كثيرا ما يلفت نظرك اسم محل تجاري يحمل اسماً لإحدى المدن السودانية أو لقرية ما، مما يدفعك لدخول المحلات من باب الارتباط الوجداني والعاطفي بتلك المنطقة، وربما لاشتهار أهلها ببيع أفضل الأنواع من السلعة المراد شراؤها.
تسمية المحل التجاري باسم المنطقة التي تنتمي لها يراه البعض نوعاً من الاعتداد بالانتماء، وربما نوعاً من جذب الزبائن أصحاب الارتباط بها، كما أسلفت.
ود الحصاحيصا وأولاد شندي
فود الحصاحيصا وأولاد شندي وشبارقة وغيرها من المسميات، أصبحت تزين شوارع الخرطوم ويتكرر الاسم الواحد لأكثر من محل، فبينما نجد ود شندي صالوناً للحلاقة يتكرر مرة ثانية اسماً لمخبز أو مغلق لمواد البناء. وأصبح الأمر يتخذ رقعة تجاوزت حدود الوطن لتنتقل تلك المسميات خارج السودان، فأخذ أصحاب المحلات التجارية أسماء مدنهم وحلقوا بها خارجا، لتنعم المدن العربية وبعض المدن العالمية بأسماء معالم ومدن سودانية، فنجد ود الجزيرة في مدينة جدة السعودية يقف شاهدا على مثل هذه المسميات، فيقصده السودانيون من كل بقاع المملكة قاصدين أن يكحلوا أعينهم بكلمة ود الجزيرة التي تعلق أعلى المحل، في إشارة جميلة للرابط العميق بين الابن ومنطقته الأم.
ارتباط وجداني
في إطار لفت انتباه الزبائن، يقول بكري حاج علي – سوداني مقيم المملكة العربية السعودية – أن رؤية اسم منطقة سودانية على لافتة محل يجعلك تدخل المحل من باب الحنين والارتباط العاطفي بالوطن، ويضيف: وأنا يعجبني هذا الفخر بسودانيتنا واستصحاب أسماء مدننا في دول المهجر شيء جميل وفعل أكثر من رائع، وهذه نظرة الزبون للمحل، وربما يكون للتاجر نظرة مختلفة من باب زيادة الكسب المادي، حيث يجعل أفئدة من الناس تهوي إلى المحل لوجود علاقة سابقة بالمنطقة المكتوبة على لافتة المحل التجاري وبين الزبون، ويفضلونه عن المحلات المجاورة خصوصا عندما تتشابه السلع مع بقية المتاجر القريبة.
لفت الأنظار
بينما تذهب نهال علي في اتجاه مغاير تماما، وتقول اسم المحل التجاري لا يغير شيئا، فقيمة البضاعة داخل المحل هي الأهم، وهناك بعض المحلات تسمى بأسماء مناطق، ويكون ذلك تيمنا بمحل تجاري يحمل نفس الاسم، ولكن الأول ليس بنفس القدر من الجودة، ولكن فكرة تسمية المحلات التجارية بأسماء المدن التي ننتمي لها به نوع من الفخر المبالغ فيه، وأحيانا نجد أسماء مدن غير جميلة وغير مناسبة، فهي غير جاذبة للزبائن، بل على العكس يمكن أن تكون منفرة أكثر من فكرة كونها جاذبة لمن ليست له صلة بالمنطقة، فيما ترى شقيقتها هاجر علي أن اسم المنطقة يلفتها أكثر من البضاعة داخل المحل، فهي من منطقة شندي، وكثيرا ما يقابلها هذا الاسم في المحلات التجارية، وهي تعده نوعاً من الاعتزاز بالمنطقة والفخر بالانتماء، ولا ترى ضيراً في أن يكون نوعاً من الدعاية والإعلان عن المحل ولفت النظر.
بصريات باسم المدينة
صاحب محلات أولاد الحصاحيصا للبصريات، نفى أن يكون الأمر لجذب الزبائن لأنهم ليسوا من أهل الحصاحيصا فحسب. وزاد: “فجذب الزبون لا يتم عن طريق الأسماء البراقة واللافتات، إنما عن طريق اختيار الأفضل من الماركات العالمية وإبهار الزبون بكل ما هو جديد، فما يميزنا ليس اسم الحصاحيصا على اللافتة، وإن كان هناك الكثير من الفخر من انتمائي لتلك المنطقة التي يتميز أهلها بالكثير من الصفات الجميلة، فمنطقة الحصاحيصا غيرها من المدن السودانية كرم أهلها هو الطابع السائد لهم، صحيح أن هناك بعض الزبائن يأتون إلينا بسبب هذا الاسم وهذه المدينة، ولكن لم نقصد من التسمية جذبهم للمحل وود الحصاحيصا هو اسم لأكثر من محل تجاري داخل العاصمة
اليوم التالي