تبادل حزبا المؤتمر السوداني والبعث العربي الاشتراكي الاتهامات بشأن التسوية السياسية، وخير مساعد رئيس حزب المؤتمر السوداني للشؤون الخارجية خالد يوسف حزب البعث بين التوصل لنقطة مشتركة تبنى على الاحترام المتبادل، أو جمع ما يتفقون عليه في نقاط مشتركة، وأكد تطابق موقفهم مع حزب البعث العربي من التسوية، وبالمقابل خير الناطق الرسمي باسم حزب البعث محمد ضياء الدين من يريد التسوية مع النظام بالذهاب منفرداً وشدد على عدم السماح باستخدام قوى الإجماع الوطني منصة للتسوية مع النظام، وتابع (هؤلاء يجب أن يكشفوا للشعب السوداني).
وتمسك يوسف بأن الخلاف حول الجبهة الثورية أيدلوجي، وقال خلال حديثه بمنتدى (الجريدة) أمس: لن ندعو الجبهة للحوار مع النظام وتسليمها سلاحها ليضرب به المعارضة، وتابع: (ما في زول يلزم آخر بموقفه)، ونفى تعرضهم لضغوط أجنبية لقبول التسوية.
وحذر يوسف في الوقت ذاته من تكرار سيناريو الصومال وانهيار الدولة السودانية، واعتبر أن هشاشة الدولة السودانية مسألة تستحق الانتباه، ودافع عن قبول تحالف المعارضة للحوار برعاية الاتحاد الأفريقي، وقال إنه يتعامل مع واقع غير طبيعي، ورجح انهيار الدولة في أية لحظة، وتخوف من انتشار السلاح بأيدي القوات غير النظامية، وزاد: (إذا حدث فراغ سياسي بالبلاد فسيملأ بالسلاح، ولو انهارت الدولة فلن نلوم الإنقاذ، بل سنلوم أنفسنا).
واعتبر مساعد رئيس حزب المؤتمر السوداني للشؤون الخارجية أن النظام فقد مشروعيته عقب أحداث سبتمبر، وأن مبادرة الحوار محاولة لاسترجاع تلك المشروعية، وقطع بعدم تراجعهم عن نداء السودان.
ورأى يوسف أن الخلافات الأخيرة داخل قوى الإجماع مؤشر لشرخ عرقي وإثني يعبر عن القوى السياسية بالمركز، وحذر من أن الترويج لذلك خطر على وضع البلاد ومستقبلها، وجدد يوسف تمسك حزبه بتحالفهم مع الجبهة الثورية ووصفه بالاستراتيجي ولفت إلى تعرض مجموعات الهامش الى إقصاء وصفه بالممنهج منذ الاستقلال مما يتطلب إعادة هيكلة الدولة السودانية.
وأكد يوسف أن المخرج الذي تسعى إليه المعارضة سيعرض على الشعب السوداني، وقلل من تسريبات عودة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي وقال (مستقبل البلاد يرتبط بالأفكار وليس بالأشخاص) وفند المخاوف من تبني المجتمع الدولي لمبادرة الحوار، وقال: نحن لا نتفق مع العقائدين لاعتقادهم بوجود قوة خارقة تحرك العالم، ونوه الى أن المواجهات التي أدخل النظام نفسه فيها مع المجتمع الدولي جعلته معزولاً في المحيط الإقليمي والدولي، وتابع: نحن كحزب سنتعامل بحجمنا الطبيعي لأن السودان ليس دولة عظمى وليس من أهدافنا تفكيك الإمبريالية العالمية.
وفي السياق تمسك الناطق الرسمي لحزب البعث محمد ضياء الدين بأن نداء السودان يحتوي على أجراء تسوية سياسية مع النظام عبر قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي (456)، واعتبر تعرض الحركات المسلحة لضغوط دولية أمراً طبيعياً، واستهجن استجابة المعارضة للمجتمع الدولي، وقال: نحن لسنا جهة مدعومة وظهرنا هو الشعب السوداني ولا يمكن أن نقبل بضغوطات.
ونفى ضياء الدين رفضهم لدخول الحركات المسلحة في تفاوض مع الحكومة بغرض وقف الحرب والتداعيات الإنسانية، وشدد على رفضهم لإجراء الحركات لتفاوض مع النظام للتوصل للحل الشامل في غياب الأطراف الأخرى، باعتبار أنها ليست مكلفة لإدارة حوار نيابة عن المعارضة، وأعلن رفضهم لتكرار تجربة نيفاشا، وشكك في إمكانية استجابة النظام لتفكيك بنيته الاستبدادية من خلال الحوار وموافقته على تقديم قياداته للمحاسبة ولفت لامتلاكه للسلاح والمؤسسات.
ورفض الناطق الرسمي باسم حزب البعث تفسير موقفهم من رفض التسوية بسبب موقفهم الأيدلوجي والعرقي، وكشف عن اختراق البعث للجبهة الثورية وقال (معلوماتنا من الجبهة الثورية لانتلقاها من قيادات الجبهة الثورية ولا من ياسر عرمان وإنما من البعثيين داخل الجبهة الثورية)، ونوه الى أن علاقاتهم مع بعض الأطراف في الجبهة الثورية تهدف لدفعهم للحوار ووقف الحرب والتحول إلى أحزاب سياسية تمارس العمل السلمي.
من جهته أعلن القيادي بالحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري ساطع الحاج، تمسك المعارضة بمحاسبة ومحاكمة الذين أجرموا في حق الشعب السوداني من النظام الحاكم، ونفى في الوقت ذاته وجود انشقاقات داخل قوى الإجماع الوطني، وقطع بعدم قبول أي حزب من قوى الإجماع الوطني لاية تسوية انهزامية أو انكسارية بالحوار مع الحزب الحاكم.
وقال ساطع إن ما راج مؤخراً لا يخرج عن كونه اختلافاً في وجهات النظر التي دفعت حزب البعث العربي الاشتراكي، وحزبه لاتخاذ موقف من نداء السودان، وأوصد الباب أمام مزاعم دخول أي حزب من أحزاب قوى الإجماع الوطني في تسوية سياسية مع النظام.
ورسم ساطع صورة قاتمة للوضع الراهن في السودان وقال إنه على شفا حفرة من نار، وجدد تمسك تحالف قوى الإجماع وحزبه بإسقاط النظام.
الجريدة