مقتل هكس باشا وعلاء الدين القائد المصري الذي كان يقود الجيش مع هكس وانهزم باقي الجيش في فترة وجيزة ومن أراد أن يعرف هذه الحقيقة فاليقرأ كتاب شيكان للشهيد عصمت زلفو فيه تفاصيل وافية وهذا هو السبب الذي دفع المهدي للزحف على الخرطوم وإسقاطها لتبدأ دولة المهدية في عام 1885 .
• لماذا كل هذه الاتهامات من بعض الناس لعوض إبراهيم عوض, في رأيك هل لهم قصد معين؟
• إذا كان هناك من يقصد عوض إبراهيم عوض فأنا أسعد الناس بذلك, فهناك من قصد النبي الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم، بل ومن ذهب أبعد ليقدح في المولى عز وجل فماذا يساوي عوض إبراهيم عوض من الذين ذكرتهم, تقول الحكمة كل ذي نعمة محسود, والبعض يقول إن عوض تكبر لأنه يقول إنه قابل فلان وفلان – مهنتي منذ أن كنت يافعا هي أن أعطي الناس المعلومات وحياتي أتاحت لي فرصة الالتقاء بالعديد من صناع الحياة في العالم من ملوك ورؤساء وأمراء وعلماء وأدباء وشعراء, وأنا عندما اكتب عن هذه الأشياء يتهمني البعض بالتعالي, هذا ليس تعاليا غير أنني التقي في كثير من الأحيان وحسب الظروف التي تقتضيها الحاجة ببائعة الشاي وساقي الماء لكن هي النظرة الضيقة للإنسان التي لا تخلو من نزع الحسد فإن حققت أي نجاح في العمل فلابد أن تحسد, الحسد وارد والشائعات الكثيرة لا تبنى إلا عبر نظرة ضيقة, فعلى الجميع أن يتوخى الصدق والدقة فيما يكتب وشيخنا عبد الله الطيب ذكر أن كثيرا من القبائل التي جاءت إلى السودان اشتهرت بالحسد وربما يكون هؤلاء هم أحفادهم – أنا كتاب مفتوح لكل الناس وهاتفي متاح للجميع لم يحدث أن أغلقته في يوم من الأيام, فمن أراد أن يتأكد من أي معلومة فليتصل بي، أو أن يلتقي بي في مكان عملي في جامعة أفريقيا العالمية، أو في أي مكان آخر وبابي مفتوح والاتصال بي سهلا وذلك للذي يريد أن يتأكد من المعلومة الصحيحة، فذلك أفضل له من أن ينسج من خياله الشائعات, هذا كلام فارغ لا قيمة له ولا يعود إلا على صاحبه.
• لماذا لا ترد على الاتهامات؟
• والله بيني وبينك أنا لا اريد أن انتقص من قدر الذين يقدحون, لكنني اعتدت أن أرد على الكلام القيم والموضوعي, أما المهاترات والكلام الفارغ الذي لا معنى له ولا قيمة له عندي فليس لدىَّ وقت أضيعه للرد عليه, وفي الآخر (كل إناء بما فيه ينضح) فمن أراد أن يسيء فليسيء فأنا من ناحيتي قدمت خيرا كثيرا للناس واعتدت أن أخاطبهم بالعبارات الجميلة منذ أن بدأت اعمل قبل 40 سنة, فقد علمونا الكبار كيف نخاطب الناس بالعبارات الجميلة مثل أحبائي وأصدقائي وأعزائي, الذين يكتبون الآن كلاما جاهلا وساذجا وسخيفا لن اضيع وقتي معهم, بالله عليك هل هذه لغة انزل إلى مستواها؟ أنا والله لا استطيع ذلك, ولذلك لن ارد على أي كلام أو نقد لا قيمة له عندي .
• الكثيرون يتساءلون لماذا لم يتم الاستعانة بك وزيرا للإعلام أو الثقافة وأنت مؤهل لذلك؟
• أولا اشكرهم جميعا على هذا الإطراء وعلى هذه الثقة وقد سئلت هذا السؤال من الكثيرين وإجابتي على ذلك كانت شيئا واحدا وهو أن الوزارات عمل سياسي يتقدم إليه الحزبيون وأنا غير متحزب ولم يسبق لي الانتماء لحزب سياسي إلى قبل فترة بعيدة ولمدة قصيرة قبل أن اختلف معه فكريا وأغادره, ومن الأشياء التي اذكرها أن أحد الشيوخ الكبار سأل أحد رجالات الدولة لماذا تتغاضون عن عوض إبراهيم عوض في الاختيار الوزاري وهو رجل مؤهل لتولي منصب وزير الإعلام أو الثقافة؟ وكانت الإجابة لولا أن عوض ينتمي إلى حزب يختلف معنا فكريا لاخترناه لشغل أحد هذه المناصب, وهذا الكلام في تقديري غير صحيح لأنني لا انتمي لأي حزب من الأحزاب حاليا – على كل حال فقد عملت والحمد لله في مجالات تضاهي بل وتتفوق على عمل الوزارات,. فإن تكون بروفيسورا أو معلما أو عميد كلية تخرج الأجيال تلو الأجيال أو مقدم برامج أو مؤلفا أو كاتبا أو شاعرا فهذا أعظم وأضخم وأقيم من عمل الوزراء, هذه أعمال ذات قيمة كبيرة جدا إذا أتقنها الإنسان فهي اخلد من عمل الوزارات, فوظيفة الوزير في العالم الثالث مثل ضل الضحى تزول بعد فترة وجيزة لتقلد الوزير منصبه وسرعان ما يتلاشى بريق الوظيفة بزوالها, لقد ظللت أعمل منذ 40 عاما في العديد من الوظائف ويعرفني جميع الناس, ولو تقلد عوض منصب وزير في خلال تلك الفترة لنسيه الناس, الآن كم من الناس استوزروا خلال تلك الفترة ولا يعرفهم أحد اليوم, وعموما أن اشكر كل الذين تمنوا أن أكون كذلك.
• هل معنى ذلك إذا عرضت عليك الوزارة فلن تقبل؟
• حدث ذلك وعُرض علىَّ منصب وزير ولائي، إلا أنني اعتذرت لأسباب كثيرة تتعلق بعملي في الخرطوم وما اقوم به الآن من أعمال كثيرة, فاضطررت إلى الاعتذار للرجل الذي بعث إلىَّ لعرض هذا المنصب.
اجراه: نوح السراج
التيار