كشف المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس الحكومة الانتقالية عقب انتفاضة أبريل 1985م بالسودان، عن دور قطري وسعودي يذكر لأول مرة في تأييد ودعم الثورة التي أطاحت الرئيس جعفر نميري، مما أسهم في توطيد دعائم الحكم الجديد، وقال سوار الذهب في حوار مع صحيفة «الشرق» القطرية أمس، إن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، بذل جهوداً كبيرة للغاية في دعم حركة التغيير التي قادها في انتفاضة السادس من أبريل.وأوضح أن جهود الأمير الوالد، والذي كان حينها ولياً للعهد، ساهمت في معالجة الكثير من مشكلات السودان، وروى أن الانتفاضة التي أطاحت النميري تصادفت مع وجود الشيخ حمد في السعودية لحضور مناورات درع الجزيرة بحضور العاهل السعودي الأسبق الملك فهد بن عبد العزيز، وقال: «في صبيحة يوم التغيير أبلغ الأمير الملك فهد بالمستجدات بالسودان، وأن على رأس السلطة الجديدة شخص المشير سوار الذهب وأعطاه صورة طيبة عني»، وأكد سوار الذهب أن الملك فهد وجه وزارة الخارجية السعودية بإبلاغ سفيرها في الخرطوم بأن يتوجه إلى القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية ليعترف بالحكومة الجديدة، ويبلغ تحيات الملك لرئيس الحكومة الانتقالية، وتابع قائلاً: «قال لي السفير إن الملك فهد يطلب منك أن ترسل مندوباً من الخرطوم ومعه احتياجات السودان لدعم السلطة الجديدة في الخرطوم»، وأوضح أنه عندما تسلم مقاليد الحكم في السودان كانت هناك احتياجات كثيرة، فعمد إلى حل الحكومة وكلف وكلاء الوزارات بالحضور للقيادة العامة للجيش للتعرف على أحوال البلاد، وأضاف أنه لم يسمع من مسؤولي الوزارات حديثاً مطمئناً عن الظروف الاقتصادية، ومسؤول البترول قال إن البلاد بلا بترول والموجود لا يكفي لأسبوع، ومسؤول المالية قال إنه لا توجد عملات أجنبية والبلاد مدينة للصناديق العربية، وإذا لم نلتزم بالسداد فلن نحصل على قروض جديدة، ومسؤول الزراعة قال إن البلاد عاشت عامين من التصحر ولا توجد مدخلات زراعية للموسم الزراعي، ومسؤول الصحة أفاد بعدم وجود أدوية منقذة للحياة.. وعموماً كانت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية مزعجة للغاية، ومضى سوار الدهب ليقول: «إن السفير السعودي أبلغه بأن الملك فهد يطلب منه أن يرسل مندوباً باحتياجات السودان العاجلة، وبالفعل تم إيفاد مختصين من بنك السودان المركزي ووزارات الزراعة والصحة والبترول، وعندما وصلوا الرياض وجدوا الملك في انتظارهم وقال لهم قولته المشهورة: «نحن نقتسم الخبز مع السودان»، ونوه بأن الملك فهد أمر، وقتها، بمنحة فورية لبنك السودان بقيمة «60» مليون دولار، وفي اليوم التالي تحركت البواخر من السعودية في اتجاه ميناء بورتسودان لتفريغ حمولتها من المواد البترولية، واستقر الحال بشكل غير عادي».
وأردف قائلاً: «عليه فإن الفضل بعد الله يعود لسمو الأمير الوالد فجزاه الله خيراً على كل ما فعل تجاه إخوته في السودان.. لقد كان سبباً في استقرار الحكم الجديد في الخرطوم».