(يستضيف السودان ملتقى الاستثمار الصناعي ومعرض الصناعات الدوائية الذي ينظمه الاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية بالخرطوم في الفترة من 15-19 من أكتوبر المقبل .
وأكد د. محمد يوسف علي وزير الصناعة لدى لقائه الأمين العام للاتحاد العربي للصناعات وتنمية الصادرات الصناعية عبدالمنعم محمود، حرص السودان ومساندته لإنجاح البرامج والأهداف التي قام من أجلها الاتحاد. من جانبه أوضح عبد المنعم محمود الأمين العام للاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية أن الاتحاد هو أحد أذرع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ومقره القاهرة، وتتمثل أهدافه في تنمية الصادرات الصناعية للدول العربية وفتح أسواق لها بالدول الأفريقية، إلى جانب تنظيم الملتقيات الاستثمارية والمعارض الصناعية. مشيرا إلى أن الصناعات الدوائية وصناعة المعدات والأثاثات الطبية في السودان من الصناعات الواعدة التي يمكن أن تلبي احتياجات الأسواق العربية والأفريقية.)
أعلاه نص الخبر الذي وزعته وكالة السودان للأنباء أمس الأول.. وهو نص صحيح أنه واضح لا يحتاج إلى شرح.. ولكن الصحيح أيضا أنه قد أثار أسئلة أكثر مما قدم إجابات.. ولا نعني أسئلة من ذلك النوع الذي يقول.. وما هو العائد المحتمل للسودان من هكذا لقاءات..؟ أو الآخر.. كيف للسودان بظروفه هذه أن يستضيف مؤتمرا عالي الكلفة..؟ فهذه أسئلة من النوع التي يطلقها المغرضون الذين يسعون للحيلولة دون السودان ودوره الطليعي كما تقول الحكومة.. ولكنا بصدد أسئلة أخرى.. فمثلا.. يعرب السيد وزير الصناعة لضيفه عن.. (حرص السودان ومساندته لإنجاح البرامج الأهداف التي قام من أجلها الاتحاد).. وهنا تنفتح شهيتنا لمعرفة هذه البرامج والأهداف.. فيجيبنا سريعا الأمين العام للاتحاد بقوله: (تتمثل أهدافه في تنمية الصادرات الصناعية للدول العربية وفتح أسواق لها بالدول الافريقية).. فتزداد شهيتنا انفتاحا.. هل ساعد السودان بالفعل.. أو يساعد.. أو حتى لديه خطة للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف..؟.. ثم سؤال فرعي يفرض نفسه بإلحاح.. ألا يعني تنمية الصادرات الصناعية تنمية الصناعة نفسها أولا..؟ لتحقيق الاكتفاء الذاتي ثم بعد ذلك تنمية الصادرات..؟ فهل صناعاتنا في حالة نمو الآن..؟ هل تبدو في الأفق خطة خمسية أو حتى عشرية.. واقعية.. تهدف لترقية الصناعة الوطنية.. تمهيدا للمنافسة الخارجية وفتح أسواق أفريقية للمساهمة في تحقيق أهداف الاتحاد العربي..؟
وحتى لا نغرق القارئ.. ولا وزير الصناعة نفسه في بحيرة لا قرار لها ولا شطآن في الشأن الصناعي.. فإننا نحصر كل تساؤلاتنا هذه في الجزئية التي وردت في نص الخبر.. وهي أن معرضا للصناعات الدوائية سيصاحب قيام مؤتمر الاستثمار الصناعي.. فهذا يوحي وكأن السودان قد صار على رأس قائمة الدول المنتجة للأدوية.. فهل الأمر كذلك..؟ التقارير الرسمية تؤكد أن ما ننتجه يغطي من الربع إلى الثلث من حجم استهلاكنا في أحسن الأحوال.. وحتى هذه النسبة المتواضعة لا تقابل احتياجات أساسية.. وفي البال رقم فلكي عن حجم الاستيراد الذي يقارب نصف المليار دولار.. في القطاعين العام والخاص.. وقد يسأل سائل عن الرأسمالية الوطنية ونأيها عن الإنتاج الدوائي.. والإجابة أن جل الرأسمالية الوطنية.. والوطنية هنا قد تكون نسبة لكوادر الوطني.. مشغولون بالصراع على كيكة الاستيراد أو بالأحرى احتكارها.. فهي سهلة.. ودولارها ميسور ومدعوم.. كما يمكن تدويره بالخارج.. بلاش إنتاج بلاش صناعة وطنية بلاش اكتفاء ذاتي.. بلاش وجع راس..!!!