شهد يوم الجمعة الماضي أربعة حوادث تفجيرات عنيفة هزت العالم، الحادثة الأولى وقعت في الكويت داخل أحد المساجد وراح ضحيتها العشرات من المصلين الأبرياء، أما الحادثة الثانية فوقعت في فندق تونسي وأودت أيضا بحياة الكثيرين، كما شهدت فرنسا والصومال حوادث مشابهة يرجح أن التنظيمات الإرهابية والجماعات الإسلامية المتشددة هي من يقف من ورائها. القاسم المشترك بين هذه الحوادث هو الضحايا، الناس العاديين، الأبرياء البسطاء، من أراد بإيمان وعرفان أن يؤدي الفرض في بيت من بيوت الله، ومن قادته ظروف سفر أو عدم استقرار أو حتى رغبة في التغيير والقليل من المرح لزيارة فندق سياحي، أو حتى أن يكون عاملا في أحد المصانع مثلما حدث في فرنسا.
هل دشنت هذه التنظيمات الإرهابية مرحلة جديدة من نشاطها؟ هل بدأت نشر أساليبها الإرهابية في كل أنحاء العالم وفي وقت متزامن؟ أما أنها تريد بهذه العمليات الأخيرة التأكيد لكل العالم، أن أعضاءها موجودون في كل مكان من هذه الأرض، وأنهم على أتم الاستعداد لتفجير أنفسهم وقتل الآخرين متى ما طلب منهم ذلك، فلا شيء يكبحهم أو يوقفهم بما أن هذا (الموت/الدمار) كما يعتقدون دعوة إلى الله وجهاد في سبيله ومرحلة أولية في سبيل الارتقاء واستعادة دولة الخلافة، التي بدأت ركائزها بالفعل في أرض الشام – العراق وسوريا. هل هذه هي الرسالة التي تريد إرسالها هذه الجماعات إلى كل إنسان في هذا العالم؛ رسالة للرعب والتخويف والتهديد بالموت الكامن في أي مكان؟!
يبدو أن العالم – بناء على ما حدث الجمعة الماضية وما سبقها من جمع – موعود بأحداث جسام، فالشيعة؛ ضحايا أغلب حوادث التفجيرات الأخيرة، لا سيما في المساجد، بشكل أو آخر سينجرون إلى هذا البحر الفوضوي، ومن سينفلت منهم بدعوى الانتقام والقصاص سيصبح من الصعب السيطرة عليه، وفي ذات الوقت ستستمر هذه الجماعات القاتلة في نهجهها الهجومي الاستفزازي، وغالبا ستخرج به في المرحلة المقبلة من دائرة الشيعة ومن تصفهم بأعداء الدين إلى دائرة أضيق وأقرب ستشمل من يرون وهماً أنها تمثلهم؛ فالكل لديها – أي التنظيمات – كافر ويجب قتاله وتفجيره وسحقه ما دام ليس على ذات نهجهم.
لست واثقا تماما من صك بالضبط مصطلح (الفوضى الخلاقة) الذي يرمي إلى تخريب العالم الشرق أوسطي وإعادة بنائه من جديد، لكني أثق تماما أن الفوضى تضرب الشرق الأوسط الآن وتنسحب بآثارها المدمرة لتشمل كل العالم.
العزاء لأسر الشهداء وضحايا الإرهابيين في كل مكان.