توقع الخبير في الشأن السياسي البروفسور حسن الساعوري أن يتوصل الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم خلال زيارته للبلاد إلى صفقه مع الحزب الحاكم والحكومة تحمل نقاطاً محددة تتمثل في قضية الحدود ومنطقة أبيي ومتمردي قطاع الشمال ولم يستبعد الساعوري في حواره مع (الصيحة) أن تتنازل دولة الجنوب من خلال الصفقة عن منطقة أبيي وحفرة النحاس وتغير موقفها تجاه متمردي قطاع الشمال، إلا أن الساعوري رهن تلك التنازلات بتقديم الحكومة السودانية تنازلات أيضاً وتغيير موقفها تجاه حركة ريك مشار في الجنوب وتقديم الدعم المباشر لرئيس جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت.
++
بماذا تفسر زيارة الأمين العام للحركة الشعبية في جنوب السودان باقان إلى الخرطوم يوم الأحد المقبل؟
إذا جاء باقان أموم بصفته التنظيمية فمعنى ذلك أنه سيحضر من أجل الاجتماع مع حزب المؤتمر الوطني لمناقشة القضايا المختلفة
هل تتوقع أن تكون مسألة الاتهامات المتبادلة بين الدولتين حول دعم المتمردين حاضرة في النقاش؟
نعم أتوقع ذلك، وخاصة التطرق إلى الاتهامات الموجهة للسودان بأنه رسمياً مع سلفاكير وسراً مع ريك مشار، رغم أن السودان أعلن رسمياً أنه مع شرعية سلفاكير، وأتوقع أن تركز أجندة اجتماعاته مع المؤتمر الوطني في تلك الاتهامات.
هل يمكن لباقان أن يغير موقف الحكومة من حركة ريك مشار ؟
هو لن يتدخل بل سيناقش الحزب بأن الحكومة لديها موقف والحزب أيضاً.
ماذا عن مسألة اللاجئين ؟
نعم هي أمر ثاني من المتوقع أن يتطرق له الاجتماع لانهم الآن دخلوا وفي نفس الوقت أعلن السودان أنهم ليسوا لاجئين بل جزء من السودان وترتب على ذلك الإعلان من الحكومة رفض المنظمات الدولية للإغاثة تقديم مساعدة اللاجئين والنازحين في المعسكرات.
هل يمكن أن تفضي هذه الزيارة لإبرام صفقات مع الحزب الحاكم؟
نعم، فهنالك محاولة للدخول في صفقة جديدة مع المؤتمر الوطني من شأنها أن ترسم الطريق مع الحكومتين
هل يمكن أن يكون سلفاكير وراء تلك الزيارة أو له دور في تلك الصفقة إذا ما كانت؟
أنا لا أتوقع أن يرسل سلفاكير شخصاً مثل باقان أموم خاصة وأن علاقته كانت سيئة مع الشمال وهو ليس بالشخصية التي يمكن أن تتوسط لأنه مصادم
لأي مدى يمكن أن يسهم باقان أموم في تعزيز التعاون بين البلدين؟
كما قلت لك إلا أن يأتي بصفقة تحمل نقاط حول إيقاف الدعم لريك مشار والوقوف سلفاكير مقابل تغيير مواقفهم في عدة قضايا.
أكثرت من الحديث عن امكانية وجود صفقة ما هي مقوماتها حسب تقديرك؟
من الممكن أن تربتط بأبيي وقضية الحدود وأيضا قطاع الشمال وبالتالي ستكون هذه صفقة مهمة، وهنالك احتمال أن يأتوا متنازلين عن أبيي وحفرة النحاس في مقابل أن توقف الحكومة دعمها من ريك مشار أو تقديم دعم مباشر لحكومة سلفاكير، وهذه الصفقة يمكن أن تكون ناجحة في العلاقات ما بين البلدين.
ما هو الشق الأهم في هذه الصفقة التي أشارت إليها؟
أهم ما في الصفقة هي العلاقة مع قطاع الشمال ومتمردي جبال النوبة والنيل الأزرق وهذا الملف يهم السودان، ولكن في نفس الوقت يجب أن يستصحب السودان الحسابات المستقبلية وليست الآنية فقط.
لأي مدى يمكن أن تنجح تلك الصفقة وتفتح علاقات جديدة بين البلدين ؟
كل ذلك لا يتأتي إلا بحسابات ومعرفة قوة ريك مشار إلى أين قد وصلت وموقف اليوغنديين وهل مازال ثابتاً مع سلفاكير لانه من الواضح أن سلفا منزعج ويريد دعماً من السودان بأي شكل من الأشكال.
ماذا يمكن أن تجني الحكومة من تلك الصفقة ؟
في حال وافقت الحكومة على العروض التي تقدمها الحركة الشعبية فلابد أن تقدم عرضها أيضاً وإمكانية مساعدتها في المسرح العسكري في ما يتصل باستعادتها لملكال.
ما هي أهم العروض التي تريدها الحكومة السودانية ؟
أهم ما لدى السودان هو قضية التمرد في جنوب كردفان والنيل الازرق ثم أبيي وقضية الحدود وتلك أهم قضايا من المفترض أن تحسم.
هنالك مواقف عدائية مشهودة لباقان ضد الشمال فهل يمكن أن يتسبب في مشكلات جديدة؟
بالطبع إن باقان أموم في هذه المرة لن يأتي بذهنية باقان أموم القديمة ولا حتى بلسانه القديم لانه يعلم أنه شخص مكروه في السودان وبالتالي سيأتي بشخصية جديدة وأسلوب جديد وهو يريد أن يقول للمؤتمر الوطني أن يغير انطباعه القديم عنه
ماذا على المستوى الحزبي هل يمكن لباقان خلق علاقة طيبة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني؟
يمكن أن يفعل ذلك لو أنه أتى بالصفقة لأن “الكلام ساكت” لن ينفع.
الصيحة