في العشرة الأواخر من رمضان ينصرف المسلمون الصائمون إلى قيام الليل وصيام النهار، وفي هذه الأيام يكون المسلم أقرب إلى الله، أو هكذا يجتهد من أجل الوصول إلى تلك الغاية النبيلة، إلا بعض ممن يرفعون شعار الإسلام، وهو منهم بريئ، يسفكون الدم الذي حرمه الله إلا بالحق، ولكنهم يمارسون سفك الدماء بالحق والباطل، ويكفي أن تتابع في العشرة الأواخر من رمضان نشرات الأخبار في وسائل الإعلام كافة لتتحسر على الصورة الشائهة التي تتراءى أمامك عن المسلمين بعضهم ركعاً سُجداً في صلوات التراويح والتهجد، وبعضهم يصومون ويفطرون على دماء الأبرياء ظانين أنهم بذلك يقيمون شريعة الله في الأرض، ويرفعون راية الإسلام فوق الجماجم والركام.
في مواصلة لرصد الدماء التي تراق في العشرة الأواخر في رمضان، نطالع في الأنباء أن جنديين من القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً لقيا مصرعهما في معارك وقعت في بنغازي، وذلك غداة مقتل 5 أشخاص في قصف استهدف منطقة سكنية في المدينة. وشهدت بنغازي الأسبوع الماضي معارك عنيفة في وسطها قتل فيها 14 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح، بينهم مقاتلون موالون لحكومة طبرق المعترف بها دوليا. ولقي 14 شخصا على الأقل مصرعهم وجرح العشرات في مواجهات عنيفة وسط بنغازي. وتعيش بنغازي منذ أكثر من عام معارك دامية بين جماعات مسلحة، بعضها متشدد بينها جماعة (أنصار الشريعة) القريبة من تنظيم (القاعدة)، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها.
وفي العراق قالت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق (منظمة برلمانية تتولي الدفاع عن حقوق المدنيين)، أمس الثلاثاء، إن تنظيم (داعش)، منع المدنيين في مدينة الفلوجة من النزوح عنها، مع انطلاق العمليات العسكرية الحكومية لتحرير المدينة. وقال (فاضل الغراوي)، عضو المفوضية في بيان تلقت الأناضول نسخة منه، إن “تنظيم داعش ومنذ فترة تزيد علي ثلاثة أشهر، اتخذ من المدنيين في الفلوجة دروعاً بشرية، ومنعهم من الخروج من القضاء، وصادر ممتلكات أي شخص لا ينفذ تعليماته”، وفق تعبيره. وأضاف الغراوي أن “داعش قام بتفخيخ كافة الجوامع والمآذن والدور السكنية والطرق المؤدية إلى الفلوجة، وكذلك المؤسسات الرسمية فيها، بقصد إيقاع أكبر خسائر بشرية ومادية”.
وأما في شرق أفريقيا، فقالت الشرطة الكينية إن ما لا يقل عن اثنين من ضباط الشرطة ومدنياً لاقوا حتفهم في منطقة لامو، أعندما انفجرت قنبلة في مركبتهم. وأعلنت (حركة الشباب) الصومالية مسؤوليتها عن وشهدت لامو هجمات متكررة من (حركة الشباب). وقتل مسلحون 60 مدنياً علي الأقل العام الماضي في هجوم ليلي علي بلدة مبيكيتوني.