يعتزم السودان إطلاق أكبر مشروع زراعي في العهد الحديث على مستوى العالم ويشمل المشروع ما يشبه بتحويل مجرى أحد فروع نهر النيل “أطول نهر في العالم” وهو النيل الأبيض مما يساهم في ري وزراعة نحو 10 ملايين فدان.
وتضم مساحة مشروع “غذاء العالم” أجزاء واسعة من أربعة ولايات سودانية(شمال دارفور، شمال كردفان، الشمالية ، وولاية الخرطوم).ويهدف بالإضافة لمياه النيل للإستفادة من مياه الأمطار عبر تقنيات حصاد المياه.
وتتلخص فكرة المشروع بحسب البروفيسور عمر التاج الإمام الأستاذ بجامعة النيلين “شق قناة من النيل الأبيض في مدينة جبل أولياء جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم لتعبر القناة حتي مدينة الدبة في الولاية الشمالية عند مجرى النيل الرئيس وربطها بكل من دلتا وادي المقدم ودلتا وادي الملك وربطها بوادي هور في ولاية شمال دارفور ).
وقال المهندس عثمان حيدر وفق تصريحات سابقة نشرها موقع النيلين أن طول مجرى النيل الأبيض الجديد سيكون 470 كلم بدلاً عن جريان النيل الابيض في المسار القديم والذي يقطع حوالي 1700 كلم بعد إقترانه مع النيل الأزرق في مقرن الخرطوم.
وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى فضل حجب إسمه لموقع النيلين “أن دراسات المشروع لم تكتمل بعد وتشير أن تكلفة المشروع تبلغ حوالي 50مليار دولار والرقعة الزراعية ستكون حوالي عشرة ملايين فدان تمتد في أربعة ولايات سودانية وهي أراضي خصبة للغاية ولم تزرع منذ خلق البشرية) ويضيف المسؤول الحكومي أن (الإسم المتفق عليه حالياً للمشروع هو “غذاء العالم” وسيتم إطلاقه قريباً ويتوقع أن يجد تمويلاً من صناديق الإسثمار العربية والعالمية نسبة للحوجة الماسة للغذاء في العالم وما يحققه المشروع من أرباح عالية). ويضيف المسؤول الحكومي أن تفريعة النيل الأبيض الجديدة تسمى “النيل الأخضر” وذلك وفق الدراسات والتخطيط الجاري منذ أكثر من 15 عام.
وبحسب دراسات المشروع التي إطلع النيلين على جزء منها يشمل المشروع زراعة القمح وقصب السكر والخضروات الأورغانك والفواكه والأعلاف بالإضافة لتربية المواشي على الطريقة الهولندية وإنتاج وتصنيع الألبان واللحوم وكذلك زراعة أحزمة غابية تشمل حوالي 15 مليون شجرة هشاب وطلح(يشير موقع النيلين أن معظم الصمغ العربي في العالم ينتج في السودان من شجرتي الهشاب والطلح وأن الصمغ العربي يدخل في عشرات الصناعات الهامة وحتى المشروبات الأمريكية مثل الكوكا كولا والبيبسي تعتمد على الصمغ العربي وهو من المنتجات التي تسمح الولايات المتحدة الأمريكية بإستيرادها من السودان رغم الحصار والحظرالإقتصادي الأمريكي المفروض على السودان).
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية قد خففت العقوبات التقنية والزراعية الموجهة ضد السودان في الأيام الماضية.
وتشير الدراسات للإستفادة من التقانات الحديثة في زراعة المشروع مثل الري المحوري والزراعة بالطائرات من دون طيار التي طورها أحد علماء السودان الشباب في الأونة الأخيرة.
ويتوقع خبراء أن يجد المشروع دعماً من أوربا وأمريكا نسبة لأهميته القصوى في سد الفجوة الغذائية في العالم.
بينما أشار بعض الخبراء لضرورة الإستفادة من جمهورية مصر لخبرتها في شق الترع والقنوات الكبيرة وأخرها مشروع قناة السويس الجديدة بالإضافة للخبرات الزراعية المصرية.
الخرطوم/معتصم السر/النيلين