حقيقة لم أجد في هذا اليوم (وهو عيد) أهم من مسالة ارتفاع أسعار السلع الضرورية موضوعاً يستحق الحديث عنه، فالمسألة أصبحت غير محتملة وتجاوزت المنطق والمقبول، ما هذا الارتفاع الغريب والمذهل في أسعار اللحوم والخضروات وبقية السلع الضرورية من زيت وحليب وخلافه هذا الغلاء المضطرد الذي تشهده السلع الغذائية من أسبوع إلى أسبوع ، وربما من يوم إلى آخر فقد أصبح معدل أسعار المواد الغذائية والسلع في أسواقنا في تصاعد مستمر.. وبمعدلات غير مسبوقة أصابت المواطن باندهاش ممزوج بالقلق وهو يرى أن دخله قد أصبح غير قادر على مجابهة هذه الزيادات في الأسعار وأنه لم يعد قادراً على توفير أبسط متطلبات الحياة التي يحتاجها الإنسان له ولأفراد أسرته في ظل هذا الجشع وهذا السعار في الأسعار إذ أن اسعار الكثير من السلع الرئيسية في الأسواق قد تجاوزت حدود المعقول.. إذ وصلت نسبة الزيادة في بعضها إلى أكثر من الضعف (100%)
لقد كان الفقراء في بلادى ومحدودو الدخل يعتمدون في وجبتهم الأساسية على )سلطة الطماطم) بالبصل الأخضر والعجور والليمون والجرجير (مع شوية زيت سمسم) ! الآن أصبح الحصول على هذه الوجبة لأفراد أسرة متوسطة (مستحيلاً ) إذ تتجاوز تكلفة (صحن) هذه الوجبة السبعين ألف جنيه (بدون العيش والدكوة( !! بعد أن بلغ سعر كيلو الطماطم خمسين ألف جنيه وأصغر (عجورة) سبعة آلاف !!
أغرب ما في الأمر أن ولاة الأمر والأمر هكذا والقصة (وصلت العضم) نجدهم سادين دي بي طينة ودي بي عجينة على الرغم من أن لقمة العيش و(قفة الملاح) هي الأساس فى حياة المواطن وهي المؤشر الحقيقي في النهاية لنجاح أية سياسات بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى (وأي كلام مقدد)، وقد قلنا مراراً وتكراراً بأن الأمور حين تصل إلى صعوبة توفير (هذه القفة) سوف تبزغ مقولة (الجوع كافر)، وبالتأكيد لا تخفى عليكم دلالات هذه المقولة..
من الغريب والمدهش أن هذا الإرتفاع المذهل لا يجد أي إهتمام من المسئولين وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء (مقفلين القزاز ومشغلين الفريون) ، لا أحد منهم يخرج عبر أي من الوسائط الإعلامية ليبرر لنا هذه (الزيادات الفاحشة) فى أسعار السلع الضرورية أو حتى لتطميننا بأن (الموضوع حيقيف على كده) !
وصل سعر كيلو اللحم الضأن إلى قرابة الثمانين ألف جنيه بل تعداها وتعدى كيلو اللحم البقرى الستين ألف جنيه كما وصل سعر (الليمونة الوااااحدة) ألف جنيه و(البصلة الواااحدة ) ألفين جنيه وقد طال هذا الغلاء الفاحش أسعار بقية أنواع الخضر في بلد شعار قادته (نأكل مما نزرع) !
كل الأشياء التي ترتفع هنالك (نقطة) يتم فيها التدخل لإعادة الأمر إلى الحد الطبيعي حتى لا تحدث كارثة .. فمثلاًً إذا تجاوزت حرارة جسمك الحد الطبيعي (36.8 مئوية) بدرجة أو درجتين فلا مشكلة، إلا إنها إذا وصلت إلى حد أعلى غير طبيعي (تعدت الأربعين مثلاًً) فهنا لابد من معرفة السبب وإعادتها إلى طبيعتها حتى لا تحدث كارثة .
وكذلك إن زادت سرعتك وأن تقود سيارتك وتجاوزت الحد المسموح به فلابد من وجود (نقطة ) يتم فيها التدخل من قبل (شرطة المرور) لإلزامك بالقيادة وفق السرعة المسموح بها !
فى معظم الأشياء القابلة للإرتفاع نجد أن هنالك (نقطة) يتم فيها التدخل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي .. والعبد لله يتساءل متى يقوم ولاة أمرنا بالتدخل لإعادة أسعار هذه السلع إلى وضعها الطبيعي؟
يعنى مثلاًً لمن (كيلو اللحم) يبقى بي كم يعني ؟ أو لمن (الطماطماية) تحصل كم؟
إن هذه الموجة من الغلاء وإرتفاع أسعار السلع الضرورية سوف يؤدي بالقطع إلى تراجع (بقايا) الطبقة الوسطى (لو كانت لي هسه قاعدة) في المجتمع وزيادة نسبة شرائح محدودي الدخل الذين يشكلون حالياً معظم (الشعب السوداني الفضل) هذا غير إزدياد شريحة (معدومي الدخل) مما يساهم في زيادة معدلات الجريمة بأنواعها وتمزق النسيج الإجتماعي (اللحق الصح) !!
أعذرني أيها القارئ الكريم إن لم تجد في هذا المقال اليوم مبتغاك من الفكاهة و(السخرية) فالصمت لم يعد مقبولاً، إذ إن الغلاء الفاحش ينهش المجتمع، ويفتك بدخول المواطنين الذين يلهثون وتكاد أنفاسهم تنقطع دون أن يستطيعوا ملاحقته وما يزيد من هذه المعاناة أن التوقعات تنبئ عن مزيد من (الإرتفاع) في الأسعار وأن تكلفة المعيشة ستكون أعلى وأصعب فيما هو قادم من شهور وهذا ليس له إلا معنى واحد هو أننا مقبلون على (معيشة ضنكاً) …
كسرة :
قال أيه؟ معاً من أجل إستكمال النهضة .. (هسة الزول بالله يقول شنوووو) !!
• كسرة ثابتة (قديمة) :
• – أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+و+و+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+و+و+و