ينشغل الناس هذه الأيام بتصريحات التلميح لزيادة تكلفة الكهرباء.. الأمر الذي يعني المزيد من العنت والرهق المادي المتعاظم على «محمد أحمد» الذي يصارع وحيداً غلاء المعيشة وعنت الأسعار.. «الرئيس» يقول الكهرباء خط أحمر ولكن ذات الوسائل الإعلامية تحوي مؤشرات في أخبارها لاتجاه زيادة التسعيرة للكهرباء أو ربما تكون الزيادة غير معلنة.. المهم في الأمر أن حالة الإنفلات في كل ما يباع ويشرى قد فاق التصور والوصف وكاهل المواطن أصبح لا يقوى على المزيد والشاهد أن لا لجام لهذا الانفلات مهما صرح وقال «الكبار».. ولكن ذلك لا يعني الاستسلام وعدم الرفض.. هذه الزيادة المتوقعة مرفوضة بحكم الواقع الاقتصادي الصعب ولا مجال لبلعها.. فإن كانت سهلة على من يهضمون الخطوط الحمراء فإنها تحمل هذا التجاوز للخروج للشوارع.. فقد بلغ سيل الضغط زبا الاحتمال وتجاوزها. «صديقتي» تقول ليتهم لم يعلنوا هذا الأمر بتلك الاستثناءات لأن أي استثناء يعني العودة اللا مباشرة على الكاهل المثقل.. وربما عمل هذا الأمر بالغضب الجماعي الفائض الأركان.. لأن الاحتمال لم يعد في المقدور الابتلاع والاستظراف لهذه الأمة الكهربائية بلا تحديد لهذه الأزمات.. فإن مجمل مؤشرات الصعوبات التي يعيشها الناس طريقها واحد في توالي الاحتقان والتورم ثم الانفجار.. بلا هوية محددة لماهية الصعوبات فإن تراكم صغائر الضغط مع لبناته البنائية يمكن أن يكون نتاجه ناطحة سحاب وألم من عمائر البنيان ذوات العماد.. بل وربما كانت شواهقه وشوامخه هي أولى درجات التمتين والتوطيد في أركان الأرض ثقلاً متبعاً وانهاكاً.. هكذا جوهر عذابات المواطنين في ولاية الخرطوم منذ تكاتف توالي أزمات الضغط عليها.. فدفتر يومياتها مترع بكل ما هو مزعج ومؤلم.. حيث تضيق براحات الأمل.. لأن كل صباح جديد يحمل معه ضغطاً أكبر ووجعاً أشمل.
آخر الكلام:
بعيداً عن شخصنة الأزمات قريباً من الحلول الإستراتيجية.. يبقى السؤال: كيف تدار هذه الموارد في ظل وفرة خامها وندرة «فهم إدارتها»؟.. «أها يا معتز موسى.. أديرها صاح»..
مع محبتي للجميع.