اعتبرته من باب النكتة أو من باب التهريج (بوست) كتبه أحد المتداخلين على صفحات (الفيسبوك) ذكر فيه أن محلية شندي فرضت رسوماً على زيارة المقابر بواقع خمسة جنيهات لزيارة المتوفي إن كان رجلاً وثلاثة جنيهات للمتوفية الأنثى، وجنيه ونصف للطفل المتوفى حديثاً، اعتبرته من باب التهريج ولم أعر الأمر اهتماماً حتى طالعت بالأمس ذات (البوست) (مانشيتاً) رئيسياً على الصحيفة الزميلة الوطن يؤكد ذات الخبر وبذات التفاصيل. وقد برر المسئول عن ذلك بأنه فرض الرسوم لصيانة سور المقابر والإضاءة والخرصانة وفاتورة المياه!!
ودعوني أقول أولاً لا حول ولا قوة إلا بالله أن وصل الحال بهذه الحكومة (الجيعانة) أن تقضي واجباتها وتؤدي مسؤولياتها وتكمل مهامها على حساب الموتى الذين يبدو أنه قد بدأ زمان سيدفعون فيه ثمن رقدتهم الأخيرة. وبعضهم، والأعمار بيد الله، رقد هذه الرقدة إما مغبوناً أو مكبوتاً أو ستراً لتشخيص طبي خاطئ، وبعد ده كله تأبى (حكومة الهناء) إلا أن تلاحقه جوة ود اللحد. ودعوني أقول للأخوة العباقرة في محلية شندي، أين تذهب موارد المحلية حتى لا تستطيعوا أن تقوموا بعمل هو من صميم واجباتكم لصيانة سور المقابر، وحتى لو افترضنا أن المحلية عجزت عن تمويل هذا العمل ألم يكن بالإمكان أن تبادر بدعوة أبناء شندي الأكارم وهم يغطون عين الشمس لوضع ميزانية هذا العمل أمامهم حتى يتكفلوا به في ما بينهم وفي أقصر زمن ممكن. أم أن الرسوم (النقاطة) ستتواصل إلى ما شاء الله بما يمكن أن يشيد ناطحات سحاب وليس مجرد سور، وكم متر من (الإنترلوك) لتتحول الرسوم إلى مال سائب دون تحديد لمقدار الداخل والمنصرف منه!! بعدين نفسي أفهم من العبقري الذي حدد هذه الرسوم وعلى أي أساس فصّل قيمتها وهو يحدد الرجل بخمسة آلاف والسيدة بثلاثة والطفل بألفٍ ونصف. والله لولا حرمة الموت لأمطرت هذا المسئول بفاصل من الاستهزاء والسخرية حداً يجعله قريباً من أن تدفع فيه رسوم لزيارته هو الآخر!!
أعتقد أن (استباحة) الإنسان السوداني بلغت حداً يدخل في خانة المهزلة، إذ أنه مفروض عليه أن يظل في حالة استهلاك ليس له من نهاية خصوصاً وأن حكاية الرسوم التي تفرض لغرض ما أكدت فشلها الذريع بداية من الرسوم المفروضة لصيانة الطرق وهي جبايات لا تتوقف صباح مساء، ورغم ذلك الطرق السريعة غاية في السوء لا علاقة لها بمواصفات عالمية ولا حتى محلية، والرسوم المفروضة أكدت فشلها بدليل ما يدفع على أبواب المستشفيات وهي ملايين من الجنيهات ولا يلمس المواطن تطوراً في خدمة ولا تغييراً في سلوك، والداخل إلى مطار الخرطوم مستقبلاً أو مسافراً يدفع رسوم لانتظار سيارته وهو نظام مرت عليه سنوات، فما الجديد الذي شهده ولو الموقف المخصص للسيارات!! يا سادة هذه الرسوم (المنفلتة) هي واحدة من أبواب الفساد والجشع والطمع وإيجاد الحلول الجاهزة حتى ولو على حساب الموتى وأسرهم. فيا والي نهر النيل ويا معتمد شندي ما حدث فضيحة بمعنى الكلمة لأنكم تزيدون الناس رهقاً على رهقهم وعذاباً على عذابهم، وسيأتي على الناس يوم يزورون فيه موتاهم بالدور لأن ضرب خمسة جنيه في عدد أفراد أي أسرة هو مبلغ مكلف وأولى به كيس العيش وحبة الفول وحق المواصلات.. محليات آخر زمن.
كلمة عزيزة
أخيراً وضع السيد والي الخرطوم يده على الملف الأهم والأخطر في الولاية وهو ملف الأراضي الذي دارت حوله الأحاديث والأقاويل والشائعات وليس كافياً أن يوقف الوالي كافة المعاملات المختصة بالأراضي حتى أشعار آخر، إذ أن المطلوب منه أن يفتح الملفات السابقة لأن الحق ورد المظالم لا ينتهي تقادم الأيام أو مضي عقارب الساعة، فإن سيادته قد صرح من قبل أنه مسئول أمام الله تجاه أي شخص لا يجد قطرة ماء يشربها، فكيف ستكون مسئوليته تجاه أخذ الحق من شخوص تملكوا ما لا يستحقونه على حساب الضعفاء الما عندهم ضهر.
فيا سعادة الفريق بكل الجسارة التي نعلمها عنك أفتح ملف أراضي الحلفايا وملف أراضي الجريف وملف أراضي الشجرة لتعيد الحق الضائع لأصحابه وأبحث عن من ضاربوا وسمسروا وأثروا وما خلوا (خرم إبرة) فاضي إلا ودقوا فيه الجرس!!
كلمة أعز
منذ إطلالتها في أولى حلقات العشرة الأواخر لـ(أغاني وأغاني) أكدت “أفراح عصام” تمكنها وإجادتها للأغنيات التي أدتها وأعتقد أن من كانت تستحق الظهور في البرنامج منذ أول يوم هي “أفراح” وليست “فاطمة عمر” التي كانت تمامة لعدد لم تستطع أن تجعله كاملاً!!