صديقنا الأستاذ عبدالملك النعيم ذهب في مقاله الموسوم (باقان أموم هل من جديد؟)، ذهب في تراجيديا زيارة السيد فاقان أموم المرتقبة للخرطوم، بالونة الاختبار التي فجرتها سفارة دولة الجنوب بالخرطوم، لتتعرف على ردة الفعل الشعبية والرسمية، وذلك قبل أن تخطر بها وزارة الخارجية السودانية، ذهب صديقنا النعيم إلى أدب فتح أبواب صالة كبار الزوار أمام المناضل الكبير السيد فاقان، بصفته زعيم الحزب الحاكم في دولة الجنوب، على أن نمنحه فرصة جديدة ليثبت العكس و.. و..
* لكني هنا أنبه صديقي عبدالملك بأن دماء الشهداء الذين سقطوا بفعل جيش حركة باقان أموم لم تجف بعد، وأعني الهجوم المباغت الأخير على مدينة تلودي، سيقولون إن هذا الهجوم قامت به الحركة الشعبية لقطاع الشمال، سأقول لكم، إن قطاع الشمال لم يكن إلا فرعا للحركة الأم التي يقودها السيد فاقان أموم، وهذا لايحتاج إلى أي قدر من عبقرية!!
* (شوفو).. كما يقول صديقي إسحق فضل الله (لما يصل الكلام اللحم الحي).. شوفوا.. لو نحن أمة عندها كرامة ولنا حكومة تعبر عن كرامتنا وكبريائنا.. يفترض أن تخرج علينا وزارة الخارجية، سيما على عهد هذا الرجل الكاهلي العبادي الجسور، البروف غندور ببيان يعيد لنا كرامتنا يقول بالحرف الواحد.. لقد تردد بكثرة هذه الأيام في وسائل الإعلام عزم السيد باقان أموم زيارة الخرطوم، وهذا ما لم يصلنا الإخطار به رسميا، وتنتهز الخارجية السودانية الفرصة، لتؤكد أنها مستعدة أن تفعل أي شيء من شأنه إعادة اللحمة الجنوبية، وأنها في سبيل خدمة هذا الهدف النبيل يمكن أن تستقبل أي مسؤول جنوبي، إلا سيئ السيرة بين أفراد الشعب السوداني السيد فاقان أموم، إذ لا يعقل وفي وقت واحد، أن تدخل قوات السيد أموم غازية إلى تلودي تأسر وتقتل وتخرب وتدمر، وبالتزامن يدخل هو في المقابل عبر صالة كبار المناضلين إلى الخرطوم، ليست الخرطوم عاصمة الشهداء من يفعل ذلك، ولاسيما أن الرجل باقان قد استنفد كل الفرص لإثبات النوايا الحسنة، ولم يستفد من أي فرصة منحت له، ويذكر الجميع ضحكاته المجلجلة في آخر زيارة له للخرطوم بمكتب وزير الدفاع، فما إن انتهت الزيارة حتى شنَّ الرجل حربا غادرة على مدينة هجليج النفطية، فقد السودان جراءها شبابا خلصا وثروة لا تعوض بثمن !!
* ويفترض – والحال هذه – أن الزميل عبدالملك النعيم، الذي أخذ فرص عمل أفضل في العمل الإعلامي القنصلي، يدرك أكثر منا قيمة العبارة الدبلوماسية الأكثر لؤما، والتي تقول (إن هذا الرجل غير مرغوب فيه)، أو غير مرحب به، وإلا ينطبق علينا مثلنا السوداني (الإضنية دقو واعتذرلو) !!
* سادتي يصبح استقبال الخرطوم، للرجل الذي طفأ الميكرفون أثناء حديث الرئيس البشير بجوبا غداة الاحتفال بالانفصال، الرجل الذي يقاتلنا الآن بقطاع الشمال، صاحب العبارة المشؤومة (أنتمي لشعب فاسد ودولة فاشلة)، الرجل الذي دمر هجليج و.. و.. يصبح أمر استقباله أمر كرامة.. إن كانت الحكومة تعبر عن إرادة الشعب.. وهذا الصوت صوت الشعب، وهذا الشعب شعب مسلم.. تصبحون على خير..