نفس الملامح ( الحنك نفس الحنك ) ..
سبتمبر قادم والله يستر..
برلماننا الموقر ونوابه الكرام جزاهم الله عنّا خير الجزاء وقبل أن تنقضى مُدة اقامتهم تحت قبة البرلمان (الباردة) فى دورته الماضية أجازوا لنا شاكرين المشروع (الكارثة) رفع الدعم عن المحروقات ربما فى نفس هذه الأيام من العام قبل الماضى كان التداول ، تمت اجازته رغم تحذيرات الشارع ومن هم فيه بأن الأمر لن يمُر هكذا سهلاً وحتماً ستقع كل الأعباء على الضُعفاء البسطاء من أهل بلادى وغالب أهل بلادى هم كذلك ، حلت الكارثة رُفع الدعم وعلى رأس البُسطاء من الناس وقع الفأس.
تحت القُبة وفى نفس التاريخ ..
تغيرت بعض الأوجه والأسماء فات أحمد وجاء عمك حاج أحمد..
ذهب الخضر من الولاية بطاقم (مكتبه) وجاء غيره بطاقم جديد..
تركنا من رفعوا عنّا دعم المحروقات بعد أن فعلوها وجاءنا من ينوى رفع الدعم عن الكهرباء الأن قبل (سبتمبر) ، مُعتز موسى وزير الكهرباء الجديد بدأ مشروع رفع الدعم مع (الاصرار)عليه بعد أن رمى بحجره الضخم فى بركة نوابنا الكرام الجُدد الساكنة إلا من تصفيقهم ، لابد من زيادة سعر الكهرباء باعتبارها أحد أخر المدعومات والتى يجب أن يُزال عنها الدعم وعلى عجل حتى يتحمل هذا المواطن (المرتاح) المُرفه بعضاً من مسئولياته الملقاة على كاهل الدولة وقد تحملتها نيابة عنه مشكورة سنوات طويلة جداً خصماً على رفاهية منسوبيها ، 80% هذا ما ظلت تتحمله الدولة مقابل كل متر كهرباء نستهلكه نحن على رفاهيتنا ، هيا أدفع بلا ضجة وسيُرفع الدعم شئت يا هذا أم أبيت..
نفس (الحنك) ..
من أجلك أيها الفقير المُعدم سيُرفع الدعم كما رُفع من قبل..
قالوا لنا أن المستفيد من دعم المحروقات هو المواطن المُقتدر لا الفقير الذى لا يملك سيارة ولا تعنيه المحروقات فى شئ وسيعود عليه رفع الدعم بالخير الوفير ، رُفع الدعم وقد حدث ما توقعه الجميع لا شئ عاد عليه سوى المزيد من المُعاناة والرهق ، رُفع الدعم وارتفعت أصوات الغضب واجتاحت المُظاهرات المُنددة بالقرار شوارع الخرطوم فى سبتمبر قبل الماضى ، حمداً لله أنها توقفت قبل أن تُصبح احتجاجات كارثية تُدمر ما تبقى لنا مع قلته ، توقفت بعد أن حصدت أرواح عدد من الأبرياء وأفقدت البعض ممتلكاتهم..
نفس المشهد عاد به الوزير الأن ، لابد من زيادة سعر الكهرباء حتى لا تظل الدولة تدعم المقتدر من الناس ويعود النفع ثانية على الفقراء..
هنيئاً لك أيها الفقير ستعود تنعم من جديد بخدمات الكهرباء المُستمرة بلا قطوعات فقط أدفع ما عليك من زيادة تنتظرك..
أتركوا الكهرباء فى حالها يا هؤلاء ..
ما زالت تبعات رفع الدعم عن المحروقات تُرهقنا..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..