قيل ان احد الشباب كان قد تقدم لخطبة فتاة …اوهم اهلها انه يعمل طبيبا …ولكنه كان يمارس عملا كتابيا في موسسة لا علاقة لها بالطب وملحقاته …الصدفة وحدها أتت بخطيبته الى مقر عمله الأصلي ..فوجدته وهو منهمك في توثيق مجموعة من الاوراق ..وقفت امام طاولته وقالت متهكمة (ما قلت دكتور ..وكدا )..فقال وهو يختم على احدى الوريقات (ما نقلونا ياخ )…
اها نحن نقلونا ياخ …ذات فجاة …والمقصود هنا ليس شخصي الضعيف ..ولا حتى الهيئة التي اعمل بها …ولكن (نحن) مجموعة من الهيئات والمراكز البحثية..تم نقلها من وزارة العلوم والاتصالات …وضمها الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي …وفي بلادي فقط …تنوم وانت في وزارة وتصحى تلقى نفسك في وزارة تانية ….وفي بلادي وحدها ..تنشأ وزارت من العدم وتلغى اخريات.. ويوفق رأسين في الحلال عن طريق دمج البعض الاخر من الوزارات …
في بلادي وحدها ..يجلس الموظف وهو يترقب التشكيل الوزاري ..منتظرا ليس أسم الوزيرفقط !!!! ولكن هل يستمر في ذات الوزارة ؟؟ ام يتم الحاق مؤسسته باكملها الى وزارة اخرى …أو ربما تلغى الوزارة برمتها …وتصير الوزارة وقراراتها وملحقاتها كما سيد الشهداء (حمزة رضي الله عنه ) لا بواكي لها …
كيف يحدث هذا؟؟ ..نحكي القصة من البداية ..كان ياما كان في هذا الزمان ..وزارة جديدة انشئت …اطلق عليها اسم وزارة العلوم والتقانة ..تم ضم كل الهيئات البحثية تحت مظلتها ….وصار للباحثين اخيرا وزارة تعنى بشؤونهم وتهتم بالبحث العلمي وتضعه نصب أعينها واستبشرنا خيرا ..لان البحث العلمي هو أساس تقدم الشعوب…لكن وامعانا في التفرد والتغريد خارج سرب المنظومة البشرية ..لم يكن طريق الأبحاث ممهدا …فكل وزارة في السودان أقطاعية قائمة بذاتها وجزيرة تحيط بها مياه البيروقراطية من كل جانب ..وما بين المكاتبات ومحاولة التوفيق بين وجهات النظر الوزارات التي تنتمي لذات البلد ..تضيع المسألة الاساسية ..وينتهي زمن التقديم للدعم الخارجي ..وبس خلاص
د. ناهد قرناص