الذكرى الرابعة للانفصال.. هل توقف أنهار الدماء في الجنوب؟

تأتي الذكرى الرابعة لانفصال جنوب السودان في التاسع من يوليو الجاري، والدولة الوليدة تخوض في أنهار من الدماء جراء الصراع الذي انفجر في ديسمبر من العام 2013م، ويستقبل أكثر من نصف شعب دولة الجنوب الذكرى الرابعة للانفصال في المعسكرات التي لجأوا إليها تحت حماية الأمم المتحدة في دولة الجنوب بعد المعارك العنيفة التي اندلعت وجعلت أكثر من نصف شعب الجنوب لاجئين في دول الجوار، بعد ما كانوا يمنون النفس برغد العيش والرفاهية والأمن في دولتهم بعد الانفصال، وأصبحت دولة الجنوب تعيش أسوأ أوضاعها بعد الانفصال.
انهيار الجنوب
(الجنوب ماشي لانهيار).. بهذه العبارة استهل النقيب معاش ويلسون تواج كون داك حديثة لـ«الإنتباهة» وقال الجيش الشعبي جيش حزبي وليس قومياً، وتابع للحركة الشعبية وليس لدولة جنوب السودان، بالإضافة الى انتشار الفساد المالي والإداري -على حد قوله- وعدم احترام سيادة القانون، بالإضافة الى عدم وجود شرطة للمحاكم، وتهميش الكادر الإداري، وعدم اتزان السياسة الخارجية، ولفت الى أن الأطراف المتحاربة لا تملك رؤية حقيقية لمستقبل البلاد، ولكن سوف تظل أحلامنا موجودة.
معسكرات اللاجئين
وأوضح ويلسون أن دولة جنوب السودان تذهب الى الاحتفال بالذكرى الرابعة لانفصالها عن السودان، ومعظم سكان الجنوب في معسكرات اللاجئين في دول الجوار وفي معسكرات داخل الجنوب وليس في ساحات الاحتفال ولا يعرفون عنها شيئاً. وأضاف إن الحكومة بعد الانفصال لم تعقد أية مؤتمرات لتوضح فيها خطط واضحة لحكم الجنوب، ولم تضع أية إستراتيجيات واضحة للوزارات لإدارة الحكم في البلاد بعد الانفصال واستغلال مواردها بالطريقة المثلى التي تنمي البلاد وتطورها.
ممارسات إثنية
واتهم تواج الحكومة بانتهاج ممارسات وتصفيات إثنية وارتكاب مجازر في الجنوب ضد قبيلتي الفراتيت والنوير في عامي (2012 و2013) راح ضحيتها أكثر من «20» ألف مواطن جنوبي، ووصفها بأكبر مجزرة في تاريخ البلاد بحضور المجتمع الدولي في الجنوب، وأكد إنه لم يحرك أي ساكن ولم يفعل أي شيء ولم يتخذ أية إجراءات غير أن المواطنين ذهبوا الى معسكرات اللاجئين.
احتلال يوغندي
واعتبر ويلسون الجنوب تحت سيطرة القوات اليوغندية، وأشار الى وجود الجيش اليوغندي في جوبا وولاية الوحدة وجونقلي تقوم بحماية المواقع الإستراتيجية في الجنوب، بالإضافة الى بعض الحركات الدارفورية التي أكد أن سلفا كير يستخدمهم في حربة ضد من وصفهم بالثوار المطالبين بالإصلاح في الجنوب.
تورط دول أفريقية
واتهم تواج دول أفريقية لم يسمها بالتورط في مشكلة الجنوب، ففيما دعا سلفا كير وباقان ومشار للتوحد ووضع أيديهم على بعض لحل المشكلة للدفع بالبلاد الى الأمام. وأضاف إن لم يفعلوا ذلك سوف يقسم الجنوب الى دويلات، ويجب على الحركة الشعبية الإسراع في اتخاذ قرار بحل هذه المشكلة والنظر الى شعب الجنوب الذي عاش في معاناة وتشرد وجوع وفقر وانعدام للخدمات التي كان يحلم بها الشعب الجنوبي بعد الانفصال.
أشواق وتمنيات
وتمنى ويلسون أن يتم الاحتفال بالذكرى الخامسة لانفصال الجنوب وتكون البلاد في أمن واستقرار وأن يتم لم ورتق النسيج الاجتماعي. وطالب الحكومة بالسعي للعمل على استقرار البلاد وإعلان تطبيق النظام الفدرالي وإعادة هيكلة دولة الجنوب وتخصيص جيش قومي وشرطة قومية ومؤسسات أمنية قومية، واحترام العلاقات الخارجية وعلاقات الجوار بين الدول، وأضاف إذا تمت هذه الأشياء، فسوف تكون دولة الجنوب قوية وذات كلمة مسموعة في القارة الأفريقية.

(صحيفة الانتباهة)

Exit mobile version