دخلت 23 يوليو سريعا في دوامة الانقسام المجتمعي المصري وباتت محل خلاف حول تسميتها، هل هي “ثورة مجيدة” أم “انقلاب دموي”؟ هل ساهمت في “ازدهار البلاد وعودة الحق لأصحابه” أم “أسست لحكم الفرد ونظام سلطوي”؟
وما جمع المصريين في هذا اليوم هو الإجازة التي منحتها الدولة في الذكرى الـ63 للمناسبة، فيما تحولت الذكرى إلى ميدان مبارزة بين المؤيدين والمعارضين للانقلاب.
فالمؤيدون يرون أن الرئيس جمال عبد الناصر هو أول “من كشف جماعة الإخوان المسلمين وحاول القضاء عليها، فيما الرئيس عبد الفتاح السيسي يُكمل مسيرته ويعدمهم”. أما الرد فجاء بأن مؤيدي عبد الناصر وبعده السيسي هم “عبيد البيادة” ومحبو “الحماس الفارغ والوطنية المزيفة”.
وذهب البعض إلى تمجيد عبد الناصر، كما فعل مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي الذي غرد “23 يوليو الثورة الأعظم إنجازا وانحيازا للأغلبية في تاريخ مصر، تحية للشعب القائد المعلم وطليعته الثورية وابنه البار، جمال عبد الناصر، ناصر الفقراء”.
وفي سياق التمجيد غرد الكاتب مصطفى بكري “أيها البطل المغوار، يا فارس العرب، وملهم الأمة، نحو التحرر والقومية، لا تزال أهداف ثورة يوليو تبقى صالحة لبناء مشروع قومي تحرري، يصلح لقطرنا وأمتنا، لأنه مشروع حضاري نابع من قيمنا وثوابتنا، ويشكل طريقا للنهوض والتقدم”. ويتابع أن “الثورة خالدة في نفوس كل أحرار العالم وسيبقى عبد الناصر رمزا للقائد والمناضل الذي أفنى حياته دفاعا عن وطنه وأمته”.
ولم يحد مفتى الجمهورية شوقي علام عن معزوفة التمجيد، ولكن هذه المرة للجيش فقال إن “للشعب جيشا يحميه، وللجيش شعب يدعمه”.
ويشير حساب (@Hananshooa) إلى أن “ثورتي يوليو و30 يونيو تمتا بتوحد الجيش والشعب”، “يوليو ثورة جيش عظيم سانده شعبه، كما أن ثورة ٣٠ يونيو ثورة شعب سانده جيشه الأبي”.
ويقارن حساب (@destroy_ikhwan) بين عبد الناصر والسيسي في تعامله مع الإخوان ويغرد “يرحم عبد الناصر كان قامع الإخوان وينكل بهم، وننتظر السيسي ليعدمهم ونخلص”.
انهيار مصر
ويغرد الممثل المصري خالد النبوي “أفهم أننا نعيش ذكرى ثورة 23 يوليو العظيمة، أفهم أن علينا الاحتفال بما حققناه من مبادئها والسعي لاستكمال ما لم يتحقق، ليست مجرد إجازه يعني”.
هذا التمجيد قابله هجوم ونقد حاد دشنه الأكاديمي عمرو حمزاوي الذي كتب في مقال بعنوان “ميراث يأبى الانقضاء” أنه “انتصرت جمهورية 23 يوليو 1952 في خمسينيات وستينيات القرن العشرين للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، غير أنها ألغت المبادرة الفردية والقطاع الخاص وصادرت الحقوق والحريات السياسية والمدنية وأسست لحكم الفرد ولنظام سلطوي تغولت مؤسساته الأمنية والتنفيذية وانهارت به المضامين والمعاني الفعلية للرقابة وللتوازن بين السلطات ولسيادة القانون”.
وعلى صفحته بموقع فيسبوك يكتب الحقوقي المعارض للانقلاب العسكري هيثم أبو خليل أنه “في ذكرى ثورة 23 يوليو.. نفاجأ أننا لم نقرأ التاريخ جيدا ونكتشف بعد 63 سنة أن هناك جزءا من الشعب المصري يعشق عبادة الحاكم المستبد المجرم الفاشل على الرغم من تكشف كل جرائمه وخياناته إلا أنه لا يستحيي أن يقول لك أنا ناصري”.
وتابع “عبد الناصر جعل في كل بيت مصري مآتم وجنازة بفضل نزواته وطيشه وفشله وغبائه ونرجسيته، المرضى الفشلة من العسكر يرهقون مصر بكل قسوة منذ عدة عقود، وما زال هناك من يهلل لخطاب أو حركات فارغة”.
ويحمل الناشط المعارض عمرو عبد الهادي 23 يوليو مسؤولية “انهيار مصر وظهور البطالة والواسطة والمحسوبية والتوريث والعسكرة والانحدار والطوارئ”.
أما الصحفي بدر محمد بدر فيرى 23 يوليو “ذكرى لعنة حلت بمصر العروبة والإسلام بل بأمة الإسلام كلها، آن الأوان ليتخلص شعب مصر الحر من عصابة العسكر للأبد”.
ويلخص حساب (@OmElnourMariam 23) يوليو بأنها “ثورة قام بها جيش وفوجئ بها الشعب، أعادتنا للوراء 1400 سنة، وبعد أن كنا أكبر اقتصاد بين العرب أصبحنا أكبر اقتصاد منزلي”.
الجزيرة