يسألونك داعش!

هل داعش جماعة إسلامية حقيقية (إرهابية أو جهادية حسب الآراء) أم أنها صنيعة استخبارية خالصة؟! وفي ذلك بعض الآراء التي تحدثت عن أن شخصية البغدادي نفسها شخصية مزيفة وغير حقيقية؟! وأنه رجل إسرائيلي صهيوني؟!
طبعاً ما أعرفه أن أبوبكر شخصية حقيقية وكان اسمه أبوبكر الأنصاري وكان بيته وعائلته الكبرى في زمان صدام حسين يسمى “بيت الوهابية”، ولكن ربما تكون معلوماتي عن شخص آخر وقد خلطت في ذلك؟!
فيما يتعلق بعلاقة الجماعات الجهادية بالمخابرات الدولية يجب ألا نشطح ونفجر في الخصومة ضدها ونتهمها بأنها مجرد أدوات استخبارية، ويجب ألا نصبح سذجاً ومغفلين وننكر إرتباطاتها المباشرة وغير المباشرة بأجهزة المخابرات الدولية والعربية… الأمر ليس أبيض وأسود، الأمر فيه طيف ملون ومختلف.
من المعلوم أن فترة الجهاد الأفغاني حَدَثت فيها الكثير من الإرتباطات وكانت المخابرات الباكستانية هي الوكيل الحصري والدولي للكثير من الأجهزة الغربية وعلى رأسها المخابرات الأمريكية… ومن المعلوم أن دعم الجهاد كان يوفر لأمريكا موقعاً متقدماً ضد الاتحاد السوفيتي في حقبة الحرب الباردة ولذلك… دَعَمت وسهَّلت الدعم وشجعت دول الخليج أن تُساند الجهاد الأفغاني، وكانت المساجد تدعو للجهاد وكان الشباب يسافرون علناً من مطارات دول الخليج للجهاد في سبيل الله في صفوف القاعدة وغيرها من الجماعات.. وحتى نهاية فترة الجهاد الأفغاني وظهور ما يسمى بـ(العرب الأفغان) كانت الأمور على ما يرام، ولكن الكارثة حصلت بعد احتلال صدام حسين للكويت ووقوف الإسلاميين عموماً معه، ووقوف السلفيين الجهاديين ضد الوجود الأمريكي!.
حتى قادة وفقهاء الجماعات الإسلامية لديهم فتاوي في الإستعانة بالكافر على كافر، ويجوز لديهم قبول المال والدعم بشروط محددة.. وعند التطبيق العملي ينظر الفقهاء والأمراء في هذه الشروط… ويتأكدون من صحتها بنظرتهم الفردية ولا يرجعون إلى شيوخ من خارج الجماعة.. بل وبسبب سرية العمليات القتالية لا يخبرون أحداً خارج جماعتهم.. ويجوز أيضاً إخفاء هذا الأمر حتى على أعضاء الجماعة وذلك خشية الإختراق ولأن فتوى الأمير كافية.. ولذلك يبقى الدعم سرياً، والفتوى سرية والفقيه الذي يفتي هو الذي يستلم الدعم وهذا يعني أن التعامل مع المخابرات يحدث ويحدث باستمرار وفي كل مرة لا يعرف حجمه وأبعاده أحد.. ولذلك من يتهمهم بأنهم صنيعة استخبارية لم يقل هذا من فراغ ولكنه “بالغ” و”ضخّم” حجم التعاون بين بعض الجماعات وبعض أجهزة المخابرات العربية والغربية!.
من جهة أخرى… تحدثت خطة العالم الإسلامي الممتد التي أصدرتها الخارجية الأمريكية في العام 2003 عن دعم أمريكي للصوفية والإسلام المعتدل ضد “الإسلام المتطرف!” ثم تحدث تقرير مركز راند الأمريكي عن دعم تكتيكي لبعض الجماعات الإسلامية ضد الأخرى.. وهذا يعني أنه يمكن أن تدعم أمريكا بعض الجماعات بغرض ضرب جماعات أخرى أو تحقيق هدف محدد.
هذا يعني أنه لا ينكر الطرفان “الدول الغربية والجماعات” وجود تعاون بينهما.. ولكنني أعود وأقول هذا لا يعني أن داعش صنيعة استخبارية مئة بالمئة.. ما زالت هنالك مؤشرات قوية تؤكد أن داعش لديها درجة من درجات الإستقلال وتعتبر تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية!.
وهنالك مؤشرات واضحة أن هنالك من بات مقتنعاً بداعش أو غيرها، وأن هؤلاء الشباب لم يُغرر بهم إنما ذهبوا وفق قناعاتهم ويجب محاورتهم لا سفههم وتوبيخهم، وتحريض الناس ضدهم!.

Exit mobile version