بمناسبة ذكرى رحيل الشيخ زايد , اخترنا لكم مجموعة من الصور النادرة لأول رئيسٍ لدولة الإمارات العربية المتحدة.حيث امتدت فترة حكمه، رحمه الله، من عام 1971- 2004 ، ويعرف بـ “والد الأمة” على نطاق واسع.
وُلد الشيخ زايد في أبوظبي حوالي العام 1918، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الذي حكم إمارة أبوظبي في الفترة من 1922-1926. نشأ الشيخ زايد، بعد رحيل والده، في العين حيث تلقى علومه ومعارفه التي تركت بصمات واضحة على حياته وشخصيته، وغرست القيم التقليدية في نفسه. كان، رحمه الله، يولي اهتماماً واحتراماً كبيرين للبيئة، وبدأ بممارسة الصيد بالصقور، وهي الرياضة التي رافقته طوال حياته.
عندما تولى الشيخ زايد منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي في العام 1946، بدأ بعملية تحول واسعة لمدينة العين، فقام بتأسيس نظام إداري فعّال، وتولى شخصياً تمويل تأسيس أول مدرسة حديثة في الإمارة، كما قام بإصدار قرار يقضي بإعادة النظر في ملكية المياه، وجعلها على ندرتها متوفرة بشكل أكثر عدالة للجميع، الأمر الذي مهّد الطريق لحدوث تنمية شاملة لقطاع الزراعة، معيداً للواحة أهميتها بوصفها مركزاً لسوق واسعة.
وفي شهر أغسطس من العام 1966، خلف الشيخ زايد شقيقه في حكم إمارة أبوظبي. وكانت سنوات عهده في العين نموذجاً لتحويل حياة شعبه. فقد أمر، رحمه الله، بتوجيه عائدات النفط إلى مشاريع تنموية ضخمة بما في ذلك تشييد المدارس، وبناء المستشفيات، والمساكن، وشق وتعبيد الطرقات. وعندما أعلنت بريطانيا عن اعتزامها الانسحاب من المنطقة، تولى الشيخ زايد مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في دبي الدعوة لإقامة اتحاد دولة الإمارات. وبالرغم من الصعوبة التي رافقت تلك المرحلة، نجح الشيخ زايد بحنكته وحكمته السياسية في بناء توافق الآراء ومن خلال التشاور، من إقناع جيرانه بأن قوتهم المستقبلية إنما تكمن في وحدتهم. وفي 2 ديسمبر 1971، تم رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة العهد، وانتخب الشيخ زايد، رحمه الله، من قبل حكام الإمارات الأخرى كأول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو المنصب الذي كان أعيد انتخابه لشغله تباعاً.
ومنذ تأسيسها، نجحت الإمارات العربية المتحدة في تجاوز مستوى التوقعات الدولية من خلال تبنيها لعملية تنموية شملت كافة قطاعات الحياة بما في ذلك الخدمات الاجتماعية، والصحة، والتعليم، والتقنية، والتجارة، والاقتصاد. كانت فلسفة الشيخ زايد، النابعة من من إيمانه العميق، تقوم على ضرورة توجيه موارد البلاد لما فيه خير ومصلحة الشعب في جميع أنحاء الإمارات، بما في ذلك النساء اللاتي كان، رحمه الله، يؤمن بدورهن المهم لتطوير الأمة. كما قام الشيخ زايد أيضاً بتطوير شبكة العلاقات الدولية، مُرسياً بذلك الأسس للإمارات العربية المتحدة لتكون دولة ذات سمعة عالمية، وبدور لا يستهان على الخارطة الدولية.
رحل الشيخ زايد وتتواصل رؤيته، رحمه الله، في نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في المستقبل بعد أن تولى ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم، خلفاً لوالده كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
مجلة الرجل