هذه حكاية واقعية، رغم أنها راجت في عصر الواتساب كطرفة حتى في أوربا وأمريكا: في إحدى جامعات نيوزيلندا كان هناك طالب عربي يجلس للامتحان النهائي، عندما أعلن المراقب نهاية مدة الامتحان وأمر الطلاب بـ«وضع الأقلام» وتسليم أوراقهم، ولكن الطالب العربي واصل الكتابة لنحو نصف ساعة غير عابئ بتحذيرات المراقب، وعندما توجه لتسليم ورقته بعد أن أخذ «راحته» في الإجابة عن الأسئلة، هدده المراقب بالعقوبة التي تصل إلى إلغاء تلك الورقة/المادة، وإرغام الطالب على الجلوس لها بعد عدة أشهر، هنا سأل الطالب المراقب: هل تعرفني؟ فأجاب المراقب بالنفي، فما كان من الطالب إلا ان قال له: شكرا، وحشر ورقته وسط تلال الأوراق التي سلمها الطلاب الآخرون، وخرج من قاعة الامتحانات، وهكذا أفلت من العقوبة ونجح في الامتحان.
ويقال: إن رجلا تعرض لحادث مروري تسببت فيه سيدة بقيادتها الطائشة لسيارتها، فهاج الرجل وماج: أنت حمارة.. والله حتى الحمار يفهم أحسن منك.. اللي زيك مفروض يمنعوه حتى من المشي بالرجول (الأرجل) لأنك غبية ما تعرفين كوعك من بوعك! ولكن السيدة أمرته بالسكوت، وقالت له: خذ هاتفي هذا وكلم زوجي ليرتب لك أمر إصلاح سيارتك وتعويضك عن الحادث، وأمسك الرجل بالهاتف وتحدث مع زوج الست قائلا له: الله يكون في عونك مع زوجة طائشة وغبية كهذه.. لقد تسببت في حادث مروري كان بإمكان طفل رضيع أن يتفاداه. هنا قال له زوج السيدة: كن مؤدباً وأمسك لسانك، ولكن الرجل صاحب السيارة المصدومة واصل الردح، وشتم زوج الست، وواصل السباب إلى أن قال له زوج السيدة: أنت عارف من أكون؟ أنا فخامة الرئيس! تلجلج الرجل قليلا وسأل الرئيس: وهل تعرف أنت من أنا؟ فأجاب فخامة الرئيس: طبعاً لا، هنا صاح الرجل: الحمد لله (وتخلص من شريحة هاتفه ثم هاجر).
يحكم أوزبكستان رئيس فخيم مهيب مهول اسمه إسلام كريموف، ولكن ليس في ممارساته ما يوحي بصلة بالإسلام أو «الكرم»، وقبل بضعة أعوام كتب السفير البريطاني لدى أوزبكستان، كريغ موري، تقريراً إلى حكومته بأن كريموف يقوم بوضع معارضيه في قدور بها زيت أو ماء مغلي وأنه أحيانا يشويهم على الجمر، أو يقتلهم بإلقائهم في المياه العميقة أو بوضع أقنعة مليئة بالكلورين على وجوههم. هذا طبعا غير الضرب والصعق بالكهرباء وقطع الأطراف!
وكان ذلك بعد أن شاركت الحكومة البريطانية في إسقاط نظام صدام حسين «لأن صدام كان ديكتاتورا يقتل معارضيه بأساليب بشعة»! أتعرفون ماذا كان رد فعل الحكومة البريطانية؟ قامت بتفنيش سعادة السفير الذي تطاول على مقام فخامة الرئيس كريموف. أتعرفون لماذا؟ لأن أوزبكستان غنية بالنفط والغاز، وكريموف لاعب أساسي في الحرب الدائرة في أفغانستان انطلاقا من قاعدة جوية عسكرية أمريكية سمح كريموف ببنائها في خان آباد، ومن مهام هذه القاعدة حراسة خط النفط الذي يتجه إلى البحر عبر أفغانستان، ويفسر هذا لماذا لم يفتح الله على وزراء خارجية الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي بكلمة تدين فيها قيام حكومة كريموف بقتل نحو ألف شخص في غضون يومين في أنديجان. فهناك رؤساء من حقهم وحق زوجاتهم وأولادهم ارتكاب ما يقدرون عليه من حوادث، وهناك رؤساء ليس من حقهم حتى الفوز بمناصبهم في انتخابات حرة ونزيهة.
وقديما قال الشاعر الأموي جرير بن عطية:
إذا غضبت عليك بنو تميم ** حسبت الناس كلهم غضابا
واليوم يقول الشاعر المعاصر جرجير بن عصبية:
إذا غضبت عليك بنو أميركا ** فويلك ثم ويلك ثم ويلكا
jafabbas19@gmail.com