من أمير العبيدي ـ أجمع عدد من العلماء والمشايخ السنة في العراق على عدم معرفتهم بجهة قامت مؤخراً بإصدار بيانات باسم “مجلس اهل السنة والجماعة” وبررت فيها مشروعية قصف المساجد، فيما أكد محلل سياسي أن الإعلام الشيعي اخترع الكثير من الشخصيات والجهات الوهمية التي يريد من خلالها تمرير بيانات ومواقف مؤيدة لميليشيا الحشد الشعبي.
ونقل المركز الاخباري التابع للقناة العراقية الرسمية عن الأمين العام لمجلس علماء أهل السنة والجماعة قاسم العزاوي قوله: “إن مساجد مدينة الفلوجة فقدت وظيفتها العبادية ولم تعد لها اي قدسية”، في إشارة لتبرير شرعية قصفها من قبل الجيش والحشد والطيران الامريكي.
ونفى مسؤول العلاقات والاعلام في المجمع الفقهي العراقي الشيخ مصطفى البياتي معرفته أو سماعه بوجود مجلس باسم علماء أهل السنة والجماعة أو شيخ يدعى قاسم العزاوي.
وأضاف البياتي في تصريح خاص لــ”القدس العربي” لو كان هناك وجود حقيقي لمثل هذا المجلس لعرفنا المشايخ الداخلين في تأسيسه، ولكننا لم نسمع بهذا الشيء من قبل.
وفي السياق أكد الناطق باسم الحراك الشعبي في العراق الشيخ محمد طه حمدون عدم معرفته بوجود مثل هذا المجلس، معرباً عن اعتقاده بأنه جهة وهمية تم تأسيسها لتمرير بعض المواقف والبيانات ضمن حملة ممنهجة بهذا الاتجاه.
وبين الشيخ الحمدون في حديث خاص لــ”عربي 21″ أن الجهات السنية معروفة ووممثلة بمشايخ وعلماء مشهورين سواء كانوا في مجلس العلماء، أو المجمع الفقهي، أو هيئة علماء المسلمين، مستدركاً بأنه لم يسمع بشيخ يدعى قاسم العزاوي أو مجلس علماء آل السنة والجماعة.
ورأى الحمدون أن اختلاق مثل هذه الجهات والشخصيات يأتي في سياق حملة إعلامية ممنهجة لاستهداف العمامة السنية والاساءة لها، متهماً السائرون في ركب قاسم سليماني والمشروع الايراني بالاشراف على إدارة هذه الحملة وتنفيذها.
وكانت العديد من وكلات الانباء والقنوات الشيعية قد تداولت مؤخراً تصريح للأمين العام لمجلس علماء أهل السنة والجماعة قاسم العزاوي نفى فيه قيام ميليشيا الحشد الشعبي بإحراق المساجد السنية في مدينة بيجي شمال بغداد، مؤكداً أن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى محافظة قوات الحشد على المساجد السنية ومنازل المواطنين.
من جهته أوضح المحلل السياسي عدنان الحاج أن أسلوب اختراع الجهات والشخصيات الوهمية ليس بجديد، ويتم استخدامه منذ فترة في العراق، لافتاً إلى أن منظومة الحشد الشيعي باتت تستخدمه بكثرة في الفترة الأخيرة، وخصوصاً لتبرير ممارساتها في المناطق السنية.
وأشار الحاج في تصريح لــ”القدس العربي” أن هذا الأسلوب كان مستخدماً في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات والوكالات التابعة للأحزاب، ولكن التطور الخطير أنه بات يستعمل من قبل الوكالة الاخبارية التابعة للقناة الرسمية في العراق، والممولة من المال العام، مبيناً أن هذا المنحى من شأنه ان ينسف أي مصداقية لوسائل الاعلام المحلي.
ويحتوي الموقع الاخباري التابع للقناة الرسمية في العراق العديد من البيانات المنقولة حرفياً عن المجلس المذكور والذي لا يوجد له أي عنوان، أو موقع الكتروني، أو شخصيات معروفة أو رقم هاتف يمكن الاتصال به.
القدس العربي