بدأت أسرة أحمد الطيب التحضيرات لمراسم زواج كريمتهم سماح، وكان أكثر ما يشغل صديقات العروس حفل الحنة الذي صار جزءا أصيلا من روح وطقوس الزواج. سماح أخطرت شقيقها برغبتها في أن يتغنى لها الفنان (ح – أ) الذي تم اختياره لإحياء الحفل من قبل صديقاتها باعتبار أنه بارع. لكن جاء رد فعل الشقيق على غير ما توقعت العروس، فقد رفض شقيقها رفضا قاطعا أن يكون الفنان شابا بحكم أن الحنة للعروس وصديقاتها فقط ورغم تدخل الأجاويد، إلا أنهم فشلوا في إقناع شقيقها.
اقتحام غير مبرر
وقصة أحمد وشقيقته تجعلنا نقف عند أمر مهم، وهو اقتحام الفنانين لحفلات حنة العروس والجرتق مرددين أغاني البنات عكس ما كان متعارفا عليه سابقا، حيث أن الحنة أو الجرتق كانت حصريا على المطربات، لكن الآن تحولت حنة العروس إلى حفل ساهر تحجز له أفخم الصالات لكونه جزءا أصيلا من الزواج عند بعض الأسر، لكن ما يزعج هو اقتحام الفنانين لحنة العروس التي من المفترض تخصيصها لصديقات العروس وقريباتها.
تسلل الفنانون الرجال إلى مسارح حفلات حنة العروس كان أمرا دخيلا على المجتمع في وقت من الأوقات، خاصة وأن الحفل خصص للنساء فقط إلى أن أصبح في حكم العادي بأمر كثير من الأسر التي ترى أن الأمر أكثر من عادي لكن السؤال الذي يفرض نفسه ما مدى قبول بعض الفنانين لهذا الاقتحام، وهل ما زال المجتمع السوداني يحتفظ بملامح الحنة كطقس فلكوري لا يحتمل أدوات التغيير التي طالت كل تفاصيل حياته؟
تسلل وكدا
فنان شاب معروف بزغ نجمه في السنوات الأخيرة من ضمن مجموعة من الفنانين طرحنا عليه تساؤلنا، فأجاب بكل صراحة بأن لا شيء يبقى على حاله، وكل شيء تبدلت ملامحه، فاستبدلت الدلوكة بالأورغ أو الصوت النسائي بآخر رجالي.. قائلا: “نعيش في مجتمع غريب يحكم علينا بتهمة التسلل والاقتحام لحنة العروس باعتبار أنها منطقة محظورة للنساء، لكن ما أراه غير ذلك، وهو أن تلك الغنائية لا تخصم من الفنانين قد تتباين الآراء لكن هذا مجرد رأي شخصي، وعن نفسي لا أرفض الغناء في حنة العروس”.
رغبة الأسر
الفنان محمد الرحيمة الشهير بـ (حمادة الرحيمة) أكد أنه سعيد بالتفاعل الذي يجده من قبل النساء من خلال مشاركته بحفلات (حنة العروس)، رافضا أن تكون حصرية على الأصوات النسائية، قائلا أفضل حفلات الأعراس، لكن في ذات الوقت لا أمانع في إحياء حفلات الحنة إذا كانت هي رغبة الأسرة لمشاركتهم فرحتهم.
عدم حصرية
لم يختلف المغني أيمن جبرة عن سابقه، إذ أكد أنه الآخر يبدي عدم تحرجه من إحياء حفلات حنة العروس، مشيرا إلى أنه يحرص على تقديم أغانٍ تراثية ذات قيمة قائلا: “حفلات الحنة لم تعد حصرية على النساء فهي لا تختلف عن حفل الزفاف، إذ أنها تقام بصالات فخمة ويشارك فيها كل الأهل والمعارف ولا غضاضة في الأمر”.
كلام فارغ
فنان كبير رفض ذكر اسمه سخر من الفنانين الذين يشاركون في حفلات حنة العروس، معتبرا إياها احتفائية تخصص للنساء فقط مجددا رفضه القاطع لترك العادات والتقاليد، قائلا: “الفنانات هن اللائي درجن على الغناء في تلك النوعية من الحفلات حسب ما تعارف عليه المجتمع”. واختتم حديثه: “دا كلام فارغ
اليوم التالي