يبدو أن العشر الأواخر من شهر رمضان واعتكافه جعل الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي يخرج من صمته ويجدد عزمه بوحدة الحركة الإسلامية وإصراره على تلك الوحدة ووصفه لها بـ (فرض العين) على كافة شرائح تيارات الحركة الإسلامية، وبعد أن ارتفعت أصوات إسلاميين في الآونة الأخيرة مطالبة بتوحيد صفهم، والعودة مجدداً لجلباب الحركة، فبدأت تصريحات قياداتهم توحي بأن العودة إلى المربع الأول باتت وشيكة فخلال الفترة الأخيرة وتحديداً خلال الشهر المبارك واجتماع الترابي مع عدد من قيادات المؤتمر الوطني وعلى رأسهم القيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس البرلمان البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الذي ذكر مسبقاً إن الأوضاع في الشرق الأوسط، والخلط بين الجماعات الإسلامية والإرهاب تمهد لخلق علاقة جديدة للإسلاميين في السودان وتوقع أحمد عمر إجراء لقاءات ثنائية مرتقبة بين الحزبين لطي الخلافات، وفي ضاحية المنشية بمنزل الدكتور حسن الترابي بالإفطار الذي نظمه الاتحاد العام للطلاب السودانيين بمنزله بضاحية المنشية الخميس الماضي ظل الترابي قائما يتكلم قرابة الساعتين عن تجربة الحركة الإسلامية في السودان ومقارنتها بغيرها من الحركات والأحزاب الأخرى وكيف تلقى أخوانه من طلاب الحركة الإسلامية حديثه تارة عن توحيد الحركة والسياسات وانتقاده للأحزاب وتارة عن طلب العلم وكيفة الدعوة إلى الله ونشر فكر الحركة الإسلامية كان حديثه كما وصفه بعض الطلاب الحركة الإسلامية أنه حديث القلب للقلب بالنسبة لهم وشدد الترابي على طلاب الحركة الإسلامية توحيد صفوفهم ، وعلى ضرورة توحيد الإسلاميين في الفترة المقبلة، مؤكداً أن الحركة الإسلامية ستتوحد إن طال الزمن أم قصر، وأردف قائلا: “لا بُدَّ أن تتوحد قبل رمضان من العام المقبل ” داعياً طلاب الحركة للعمل من أجل ذلك والتوجه للدعوة إلى الله وطلب العلم، منوهاً أنه حال حدوث أي أمر للإنقاذ سيرجع الكثيرون عنها ويعودون من حيث أتوا كما فعل العديد منهم لحظة البأس الذي جابههم في بادئ الأمر. ولقد عرض الترابي بالأحزاب. وقال : إنها قامت على الطائفية فقط، ومضى قائلاً كان الناس قبل الإنقاذ (يمشوا لي سيدهم) بدون أي فهم، وفي ختام جلسة الإفطار وأثناء إشارة الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر بيده للترابي إلى والوقت، ولكن شيخه طلب منه أن يجلس وقال له ممازحاً( أنا القاضي وأنت والمحامي إجلس) وبعد أن ترجل الرجل عن الحديث قام رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين النيل الفاضل بإعطائه ساعة يد وقال له هذه رسالتنا نحن كطلاب بأن وقت توحيد الحركة الإسلامية قد آن وبعدها أخذ النيل ومعه بعض طلاب الحركة الإسلامية يرددون أنأشيد هم وقد تفاعل معها الشيخ الترابي وأخذ يقلب كفيه ويضحك ويردد معه كمال عمر .
وحده فرض عين !!
الترابي وصف توحيد الحركة في الوقت الحالي بفرض العين لكافة التيارات الإسلامية ومضى قائلاً لهم: “صلوا بينا لتوحيد الحركة وأحرجوا شيخكم ورئيسكم” أنه سوداني لا يحمل صفة قبيلة أو جهة فهو من الأنقسنا ومن النوبة ومن دارفور ومن الشمال ومن جميع أراضي السودان، وقال إنه في جميع مراحله الدراسية ولم يسأل أي أحد من أصدقائه عن قبيلته، ولكن الأمر اختلف الآن فأصبح الشخص يسأل عن قبيلتك قبل اسمك ، وألمح د. الترابي أن هناك أملاً كبيراً لعودة الجنوب إلى الوحدة مع السودان، معلنا تفاؤله بذلك، ودعا في حديث عام لوحدة الحركة الإسلامية مبينا أن شهر رمضان هو الأنسب لمراجعة النفس والعودة إلى الرشد، واستذكر الترابي لحظة وصولهم للحكم وانقلب العالم الغربي والعربي كله ضدهم، وقال: “إن كثيرين خرجوا منا لحظة البأس وحتماً سيخرجون إذا تجدد الأمر، وكرر قوله أسأل الله الرشيد أن تسرعوا بتوحيدنا مستشهداً بالصلاة قائلاً لهم لا يمكن لأحد منكم أن يصلي بالناس. إذاً صلوا لتوحيد الحركة الإسلامية وأحرجوا قياداتكم وطالب الترابي ضيوفه(الطلاب) تحمُّل مسؤولية الوحدة المطلوبة ، وقال (نريد أن نتوحد، وألا يمر رمضان القادم دون ذلك)، وذكر مخاطباً الطلاب (أسبقونا، قودوا قدام)، وأشار الترابي إلى إمكانية إقامة نموذج جديد لحكم الإسلاميين لقيادة المجتمع، وأقر في الوقت ذاته بأن الإسلاميين بعد أن حكموا في السودان تعرضوا لفتنة السلطة، وأبان أن هناك انحرافات حالياً نتيجة الافتتان بالسلطة، ونوه إلى أن الأمر وصل مرحلة عدم محاسبة المفسدين، وزاد (إذا سرق الأخ يقولون دا أخونا سرق ولا يخلعوه)
السجن أخير من جامعاتكم !!
ونصح الترابي الطلاب بعدم الخوف من السجن، ونبه إلى أنه استفاد من فترة سجنه بصورة إيجابية في الفكر والكتابة، وعرَّض وتهكم الترابي بالجامعات السودانية قائلاً أن سنة في الاعتقال خير من أربع سنوات عندكم في الجامعات لأنها تجردك من أي شيء وتقرأ الكتب بتركيز ومعرفة معاني وإختيار الكلمات وفهم آيات القرآن الكريم حرفاً بحرف وقال أنه ألف معظم كتبة بالسجن، مشيراً إلى عدم اهتمام المسلمين في الوقت الحاضر بالصلاه وأنها أصبحت لديهم مجرد حركات فقط لذلك كانت المشاهد التي ترونها الآن في البلدان العربية من إعتراك وحروب وقتال، أشار الترابي إلى أن أغلب الناس لا تعلم فرائض الوضوء ولا يعرفون لها معنى، وقال إن المعلم أصبح ذليلاً جداً وقال إن المعلم يقوم بتدريس الدروس الخصوصية .
(((وعرض وتهكم الترابي بالجامعات السودانية قائلا أن سنة في الإعتقال خير من أربع سنوات عندكم في الجامعات لأنها تجردك من أي شيء وتقرأ الكتب بتركيز ومعرفة معاني وإختيار الكلمات وفهم أيات القرآن الكريم حرفاً بحرف مؤكداً أنه ألف معظم كتبه بالسحن ، مشيرا إلى عدم اهتمام المسلمين في الوقت الحاضر بالصلاة وأنها أصبحت لديهم مجرد حركات فقط لذلك كانت المشاهد التي ترونها الآن في البلدان العربية من إعتراك وحروب وقتال أشار الترابي إلى أن أغلب الناس لا تعلم فرائض الوضوء ولايعرفون لها معنى، وقال أن المعلم أصبح ذليلاً جداً وقال إن المعلم يقوم بتدريس الدروس الخصوصية))) وأكد أن البلدان التي تقدمت أعطت التعليم 25% من ميزانيتها وأصبح يمثل لها ثروة قومية ضارباً بدولة ماليزيا وغيرها من الدول التي أعطت التعليم أكثر وتقدمت .
الدين والدولة وتجربة الإسلاميين !!
كما تحدث الترابي عن الدين والدولة وتجربة الإسلاميين في الحكم منذ عهد الرئيس عبود وقارن تجربتهم بالأحزاب التي لها قرن قائلاً نحن أكملنا نصف القرن ولكننا قلبنا دول من التنصر إلى الإسلام ورأى الترابي إن التاريخ السياسي الإسلامي ما بعد الخلافة يعتبر أسوأ تاريخ سياسي، وأضاف إن الانحراف كان واضحاً في الدولة الأموية، وأردف قائلاً كلما “ضعف الدين تقسم الناس وأصبحوا شيعاً، ودعا لضرورة فهم معاني القرآن الكريم وتدبرها، مشيراً إلى أن معظم المسلمين أصبحت صلاتهم أصواتاً وحركاتٍ فقط، بل البعض لا يفهم معاني “التشهد”، منوهاً بأن هذا الأمر هو الذي أدى إلى تدمير الأمة الإسلامية.
وتطرق الترابي في حديثه لحكم الإخوان المسلمين في مصر وقال إنه نصحهم وتحدث معهم لعدم خبرتهم في الحكم عكس الإخوان في السودان الذين جربوه منذ حكم عبود، ولكنهم لم يستمعوا وقالوا له لن يحدث أي شيء، مشيرا إلى أن مصر تسير على خط الإنحطاط والإنهيار ونهوض روح الشباب فيها، ، ونفى أنهم كحركة إسلامية أن يكونوا جزءاً من تيار الإخوان المسلمين في مصر.
وقال الترابي أن علاقة السودان مع الولايات المتحدة الأمريكية تمضي ناحية الانفراج، منوهاً بأنها تشهد تحسناً ملحوظاً، مستشهداً بالقرار الذي اتخذته واشنطن بشأن منح التأشيرة للسودانيين من سفارتها بالخرطوم بدلاً من القاهرة، ووصف الترابي الحكام بالقتلة والفاجرين والمفسدين والجهلة، وقال إن الأحزاب السودانية انفضت وهي قائمة على أساس طائفي، داعياً لعدم تصديقها .
نظام(الترابي) الخالف !!
وبشأن طرحه المثير للجدل الذي اسماه النظام الخالف قال الشيخ حسن الترابي عن الأهداف المستقبلية لمشروعه السياسي والفكري بعد أن كثرت التفسيرات حول معالم النظام الخالف الذي يطرحه، قال نحن نريد توحيد التيارات الإسلامية و نريد أيضا أن نجمع كل الإسلاميين والناس أغرتهم الفتن الاشتراكية وأوغلوا في الاشتراكية.. تحدثنا إليهم وذكرناهم فتذكروا.
التيار