هل يمكن أن تكون هذه المعاناة التي يعانيها الناس في هذا الشهر المبارك, وعقب حل الحكومة السابقة هل يمكن أن تكون(عادية) ومن غير (فعل فاعل)؟
رمضان شهر عبادة وإنقطاع لذكر الله , يمتنع فيه أكثر الناس عن الطعام والشراب, ويسدون أمام أنفسهم أبواب الشهوات, لكن هناك فئة من السياسيين لا تقاوم شهوة السلطة, وإبعادها عن مراكز اتخاذ القرار أقسى عليها من وقع الفطام على الرضيع.. لذلك يكثر الضجيج وترتفع( الولولة) , وقد تجر شياطين السلطة أتباعها نحو التخريب.. والله أعلم.
لا أدلة مادية محسوسة أو ملموسة أمامنا لنرمي بالاتهامات في وجه أية مجموعة لنقول إنها وراء هذا العمل (الإجرامي) و (التخريبي) الذي أدى إلى تردي امداد المياه, والى تردي امداد الكهرباء, والى شح في(الجازولين) تفضحه صفوف المركبات العامة والخاصة في محطات خدمة السيارات, كما تفضحه المجموعات البشرية التي تلوك الصبر في محطات النقل والمواصلات الرئيسية أو على الطريق.
إذا لم يكن لما يحدث علاقة بحل الحكومة وتغيير طواقمها القديمة بطواقم جديدة.. ترى لماذا كانت كل الأمور تسير دون مشاكل أو أزمات خلال الفترة الماضية..؟
هل هو سوء حظ القادمين الجدد أن تظهر هذه الأزمات في عهدهم المرتجى, بعد أن وصل الحال الى هذا الدرك في نهاية حقبة الحكم الماضية, لكن ولحسن حظ أولئك الذين غادروا مقاعد الحكم قبل أن يضربها سوس الأزمات..؟؟
الأمر محير, ورغم عدم وجود أدلة بان وراء الأزمات أياد خفية, لكننا لا نستبعد المؤامرة.. وهذا وارد في مثل هذه الحالات..أو لم يتم ضبط كميات ضخمة من الجازولين في ليلة واحدة, كانت معدة للتهريب تجاوزت قيمتها السبعة والسبعين ألف جنيه..؟ تخيل هذا في يوم واحد.
نخشى أن تطل أزمات أخرى وجديدة, بفعل القدامى أو القادمين, أزمات على شاكلة رفع أسعار الدقيق وهو ما يتحدث عنه الشارع السوداني الآن بخوف من أن يحدث وبرجاء ألا يقع.
يخشى الناس زيادة في أسعار الدقيق تؤدى الى رفع أسعار الخبز الى الضعف.. ولا قدرة للناس على هذا.. ولا قدرة لهم حتى لتغيير عاداتهم الإستهلاكية الغذائية الحديثة للعودة الى القديم.. لأن تكلفة صناعة الكسرة والعصيدة الآن ربما تجاوزت قيمة ما تستهلكه الأسرة من رغيف الخبز.
الآن نعيش نفحات الشهر الكريم.. والشياطين مصفدة, والمدارس والجامعات في عطلة تستمر حتى الى ما بعد عيد الفطر المبارك بأيام.. ولكن ماذا بعد ذلك..؟
إن صدق ما ذهبنا إليه في تحليلنا- ونسأل الله أن نكون مخطئين- فإن جماعات سياسية ستندفع لا محالة لتحريك فتنة عاتية يكون وقودها أبناؤنا في المدارس والجامعات.
يا أولى الأمر راجعوا السياسات.. راجعوا المواقف.. وجدوا في البحث عن أسباب الأزمات لأن الذي يحدث الآن أكبر بكثير من قدرة الناس على الاحتمال.