اعتبرها امتحاناً.. حاول قبل مواصلة قراءة هذه السطور أن تجيب على هذا السؤال بشرط واحد مهم للغاية.. ألاّ تزيد الإجابة عن خمس كلمات فقط.
ماهي مشكلة السودان؟؟ التي نبحث لها عن حل..
توقف الآن هنا.. أجهد عقلك قليلاً وفكر.. ماهي مشكلة السودان؟ في رأيك..
صدقني.. كل الذي فكرت أنت فيه خطأ.. فالذي تصورته هو مجرد (أعراض المشكلة).. لم تحدد وتشخص المشكلة بشكل دقيق.
لا يمكن حل مشكلة دون تشخيصها بدقة.. مثل الطبيب لا يصف الدواء قبل التشخيص الذي يوفر له صورة دقيقة عن المرض (المشكلة).
ما زلت في انتظارك.. ما هي مشكلة السودان؟؟
لا تقل لي الحريات وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة.. اقرأ الباب الثاني من دستور السودان للعام 2005..باب (وثيقة الحقوق) .. الدستور الأمريكي لا تتوفر فيه مثل هذه الحقوق!!
لا تقل لي المشكلة عدم توفر (وثيقة تراضٍ سياسي!) تنهي الأزمة السياسية.. فالحمد لله لدينا أكثر من مائة وثيقة تراضٍ سياسي موقعة.. كل الأحزاب لديها مع كل الأحزاب عدة وثائق موقعة بشهود واحتفالات.. من لدن وثيقة المصالحة الوطنية في عهد الرئيس نميري إلى عهد حزب المؤتمر الوطني الذي ليس من حزب لم يوقع معه اتفاقية أو أكثر.. نحن بلد متخم بالاتفاقيات ولدينا فائض للتصدير..
وتستعد البلاد الآن لاستكمال(الحوار الوطني) لنحتفل بتوقيعه وسط أهازيج (الفرحة تملاها وتزغرد فيها والشوق يرتسم).. ثم تخرج عنها الأحزاب التي وقعته بدعوى أن الحكومة لم تلتزم بالاتفاقية.
ما هي مشكلة السودان؟؟
ستكون مصيبة إن قلت لي الاقتصاد.. أو العلاقات الخارجية.. أو التعليم أو الصحة وكل هذه القائمة.. هذه(أعراض المشكلة).. ارتفاع حرارة جسم المريض.. أو النزف.. ليست هي العلة.. تلك مجرد أعراض المرض..
فكر معي.. ما هي مشكلة السودان؟؟
لو شخصَّنا المشكلة بدقة.. فلن نحتاج لـ(الحوار الوطني) ولا لتوقيع أية وثيقة سياسية.. بل -وهو الأهم- نستطيع أن نحدد (العلاج) في جلسة واحدة لا تزيد عن خمس دقائق فقط.
ماهي مشكلة السودان ؟؟ في ما لا يزيد عن خمس كلمات فقط !!
سأحاول مساعدتك.. إن كان أحد أصدقائك أو أقربائك طبيباً.. فاسأله سؤالاً واحداً ( قبل مزاولة المهنة.. في حفل أداء القسم.. على ماذا أقسمت؟؟).. ليس مطلوباً نص القسم.. فقط فليقل (على ماذا أقسم)..!!
ستفاجأ باستغرابه ودهشته أن يكون مطلوباً منه أن يتذكر (على ماذا أقسم).. فهو مجرد حفل بروتوكولي يؤدي فيه القسم بأية صيغة أو ألفاظ ينساها قبل خروجه من سور المجلس الطبي.
ولهذا عندما ينسى (الشاش) في بطن المريض.. أو يستأصل الكلية الخطأ.. فالأمر في قرارة نفسه ليس أكثر من مريض و(باصا).. أي مات..لا علاقة له بالقسم المغلظ في ذلك الحفل البروتوكولي البهيج.. أو أخلاق المهنة.
وكذا الساسة..!!
ما زلت في انتظار إجابتك..!! ما هي مشكلة السودان؟