بطبع الإنسان، تقف كل خلايا الروح عندما تطرب وتتشبع مسامات الجلد بالغناء حالة أقرب ما يكون وصفها به هي (كالهلوسة) حيث ينتقل المستمع الى عوالم خيالية من الجمال والذكريات وبما أن الحالة هي بمثابة القيادة للروح، فهي لا يقدم عليها على فعلها بالآخر إلا الذي أعطاه الله هذه القدرة ومكنه من هذه الموهبة، والشاب (عمر بانقا) ميزه الله بالصفة هذه وأعطاه ملكة قيادة أرواح الآخرين، في عوالم الخيال الطروبة، فصوته العملاق الحاني الحنين يفتح في (الزول) ألف باب للشجن والسعد، ويجعلك على بعد (واحد ملمتر) من حالات الدروشة والجذب السماوي، تنقل ما بين مراتع الصبا في أرض الخضرة والجمال كردفان والخرطوم وأمريكا وعواصم عالمية أخرى متنقلاً بموسيقاه وحلقه المشحوذ بالاجتهاد والبحث عن سكك غنائية متفردة. التقيناه وحادثناه عن هجرته (وغنائه) وألبومه الأخير الذي دشنه العام 2012م. بانقا عانقنا كتاب حياته وتجولنا معه :
حوار: أيمن كمون
٭الهجرة ومشوار الاغتراب؟
– كانت الاستمرارية والتواجد في السودان صعبة جداً عندما قررت السفر في العام 1994م لذا غادرت بحثاً عن مستقبل أفضل وتحقيق حياة كريمة لأسرتي.
٭ هل أثرت الهجرة في غنائية عمر بانقا؟
– بالتأكيد أنا أعيش ومنذ سنوات عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث الثقافة مختلفة والذوق مختلف والمجتمع لا يشبه المجتمع الذي كنت أعيش فيه والتقنيات موجودة ومتاحة فأضافت الثقافة الجديدة الكثير لتجربتي وستلاحظ ذلك في أغنية (لو ألقى بندقية) واستفدت جداً من التكنولوجيا الموجودة هناك.
٭ أزمة المغني في ثقافة بعيدة عن ثقافته ولغته كيف تعاملت معك الأذن الأمريكية؟
– في البداية كنت أتغنى للسودانيين المقيمين هناك والجالية ثم عندما بدأت في إنتاج أغنيات ألبومي.. شاركت في عدة مهرجانات وتغنيت بالسوداني وتفاعل الجمهور الغربي مع أغنياتي وأعجب بها.
٭ الثنائية ما بينك وحمزة سليمان، هل صنعتها ظروف الاغتراب؟
أنا وحمزة أولاد (حوش واحد) مدرسة عقد الجلاد، ولدينا تقارب في الأفكار، وحمزة صديق وأخ ورفيق عمل، ونحن متواصلين دون انقطاع.
٭ألم يراودك الخوف من تلحين وأداء أغنية لشاعر مثل (حميد) بطريقة (الهيب هوب) أو الراب؟.
– أنا أردت أن أصنع تجربة مختلفة وكنت أجالس أبنائي وهم تربوا في أمريكا طبعاً وسمعت منهم وحاولت أن أجعلهم وأمثالهم سماع أغنياتنا ونجحت في ذلك حيث أن الأغنية وجدت قبولاً ونجاحاً كبيراً من زملائهم وكل الشباب الأمريكان الذين استمعوا لها.
٭ ختاماً ما هي رؤيتك للغد الموسيقي في غناء عمر الفنان؟.
– لديّ خطط كثيرة لتنفيذ أعمال جديدة وسأحاول أن أنتج عدداً من الألبومات الأخرى مع إنو التكاليف عالية وبتأخد زمن طويل (ما صرفته على هذا الألبوم أكثر مما صرفته على بناء منزلي).
شكراً لكم وشكراً للإخوة في فرقة عقد الجلاد الغنائية الذين ظلوا يفتحون لنا الباب متى ما جئنا دون تردد.
التغيير