“بالرغم من انني لم أتواجد ايام زمن الجوهرة السوداء بيليه، وكنت صغيرا في ايام تألق اسطورة الارجنتين مارادونا، لكنني أحمد الله على وجودي في عصر ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو”، هذا حديث شباب عصرنا الحالي، الذين تابعوا اجمل اوقات الكرة بتواجد البرغوث والدون.
فلا يختلف اثنان على القيمة الفنية الكبيرة للارجنتيني والبرتغالي، وما قدماه في عالم المستديرة، حيث انهم ابرز اللاعبين الذين صنعوا حاضر الكرة الحديث.
ميسي ورونالدو وصلا الى قمة المجد وحققا بطولات فردية وجماعية كثيرة، يكفي انهما يسيطران على جائزة الكرة الذهبية “افضل لاعب في العالم”، منذ عام 2008 الى الان، حيث حصدها ميسي 4 مرات متتالية من 2009 الى 2012، وكانت جميعها مع نادي برشلونة الاسباني، اما رونالدو حصد الكرة الذهبية 3 مرات، حيث كانت المرة الاولى في موسم 2008 مع مانشستر يونايتد الانجليزي، وبعدها حصدها في عامي 2013 و 2014 على التوالي مع ريال مدريد الاسباني.
ويبدو ان السيطرة ستستمر في موسم 2015، لان ميسي مرشح بقوة لحصد كرته الخامسة، بعد تتويجه بثلاثية تاريخية (الدوري الاسباني والكأس ودوري الابطال الاوروبي) مع برشلونة.
ولكن على حساب الامجاد التي حققها ميسي ورونالدو، تواجد لاعبون كثر كانوا قريبين جدا من الحصول على لقب الافضل في العالم، ولكن لسوء حظهم تواجدوا في عصر ابرز لاعبين في عالم المستديرة حاليا.
وبهذا الصدد، يقدم ابرز اللاعبين الذين لم يحصدوا المجد بسبب تواجد الدون والبرغوث، تحت عنوان “نجوم ظلمت بسبب ميسي ورونالدو”.
زلاتان ابراهيموفيتش
النجم السويدي الرائع صاحب الإمكانيات الجبارة، ولعل تصريحاته المثيرة للمشاكل ووصفه بالغرور ابعدته عن اجواء المنافسة على لقب الافضل، بالرغم من انه عندما كان لاعب في ميلان الايطالي كان هو النجم الاوحد، وايضا حين رحل الى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي ابدع وامتع، ولا ننسى دوره الكبير مع منتخب السويد.
ولكنه وقع في مفرمة ميسي، عندما رحل اللاعب الى برشلونة، لم يكمل الا موسما واحد، لانه من الصعب تواجد نجم غير ميسي في الفريق.
ادين هازرد
اللاعب الدولي البلجيكي، لو تواجد في عصر غير عصر ميسي ورونالدو لكان اكثر اللاعبين شهرة، لما يمتلك من مهارة وشخصية في ارض الملعب، وهذا ما اكد عليه دائما مدربه البرتغالي المحنك في نادي تشيلسي الانجليزي، جويه مورينيو، حيث قال ان هازارد يصنف بمرتبة الدون والبرغوث، ولكن الصحافة لم تعطي هازارد حقه، بالرغم من الالقاب التي يحققها واخرها جائزة افضل لاعب في البريميرليج، وبقيت ملتفتة لنجمي الريال والبرسا.
اندريس انييستا و تشافي هيرنانديز
لعل نجمي خط وسط فريق برشلونة، تعرضا كثيرا للظلم في عهد ميسي خصوصا، فكلا اللاعبين حصدا يورو 2008 وايضا 2012 وحققا بطولة كأس العالم 2010 مع منتخب اسبانيا، والسداسية التاريخية مع البرسا في عام 2009، وايضا حققا جائزة افضل اللاعبين في اروربا، ولكن كل هذه الانجازات لم تشفع لزملاء ميسي في الفريق بالوصول الى القمة، بسبب حصول ميسي على جميع الجوائز خلال تألق المهندس والرسام.
فرانك ريبيري
اللاعب الدولي الفرنسي، حصد جميع البطولات الممكنة مع نادي بايرن ميونيخ الالماني، ولكن انجازاته لم تسمح له بالفوز، لان الفيفا – حسب البعض- تهتم بجانب المظهر الجميل الاعلامي للاعب، وهذا ما كان يفتقده ريبيري، فيبدو ان الانجازات وحدها لا تكفي ما لم تكن تتمتع بستريحة شعر مميزة وشكل وسيم، وهذا ما وجده الاتحاد الدولي لكرة القدم في ميسي ورونالدو.
اندريا بيرلو
المخضرم الايطالي بيرلو صاحب التمريرات الذكية المتقنة، حقق مع الاندية الايطالية انجازات كثيرة، كان اخرها مع يوفنتوس عندما حقق الدوري والكأس وخاض نهائي دوري الابطال امام برشلونة، ولكن يبقى الاعلام يعتبر بيرلو من نجوم الصف الثاني، فلو انه لم يتواجد في زمن ميسي ورونالدو لكان من نجوم الصف الاول وكان على قمة عالم المستديرة.
غاريث بيل
النجم الدولي الويلزي، قدم الكثير لمنتخب بلاده في مختلف البطولات، وكان يقوم وحده بدور الفريق عندما كان لاعب في صفوف توتنهام الانجليزي، ولكن الفيفا لا يمكن ان تختار افضل اللاعبين من اندية مثل السبيرز لذلك لم يظهر بدور البطولة بالشكل المطلوب، وحتى عندما رحل الى صفوف نادي ريال مدريد بقي بيل مختفيا في ظل الدون رونالدو.
توماس مولر ومانويل نوير
لاعبا المنتخب الالماني، حققا انجاز كبير مع منتخب ألمانيا عندما حصدا كأس العالم 2014 امام الارجنتين في النهائي، وايضا حققا جميع الانجازات مع نادي بايرن ميونيخ الالماني، فالمهاجم مولر لديه رصيد كبير من اهداف ينافس به اكبر اللاعبين، ولكن شكله الغير دعائي لم يسمح له بالقيام بدور البطولة، وايضا عندما نافس الحارس نوير الموسم الماضي كل من رونالدو وميسي على لقب الافضل في العالم، ولكنه لم يتمكن من حصدها لكونه حارس مرمى.
نيمار
اللاعب الدولي البرازيلي، ابدع مع منتخب السامبا في سن صعير وقاد فريقه السابق سانتوس الى محطات التتويج، وهذا ادى لطمع العديد من الاندية الكبيرة في ضمه، حتى انتقل الى برشلونة، والان نيمار يقوم بدور مساعد البطل ميسي في الفريق، فعندما يختفي البرغوث يظهر نجم نيمار، الجميع يتوقع لنيمار ان يصل الى القمة ولكن بعد انتهاء حقبة الدون والبرغوث.
وفي النهاية، يوجد لاعبون كثر، غير السابق ذكرهم في القائمة، تعرضوا للظلم في عصر ميسي ورنالدو، امثال، الهولندي ارين روبن والاورغواياني لويس سواريز وزميله في المنتخب اديسون كافاني والكولومبيان رودريغيز وفالكاو والانجليزي واين روني ومسعود اوزيل ودي ماريا واليكسيس سانشيز وغيرهم، فالقائمة تطول كثيرا، ولكن السؤال الابرز، بعد نهاية حقبة البرغوث والدون، هل سيتواجد لاعبون بحجم هذين الاسمين؟..
كوووره