جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهجوم عنيف على الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، ساد أمس، رداً على الحوار الذي أجراه هيكل مع إحدى الصحف اللبنانيّة، وهاجم فيه السعودية ودول الخليج.
وقال هيكل في أول ظهور له منذ مارس/آذار الماضي: “السعودية ستغرق حتمًا في دخولها حرباً مع اليمن ولكنها حذرة جدًا، فالقبائل يعرف بعضها بعضًا جيدًا”. وأضاف: “السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي، ولكن يمكنها أن تشكو إلى الأميركيين وتعاتبهم وهم يعتبرون توقيع الاتفاق خيانة لهم”. واعتبر هيكل أنّ “السعودية ودول الخليج تتصرّف بطريقة متخلفة”، مضيفاً أنّ “حزب الله يدافع عن نفسه في سورية”، معلناً أنّ “مصر تسعى للتقرب مع إيران”.
وأطلق مغردون سعوديون وسم “#هيكل_يهاجم_السعودية”، تجاوز عدد التغريدات فيه أكثر من 280 ألفًا في أقل من 24 ساعة. واللافت، أن هجوم هيكل جاء متزامناً مع هجوم رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، الذي اتهم السعودية، بدعم الإرهاب، وطالب بوضعها تحت الوصاية. وفي الوقت أيضاً الذي انتقد ضاحي خلفان، رئيس شرطة دبي السابق، المملكة، وحاول التراجع بعد ذلك، حين قال في تغريدة له على تويتر: “الزنداني والعودة والقرضاوي.. رموز الإخوانجية كل في أحضان دول الخليج.. وين تبون الأحوال تستقر”؟ ملمحاً لاستضافة السعودية، للشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني، وتوجهات الشيخ سلمان العودة المحسوبة على الفكر الإخواني.
واعتبر الشيخ حسين المؤيد أن “ظهور محمد حسنين هيكل إعلاميًا في هذا الوقت وهو المعروف بعدائه للمملكة العربية السعودية هو محاولة إيرانية فاشلة للتغطية على هزائم الحوثيين”. فيما أكد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية سلمان الدوسري أن “الكاتب محمد حسنين هيكل ما زال يكرر نفسه ولا يغير منطقه”، وأضاف على “تويتر”: “نفس ما كنت أقرأ له وأنا صغير. يظن أنه ثابت والكون متحرك. يغضبه أن دول الخليج آمنة مستقرة، يا خسارة الـ80 عاماً!”.
وأكد رئيس تحرير جريدة “العرب” القطرية عبدالله العذبة: “للتذكير، لقد قلتها مسبقا.. هيكل هو عراب #السيسي جنرال الانقلاب على الشرعية، كما انقلب العسكر مسبقًا على الملكيات”.
بدالخالق عبد الله، المستشار السياسي لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، هاجم هيكل بشدة في أكثر من تغريدة، وقال: “ليقل حسنين هيكل ما يشاء عن السعودية ودول الخليج العربي، ستظل السعودية مركز الثقل السياسي العربي والامارات الدولة القدوة في المنطقة العربية”. وتابع: “هيكل القادم من القرن 20، يجد صعوبة في استيعاب حقائق القرن 21، حيث الجزء الخليجي أكثر تاثيرا في الكل العربي من تأثير الكل العربي في الجزء الخليجي”. وأضاف: “هيكل كغيره من ديناصورات الفكر العتيق يأتي باستعلائية تجاه كل ما هو خليجي، ويصعب عليه الاعتراف أن هذه لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر”.
بينما اعتبر المحلل ياسر الزعاترة أن “حديث هيكل لم يأت من فراغ”، وأردف قائلاً: “مقابلة هيكل، هجوم على السعودية والخليج، ومديح فائض لإيران ونصر الله، هذا عقل نظام السيسي السياسي”. من جانبه غرد المحامي خالد أبوبكر: “حديث هيكل عن المملكة العربية السعودية يمثل المادة الخام للخرف السياسي وأشقاؤنا في السعودية تحملوا الكثير من هذا الخرف”.
ينما اعتبر الطبيب العماني والباحث في الفكر العربي، زكريا المحرمي أنّ “هجوم الكاتب الصحافي حسنين هيكل على السعودية ينذر بتحالفات جديدة ضد السعودية”، وغرد قائلاً: “اتهام هيكل للسعودية بالترهل ودعوة المالكي للوصاية الدولية عليها بعد الاتفاق النووي الإيراني ينذر بأن هناك تحالفات جديدة تتشكل ضد المملكة”. وقال الإعلامي عبدالعزيز الهدلق: “تهجم المالكي في العراق وهيكل في مصر على السعودية ليس مصادفة في مضمونه ولا توقيته! فهما دمى وينفذان ما يطلبه منهما أسيادهما”.
ومن جانبها قالت الكاتبة الكويتية فجر السعيد على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “كلام محمد حسنين هيكل عن السعودية ودول الخليج يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل طاف مرحلة الخرف إلى الموت الإكلينيكي”.
وحاول الإعلامي على قناة ontv، جابر القرموطي، التخفيف من وطأة انتقاد هيكل، وطالب “بعدم تحميل النظام المصري وزر تصريحاته”، وعزاها لأن كلامه هذا يخصه، ولا يمثل النظام، رغم علم الجميع بقرب هيكل من العسكر، وعلاقته بهم، وقال:”هي العلاقة مع السعودية ناقصة توتر”.
الإعلامي الكويتي سعد العجمي هاجم هيكل ووضعه في سلة واحدة مع عكاشة وقال: “الأمة التي محمد حسنين هيكل شاهد على عصرها، وتوفيق عكاشة موثق لأحداثها، ونبيل العربي أمين عام لجامعتها… أمة عليها أن تعيد حساباتها”.
وهاجمت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه هيكل وقالت: “نسي هيكل أنه أحد المساهمين بعهد النظام الفاشي الناصري الذي خرج من كل الحروب مهزومًا إلا حرب الخطابة وصناعة الأبواق أمثاله. حدثنا عن مصانعكم”؟ وسخرت من هيكل وقالت: “فلقنا محمد حسنين هيكل بلغته الزئبقية التي لا يمكن الإمساك بها، فهي مثل الراصد الجوي الذكي الذي يقول: أمطار متوقعة غدا مع احتمال عدم هطولها”.
الرياض ــ خالد الشايع، القاهرة ــ أحمد عزب
العربي الجديد