المستشار الفني لهيئة المياه يدافع وينافح

وصف المستشار الفني بالهيئة القومية للمياه، المهندس محجوب محمد طه، القيمة التي يدفعها المواطن كفاتورة للمياه حالياً، بأنها زهيدة جداً إن قورنت بما تدفعه الدولة لتنقية المياه وإنشاء الطلمبات وحفر الآبار.

وأشار طه إلى أن الذين يدفعون فاتورة المياه هم 800 ألف أسرة من جملة (8) ملايين أسرة، وقال إن أزمة المياه التي حدثت في رمضان المنصرم نتجت عن غياب المخزون الإستراتيجي للمياه نافياً أن يكون سد النهضة أحد أسباب الأزمة التي ترتبط بفصل الصيف وزيادة نسبة الاستهلاك حد تعبيره .

حوار: نجاة إدريس

· ما هي أسباب الزيادة في فاتورة المياه؟

تكلفة المياه عالية جداً، ومعظم مشتركينا يدفعون (15 – 25) جنيهاً في الشهر وهي لا تساوي شيئاً إن قارنها بالسلع الأخرى، وحين تنقطع المياه يشتري المواطنون المياه الملوثة بمبلغ (50) جنيهاً، ويتأثر الفقراء جداً بذلك، ولكن اطمأن بأن الأزمة انقشعت ولدينا (2) ألف حي لا يوجد منهم من يشتكي من غياب المياه .

· نفهم الزيادة في الفاتورة لأغراض تنقية المياه؟

لا.. هناك 85% من مشتركينا يدفعون قيمة 15 جنيهاً، أما الجهات الأخرى مثل الوزارات والفنادق والشرطة والجيش والمؤسسات السيادية وبنظام عداد الدفع المقدم سيسهموا في دفع فاتورة المياه الباهظة، ولجأت الدولة لهذا الخيار لإنشاء المحطات والشبكات وهذا يصب في صالح المستهلكين للفقراء.

· معلوم أن عدادات الدفع المقدم باهظة الكلفة؟

العداد الغرض منه الترشيد.

· هل يشمل ذلك مرافق كالمساجد؟

سنوفر المياه للمساجد مجاناً بما فيها من موضأ ومكيفات وثلاجات وكم هائل من (الحنفيات المحلوجة) ربما أسوة بالمؤسسات الحكومية .

· هل انعدمت الحلول لديكم لتلجأوا للزيادة؟

قلنا لا بد للدولة أن تتحمل المسؤولية، وتوفر المياه للمواطنين. لكن أود التنبيه إلى أننا لم نحسم أمر الزيادة. نحن الآن ننتج (1.5) مليون متر مكعب من المياه يومياً وهناك (8) ملايين مواطن نسقيهم لكن من يدفعون للهيئة (800) ألف مشترك فقط وبالتالي علينا عبء بقية الـ(8) ملايين.

· بعض مواطني الخرطوم يسكنون مناطق بعيدة وينعمون بالكهرباء لكنهم يدفعوا فاتورة المياه دون تزويدهم بالخدمة؟

(أي زول ما عندو موية ما مفروض يدفع)، وبالفعل جلسنا مع أخوتنا في الكلاكلة الوحدة وصنقعت في هذه الخصوص وأخبرونا بانعدام المياه عندهم لمدة شهر. لكن حين قارنوا بين المبلغ اليسير الذي يدفعونه مقابل المياه ومبلغ (50 – 70) جنيهاً مقابل برميل المياه الملوث اقتنعوا بعدم جدوى المقارنة أصلاً لا سيما، وأن المشكلة انتهت في كل أحياء العاصمة (2) ألف حي ابتداءً من يوم (الوقفة). وأقول إن جل ما نأخذه يوجه للطلمبات والآبار والمحطات وآبار.

· ما هو السبب الرئيس في قطوعات المياه؟

شجرة الدمس معروفة عالمياً بـ(لص المياه) وقادر على اختراق الأسمنت، والدمس نبات لمحاربة تعرية التربة لكن المواطنين زرعوه في الخطوط الرئيسة لشبكة المياه مما تسبب في أعطال كثيرة، و20% من الأعطال الفنية بشبكات المياه سببها شجرة الدمس.

· بنظرك كيف تحل معضلة المياه؟

في ولاية الخرطوم نوفر المياه فقط لأغراض الشرب وليس للصرف الصحي أو للزراعة أو للتشجير أو أي غرض آخر. فيما يستخدم الأهالي المياه في أغراض كثيرة، كما أن المصانع ومنها مصنع المياه تستهلك ذات مياهنا وتستغلها أسوء استغلال .

· أيمكن أن نرى عداد الدفع المقدم في القطاع السكني؟

عداد الدفع ثمنه (500) دولار، وإن تم تركيبه لشخص يدفع (15) جنيهاً فذلك خسارة لنا. ولذا يتم تركيبه لمن يسكن برجاً وإن كان الآخر يحتج لأنه يدفع (45) جنيهاً ويدفع حسب استهلاكه. وحتى وزارة المالية احتجت على تركيب (4) عدادات دفع مقدم، وحملوا المياه إلى الوزير بـ”الجردل” لكن لم نتركهم حتى دفعوا ما عليهم من مستحقات.

· هناك من يلخص أزمة المياه لابتعاد الكفاءات؟

الإحلال والإبدال هو سنة الحياة، لكن للأسف نعمل بسياسة رزق اليوم باليوم وذلك لافتقارنا للمخزون الإستراتيجي بسبب كثرة استهلاك المياه .

· لدينا موارد مياه كثيرة ومع ذلك نعطش؟

لدينا أنهار، ولكن ليس لدينا مخزون مياه، فإن توقفت محطة سوبا أو أحدى المحطات فلا بد من توافر مخزون استراتيجي .

· هناك أصابع اتهام لسد النهضة؟

ليس للسد علاقة بالمشكلة، وعالمياً المياه لا تكون متوفرة لمدة 24 ساعة عدا في السودان بمواصفة نقية و120 ألف وحدة (عكارة).

· إذاً المشكلة مادية؟

مادية بجانب مشكلة المخزون الإستراتيجي.

· مشكلة المخزون الإستراتيجي ترتبط بالصيف فقط؟

في الصيف تزيد درجة الانحدار، ويزيد الاستهلاك الكلي من المياه بسبب ارتفاع درجة الحرارة (شرب، رش الأرض، مكيفات) فيما الفاتورة (15) جنيه فقط.

· هناك بيوتات تشكو من سداد (3 – 4) فواتير للبيت الواحد؟

لا أبداً.. أسرة من (15) فرداً تدفع (15) جنيهاً رغم استهلاكهم العالي. فالفاتورة تكون على حسب عدد العدادات الموجودة بالمنزل، وعندما تبحث تجد المنزل منقسم على عدة عائلات، أو عدة شقق بعضها يعمل بتوصيلة واحدة للاستفادة من الدعم.

· هذا القياس يصلح لأسرة غنية أما الفقراء فبالتأكيد سيتأثرون بالزيادة؟

قابلنا قرابة (15) أسرة جميعها تستفيد من عداد واحد وبثمن زهيد هو (15) جنيهاً لذلك ربطنا الأمر بفاتورة الكهرباء.

الصيحة

Exit mobile version