هزت الاوساط السودانية بالقاهرة صباح امس جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب سوداني يبلغ من العمر( 43عاما) بعد ان قام بقطع شرايين يديه اليمني واليسري بشفرة موس حلاقة حادة وجدت تحته بقصد الانتحارداخل شقة كان يستاجرها بحي المهندسين بالقاهرة .. واكد حارس العقار الذي وقعت به الجريمة البشعة في حديثه لمراسل الصحيفة ان الشاب السوداني المنتحر كان حسن الخلق والاخلاق ويقوم باداء الصلاة في المسجد الذي يجاور العمارة ..وقد سكن الشاب السوداني في هذه الشقة منذ حوالي 7 اشهر ومعه زوجته واربعة اطفال ..ولم يكن لديه اي مشكلات في اول ايامه …ولكن عرفنا من بعض الناس الذين ظهروا مؤخرا وهم مصريو الجنسية ..وبخاصة الذين حضروا صبيحة انتحاره ان المرحوم كان مطلوبا لديهم بمبلغ 200 الف جنيه مصري ..حيث اقنعهم بجلب خرفان وبهائم من السودان لبيعها مع عيد الاضحي القادم …ولكن لم نكن نعلم بان المتوفي سيكون هو الضحية نفسه .. وبسؤال الدار للعم ابو مريم حارس العقار عن الكيفية التي عرف بها وقوع الحادثة لحظتها ، اكد العم احمد ان صراخ زوجة المرحوم كان السبب في معرفتنا بالحادثة وقمنا بالصعود الي الطابق السابع حيث تقع شقة السوداني المنتحر ووجدناه غارقا في دمائه ..ومستلقيا علي جانبه الايسر ومتكيا علي سجاد الشقة ..فقمنا لحظتها بالاتصال بقسم شرطة العجوزة التي باشرت عملها وكذلك تم اخطار السفارة السودانية التي ارسلت موظفها ..وتم عمل اجراءات النيابة العامه ورفع البصمات بعد حضور فريق من النيابة العامة وضباط وافراد مباحث قسم العجوزة ..حيث امر وكيل النيابة باخذ جثة المتوفي ونقلها الي مشرحة زينهم لتشريح الجثة ومعرفة اسباب الوفاة الحقيقية .. وحاولت (الدار) استنطاق زوجة ارملة الشاب السوداني بعد حضورها من النيابة مع مسؤول السفارة ولكنها رفضت الادلاء باي حديث وكانت الدموع وهول الصدمة اكبر دليل علي تلك اللحظات الحرجة .
وتفيد متابعات (الدار ) الدقيقة ان زوجة المتوفي ستبقي بالقاهرة لحين اكمال اجراءات تشريح الجثمان ودفنه بمصر حسب طلب اسرة الراحل ..وعلمت المصادر ان الشاب السوداني قد دخل القاهرة منذ سنوات عن طريق الاسكندرية قادما من سوريا التي عاش فيها لاكثر من عشر سنوات وهو اصلا يعمل مهندسا ..وبعد الظروف التي مرت بسوريا جاء الي مصر عن طريق الاسكندرية ثم قام باستئجار شقة بنظام القانون الجديد بحي فيصل بالجيزة المكتظ بالسودانيين وكان يعمل بالتجارة البينية مابين السودان ومصر ..وانتقل الي حي المهندسين الشهير بالقاهرة ..وتعرّف الي عدد من التجار المصريين والذين دفعوا له مبلغ الـ200 بغرض استجلاب مواشي من السودان ..كما انه مطالب مبلغ 4 مليار جنيه من سودانيين لم يوف بسدادها حتي اسودت في وجهه الحياة الدنيا وقام بتقطيع شرايين يديه الاثنتين صباح امس كاتبا لنفسه ختام القصة الفاجعة والحزينة التي اصابت كل جيران سكنه من السودانيين والمصريين في مقتل ..وقد وجه سفير السودان بمصر عبد المحمود عبد الحليم طاقم سفارته وعلي راسهم القنصل العام خالد الشيخ ومساعده ابوالعلا قسم الله بمتابعة كافة الاجراءات القانونية اللازمة والوقوف مع اسرة السوداني المنتحر من ناحية انسانية وترحيلهم للسودان ..وعلمت المصادر ان والد وشقيق المتوفي سيحضران في وقت متاخر من السودان للقاهرة لاستلام جثمان الراحل .
صحيفة الدار