هند الطاهر.. في حوار من نار

زوجي مسلم مية في المية.. وعقيدتي سليمة

*لو نصحت البنات بالزواج من الأجانب “حتقوم” مظاهرات

ليس فقط جرأتها في التغني، واختيارها لرجل بملامح غير سودانية للزواج، وظهورها بأزياء أوروبية ولا حتى حصولها على الجنسية الفرنسية فقط ما دعانا للبحث عن المغنية السودانية الأصل هند الطاهر، وإجراء حوار معها للمرة الثانية، بل إبداعها، ومشروعها الغنائي المختلف الذي تنتظم هذه الأيام في عمله.

الشاشات الأوروبية الآن تتناقل بكثير دهشة صوت هند وصورتها، وتتحدث عن الغناء السوداني الحار الذي ساقته “بنت مدني”، بأقدامه على المسارح في العوالم الباردة تلك. هند فتحنا عليها نيران أسئلتنا وأجابت هي بكثير خبرة:

حوار: أيمن كمون

*من هي هند..؟

أنا من مواليد الكاملين، نشأت وتعلمت في مدني وحتى الآن كل الأسرة تسكن بمدني، خريجة جامعة الخرطوم لغة فرنسية، ومتزوجة من طارق تيري فرنسي وعازف ساكس محترف، وأم لأطفال ثلاثة.

*ماذا أضافت الغربة لتجربتك الإنسانية؟

الغربة أضافت لي التعرف بثقافات موسيقية مختلفة.. وبدورها إضافة كبيرة لي، تعارف من قرب وتبادل ثقافي فني مميز، لكن خصمت مني طبعاًً الغربة عن الوطن، وولدت فيَّ حنينا متواصلا يمكن فعلاً الإنتاج يكون أكبر لو كنت موجودة داخل البلد، وهذه هي ضريبة الغربة. وفي رأيي أني رغم الغربة حأنتج العمل الخاص بي وأروبا ميزتها أنها فيها إمكانات ممكن تساعدني في الإنتاج.

*هل ستشكل هند إضافة للغناء السوداني في ظل وجود مغنيات كثيرات بالساحة؟

الفنانات الموجودات طبعاً كل واحدة بلونيتها وخامة صوتها واختياراتها، وهذا شيء جميل، والاختلاف ثروة.

*ألا تخافين من عدم تقبل تجربتك ذات الطابع الغربي في السودان؟

الحمد لله هنالك قبول طيب للأغنية السودانية التي نقدمها هنا، وهذا هو الحافز نفسه، الذي يشجعنا على أن نواصل المشوار والأعمال الخاصة في الطريق، أما أغنية (حبايبنا) فهي مهداة من الموصلي وتنازل لي منها، خرجت في العام الفات الفات وأخريات قادمات إن شاء الله، النية في، ان استقررت في السودان، لكنه مشروع مؤجل إلى حين.

*من أكثر الداعمين لتجربتك؟
زوجي هو أول الداعمين لمشواري، وهنالك ايضاً اشخاص مميزون مثل شهاب شرحبيل أحمد وناصر عباس، ممن كانوا وما زالوا خلفي لإنتاج الجديد، وبصمتهم مميزة جداً وسعيدة بهم.

*ما هي حدود طموحات هند الطاهر؟

طموحي كبير، وأحلم أن يأتي يوم ما نقدر نثبت فيه لونيتنا الموسيقية السودانية، ففي فرنسا تحدٍ كبير لكن الخطوة الاولى نجحت ومنحتنا دافعاً لنخطو أكثر لما نصبو إليه.

*هل أنتِ قادرة على التأقلم والتعايش مع المجتمع الأوروبي؟

في شخصية هند قدرة غريبة على التأقلم، واستطاعت أن تتعايش بقيم سودانية في ثقافة أوروبية، وقدرت تأخذ وتعطي وسعيدة ومتوازنة جدا.

*كيف تزوجت هند السودانية من رجل فرنسي؟

الحكاية قسمة طبعاً، أنا اخترت الشخص (الحسيت أني متفاهمة معاهو، وأنى بقدر فعلاً أعيش معاهو)، لم أتوقف في اللون ولا الجنس، رغم أني في السابق كان (استايلي) أفريقي بحت، لكن القسمة جمعتني، والانصهار حصل لدرجة أنه يريد الجنسية السودانية، وهو الذي يصر أن نأتي ونستقر في السودان وأنا “المجهجهة”.

*هل أعتبر ردك هذا نصيحة للسودانيات للزواج من أجانب؟

ضحكت كثيراً.. وقالت: “كان نصحت السودانيات يتزوجن أجنبي المظاهرات بكرة بتمرق”.

لكن أؤكد من خلال تجربتي أن الرجل الفرنسي رجل يقدر الأنثى، ويعرف كيف يتعامل معاها ويعيشها في جنة.

*ما هي أجمل مدينة في خاطر هند الطاهر؟

بدون تردد سأختار مدينة (ود مدني)، والآن حقيقة تمنيت أن أغمض وأفتح عيني فأجدني هناك.

*الخطوة المقبلة في مستقبلك الموسيقي؟

الخطوة القادمة وما بعدها.. سنسعى أكثر للمشاركة في أكبر عدد من التظاهرات الفنية الموجودة هنا، الصغيرة منها والكبيرة، إن شاء الله.
*ما هو أكثر شيء لفت نظرك في زيارتك الأخيرة للسودان؟

الذي لفت انتباهي الغلاء الغريب، وسألت نفسي: كيف مواطن عادي يستطيع أن يعيش ويصرف على أهله.

*أكثر من تجربة لمغنين سودانيين جاءوا من الخارج ومن ثم اختفوا بعد أن صحبتهم حملة إعلامية كبرى مثلك؟

أنا لا أعرف تجربة لفنان جاء من الخارج ورجع اختفى، لكن عني أنا القصد من الحملة الإعلامية التي حدثت هو التعريف بنا ثم دعمنا معنوياً.. دفعة كبيرة تخلينا نواصل الطريق ونحن حاسين أننا ما برانا.

*متى بدأت موهبة هند الطاهر الغنائية في الظهور؟

ظهرت موهبتي في الثانوي العالي تحديداً، لكن يمكن أني لم أجد تشجيعاً حينها، اما الجامعة فكنت اكاديمية بحتة وكل تركيزي كان في الاجتهاد لأخذ منحة وأسافر فرنسا.. لكن لدي ذكريات لـ(قعدات) جميلة جداً.

*النقد ومدى تقبله من هند الفنانة؟
النقد عندما يكون بناءً يسعدني، لأني أستفيد منه وأحاول فعلاً أن أطور نفسي.. لكن هنالك نقداً لا يمت للفن بصلة، وهذا يغضب لكن عموماً أنا والله صدري رحب جداً.

*هل هناك اختلاف عقدي بينك وبين زوجك؟

زوجي مسلم والحمد لله.

*هل تواجه هند مشكلة صوتية في التغني ولذا تلجأ للتغني في منطقة القرار؟
كل الصعوبة تكمن في منطقة القرار بالنسبة للنساء.. الأماكن العالية ليس لديّ فيها مشكلة تذكر.. والآن أدرس في تقنيات الصوت لأستطيع التغلب على أي صعوبة.

*شروط الحصول على رخصة مزاولة الغناء في السودان تتطلب امتلاك عدد لا يقل عن خمس أغنيات.. ألا ترين أن وجودك في الخارج منحك استثناء؟
لا أفتكر في استثناء لي، بالعكس أي سوداني سيكون سعيداً بأي أغنية سودانية استطاعت أن تحقق نجاحاً، وإلا لما اختاروها من بين آلاف الألوان الموسيقية المختلفة وتميزت باختيارها دون الكثير من الأغنيات.. وهذه هي التجربة التي أحب الإعلام السوداني أن يوصلها، وهذا شيء نفخر به كلنا.. أيوة واعتبر ان هذه تجربة غنائية.. لأننا نلبس القديم ثوباً جديداً، واستطاع أن يصل للعالم الأول.

*هل أنتم راضون عن خطاكم في المشروع الغنائي حتى الآن؟
الحمد لله (مبسوطين) لأننا استطعنا أن نوصل رسالتنا إعلامياً، (ومبسوطين) أكثر لأننا إلى الآن في خلفية جيدة جداً، وقربتنا من الوسط الفني في السودان.

*أكثر ما تجد هند فيه من غناءً؟

صراحة نصوص الشجن والحنين هي الأقرب إلى نفسي.. وأشعر أني أؤديها بشكل جيد.

*كم عدد أغنياتكِ الخاصة التي رأت النور؟
الأغنيات الخاصة التي خرجت واحدة، والآن نعمل في اثنتين وهنالك كم أغنية.

*أنت محبة لكرة القدم من تشجع هند من الفرق العالمية “غير السودان طبعاً”؟

أنا مع اللعبة الحلوة.. وبشجع فرنسا.

*ما الذي يجعل الأغنية السودانية مميزة في الخارج؟
الأغنية السودانية مميزة بسلمها وتركيبتها، وافتكر أنها محتاجة فقط توظيفاً صحيحاً للآلات الموسيقية، وخلق هارموني يظهر الجمال المدفون هذا.

*كل تجربتك من أغنيات التراث هل تؤمنين بها؟

التراث والحقيبة والأغاني الكلاسيكية نحاول أن نضع عليها بصمتنا، ونقدمها في أوروبا، دا مشروعنا، أيوة أنا مع أغنيات التراث.

*كلمة أخيرة..

شكراً لهذا الحوار المنفتح الهادئ، الحار في ذات الوقت، وكل الشكر لصحيفة “التغيير

 

 

التغيير

Exit mobile version