الفارق هو يوم واحد بين ظهور أول إعلان لشركة (زين) على صفحات صحيفة (السياسي) وبين ظهور الإعلان الأول لـ(سوداني) وقد تم توقيع عقدي الاتفاق بين الصحيفة وبين الشركتين الكبيرتين قبل أيام قليلة, بعد أن اقتنع القائمون بأمر العمل فيهما بجدوى النشر الإعلاني في صحيفة (السياسي), التي سعت منذ صرخة ميلادها الأولى في الثامن من مارس الماضي, الى أن ترضي أصحاب العمل الحقيقيين, الذين هم قراء الصحيفة, وظلت تعمل في ذلك الاتجاه لأنه هو طريق النجاح الحقيقي, وهو الذي يفتح الباب أمام الانتشار والتوزيع الذي يجلب الإعلان بالضرورة, فالمعلن دائماً هو أحد أذكى أطراف العملية الإعلانية, لأنه يبحث عن الانتشار وقوة التأثير وعمقه داخل المجتمع عموماً, وهناك صحف خارج السودان توزع مئات الآلاف من النسخ, وأخرى في السودان توزع عشرات الآلاف من النسخ لكنها ضعيفة الأثر في تغيير مفاهيم الاستهلاك أو في وضع أسس تسويقية وترويجية جديدة, وهناك صحف أخرى تتفهم دورها في التغيير المطلوب وتعرف اتجاهات الرأي العام وتعمل على تغيير الرأي العام الى ماهو أصلح وأفضل, بالاسلوب العلمي الذكي من خلال الإعلان , ولا تسعى إلى تغيير الذوق العام كما يحدث في بعض أجهزة الإعلام الأخرى من غير الصحف.
الإدارات الذكية في الشركة السودانية للاتصالات (سوداتل) وفي شركة (زين) تفهم دور وطبيعة الإعلام في تغيير الأنماط التقليدية والصور القديمة, لذلك اهتمت به مثل اهتمامها بتجويد خدماتها واهتمامها بعملائها من مشتركيها القدامى وسعيها لاستقطاب عملاء جدد.
ومجموعة (سوداتل) التي نتشرف اليوم بأن تكون واحدة من ركائز الشراكة الذكية لإنجاح عمل الصحافة والارتقاء بالمهنة من خلال وجودها ضمن قائمة المعلنين الكبار, هي إحدى كبرى شركات الاتصال في المنطقة, وظلت ترتقي وتتطور منذ أن تأسست في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993 , بل سارت بخطوات ثابتة وانتقلت من ميادين وأسواق العمل المحلية نحو الأسواق العالمية, وشكلت جسراً للتواصل بين العالمين العربي والافريقي وبقية العالم, وعملت على أن تصل السودان بالمملكة العربية السعودية عن طريق الكيبل البحري, وربطت مابين السودان ومصر وأثيوبيا عن طريق شبكة الألياف البصرية , وشارك السودان بفضلها في كيبل وسط وغرب أفريقيا الذي يمتد من السودان عبر القارة الافريقية وصولاً الى جنوب أفريقيا.
الحديث عن (سوداتل) يحتاج الى صفحات وصفحات ولا نجد ما نقوله لهذه الشركة الناجحة ولرئيسها المهندس طارق حمزة, ولطواقمها القيادية ممثلة في الدكتور هاشم البدري , والدكتورة بتول, والاستاذ محمد الأمين مصطفى وغيرهم , لا نجد الا ان نقول لهم (مرحباً بجمهورية سوداتل في دنيا السياسي) وعندما نقول جمهورية سوداتل فاننا نعنى ذلك وقد ذكرناه من قبل, فهي تجربة تستحق ان نقف عندها كثيراً, وهي أنموذج يستحق أن يحتذى.