حملت صحف الخرطوم أمس الخبر اليقين في ما يخص زيادات الكهرباء التي كادت أن تجعلها وزارة الكهرباء ووزيرها أمراً واقعاً ومفروضاً رغم أنف التعابى والغبش والغلابى والجيوب الفاضية، ورغم أنف الكهرباء الغير موجودة أو متوفرة طوال شهر رمضان الذي شهد فيه المواطنون فواصل معاناة ما بعدها معاناة، وبدلاً من أن يسمعوا من الوزير وأركان حربه تطمينات لإمداد مستقر الأيام القادمة (طقش) أضانهم مسعى الوزير (المستفز) لزيادة تعريفة الكهرباء وكأن حلول البلد كلها مرتبطة بزيادة معاناة المواطن، والمواصلات لا تحل مشاكلها إلا بزيادة تعريفة المواصلات، والوقود لا يتوفر إلا برفع الدعم عنه، والمدينة لا تنضف إلا بزيادة رسوم النفايات، والمالية لا تدور عجلاتها إلا بمزيد من الرسوم والجبايات والتحصيل، لتكون المحصلة أن المواطن (يغرف) مرتبه التعبان من (ساقية) وظيفته المتواضعة (ويكبه) في بحر الحكومة الغريق! المهم أن صحف الخرطوم نقلت حديث الرئيس الواضح الذي لا يحتاج لفهامة ولا درس عصر أن أي زيادات في الكهرباء هي خط أحمر وأنه يرفض – أي الأخ الرئيس- المساس بشريحة الفقراء الذين هم السواد الأعظم لأهل السودان، ولعل هذا التحذير الذي هو في خانة الأمر أو القرار واجب التنفيذ مطلوب ومنتظر في كثير من المؤسسات والوزارات التي هي مجرد جهات للجباية تأخذ ولا تعطي، وإن فعلت فهي تجعل ذلك بالقطّارة وعلى مضض لذلك فإن المزيد من إبراز الكروت الحمراء للخطوط الحمراء سيضع لهذا الانفلات حداً ولهذا الطمع والجشع والحلول الجاهزة على حساب الفقراء نهاية، واحسب أننا موعودون بمثل هذه التدخلات الرئاسية طالما أن بعضهم لا يقدر ولا يعرف حجم المسؤولية التي هو مسؤول عنها، وإن كان برأيي أن التوجيه وحده لا يكفي إذ أن بعضهم (بعمل رائح) ونحن للأسف نعشق (فقه السترة) وكثير ممن يكسرون القرارات ويضربون بها عرض الحائط يتم التكتم عليهم أما خوفاً أو تواطؤاً وبذلك نفقد مبدأ المحاسبة والعقوبة اللذين يسمعان من بأذنه صمم. وعلى ما يبدو أن الأخ الرئيس ورغم الملفات الكبيرة التي يديرها هو مرغم على توجيهات ما كان بحاجة لقولها لو أنه كل شايف شغلو. فما الذي يضطر الرئيس مثلاً أن يوجه السادة الولاة قبل العيد إلى ضرورة ملازمة ولاياتهم خلال عطلة العيد وهو أمر بديهي وطبيعي لولاة جدد يعتبر العيد بالنسبة لهم فرصة للالتقاء والتعارف مع فعاليات ورموز ولاياتهم لتحقيق مزيد من الترابط والانصهار في المجتمع الجديد من أجل عمل سياسي ومجتمعي حقيقي ينهض بهذه الولايات؟؟ شنو البضطر والي يترك ولايته ويجيء الخرطوم؟؟ إذا كانت الإجابة أن أسرة الوالي بالخرطوم فهذا سبب وجيه جداً لإعفائه لأن الولاية التي يتولاها ليست منطقة شدة ولا خدمة إلزامية هو مجبر على قضائها. هذه قطعة من لحم السودان الحي هو مطالب بتطويرها والارتقاء بها وهو لن يفعل ولن يفهم ما لم تذهب زوجته للسوق وتعرف أسعار السلع وجودتها وما لم تشتكي له أن الموية قاطعة أو في أحسن الأحوال تأتيهم عكرانة، ولن يحس بهؤلاء الغبش التعابى ما لم يدرس أولاده بمدارسهم فيخبرونه عن المروحة الواقفة والأدراج المكسرة والبنية المدرسية التعبانة، أما أن يظل سيادته هناك حبيس المكتب أبو مولد كهربائي وثلاجة مملوءة بعصائر وارد الخرطوم وزوجته تسكن شقة في الرياض أو فيلا في كافوري وأولادهم بمدارس خاصة إنجليزية أو عربية فده ما زولنا وأحسن يِتطَّلب الله.
في كل الأحوال حسناً قال الأخ الرئيس أن زيادة الكهرباء خط أحمر لأنه حديث موثق ولن يتعداه زيد أو عبيد لكنها سيدي الرئيس ليست الكهرباء وحدها هي الخط الأحمر وكل الخطوط أصبحت حمراء ونار منقد!!
{ كلمة عزيزة
تم أمس إيقاف سبعة من العاملين بالتلفزيون على خلفية احتجاجات من موظفي الفضائية السودانية المطالبين باستحقاقاتهم المادية، والاحتجاجات والوقفات ليست بجديدة على العاملين بحوش التلفزيون إذ ظلت هذه طريقتهم في المطالبة بحقوقهم خلال الفترة الماضية، لكن الجديد هو أسلوب التوقيف عن العمل الذي مارسته الإدارة الجديدة ليتأكد كل صباح للعاملين بالفضائية السودانية أنهم (شالو أصبعهم وطبظوا عينهم) و”محمد حاتم” الذي كان يسمع ما يقال عنه بأذنيه ويصله حتى باب مكتبه لم يوقف أحداً أو يهدد أحداً، بل كثيراً ما كان يلقي السلام على المحتجين ضده وهو في طريقه دخولاً أوخروجاً ولسه يا ما ياكلوا نيم!!
{ كلمة أعز
بهدوء شديد عادت الخطوط السودانية للعمل في بعض الخطوط الخارجية أرجو من الإدارة الجديدة أن تعيد الثقة للناقل الوطني بمزيد من الانضباط ومزيد من الجودة لتعود لسودانير هيبتها ونبقنا ولا تفاح الغير.