الداعشيون بيننا

الجمعة الماضية أرادت داعش أن تعقد مهرجان دماءٍ عالمي في اليوم التاسع من شهر رمضان وكانت الحصيلة 25 من المصلين في مسجد بالكويت و37 مواطناً أوروبياً وعربياً في تونس بالإضافة إلى قطع رأس رجل في شركة أمريكية في فرنسا.

المشكلة أن تلك الجماعات لا تقرأ ولا تسمع ولا تناقش أحداً.. تظن أنها تمتلك الحقيقة والبقية إما معها وإما الموت، ولديها فتاوى شاذة ومضللة تعتمد عليها في تفجير الشخص لنفسه وفتاوى أخرى لقتل المسلمين السنة باعتبارهم مرتدين عن الإسلام وقتل الشيعة باعتبارهم مشركين وقتل الكتابيين وغير المسلمين باعتبارهم كفارا..

المشكلة أنهم يكسبون في كل يوم مؤيدين وأنصاراً لهم في كل المجتمعات المسلمة وغير المسلمة ويكسبون فئات من الشباب المتعلم والمثقف.. هذه آفة كبيرة أوجدتها ربما حالة الفوضى الأخلاقية والاجتماعية والسياسية وكمية الشر الذي عم العالم والذي جعل هناك حالة من التعطش لإيجاد عالم كامل بديل لهذا العالم الفاسد بنظرهم..

معاداة الغرب للإسلام واحتقاره للمسلمين وإساءته للرموز الإسلامية ثم تماهي حكام الدول المسلمة مع إيقاع الحياة الذي تتحكم فيه قوى الغرب والقوى العالمية وتفرض ثقافتها ومنهجها فيه.. ربما هذا الواقع ساعد أيضاً تلك الجماعات لضم واستقطاب شباب ثوري يبحث عن عالم مختلف.. ثم نجحوا شيئاً فشيئاً في غسل أدمغتهم وتسميم عقولهم بالفكر الإرهابي.

هناك عامل آخر أساسي في خلق هذه الأزمة يتعلق بالفكر الديني المتطرف نفسه والذي فتح أبوابه لاستيعاب أصحاب تلك الطاقات والرغبات المتعطشة لتغيير العالم ليسحبهم إلى عالمه المنحرف ويسمم عقولهم ويفخخ أجسادهم.

وحين نناشد الدولة في كل مرة أن تتخذ خطوات حاسمة في تجفيف مصادر الفكر المتطرف لا نقول ذلك من منطلق معاداة لأي فكر إسلامي صحيح بل نقوله لمصلحة الإسلام وسمعة المسلمين، وأقرب مثال أمامنا ما حدث في تونس أمس إذ تسببت الاعتداءات على سياح أجانب وعرب في مدينة سوسة تسببت في إغلاق ثمانين مسجداً بقرار فوري من الحكومة التونسية..

من الخاسر بإغلاق تلك المساجد؟ الخاسر هو ذلك الشخص أو الأشخاص الذين ارتكبوا جريمة سوسة ضد نزلاء فندق أثناء استجمامهم على الشاطئ فكانت النتيجة هي بقاء الفندق وإغلاق تلك المساجد.. أليست هذه الحسابات البسيطة بمفهوم الدعوة الإسلامية كافية لإقناع هؤلاء بأن ما يقومون به من عمل إن لم يضر الإسلام فلن ينفعه بأي حال من الأحوال؟.

مطلوب من حكومتنا وإعلامنا المحترم أن يبتعد عن تمجيد أو تأييد أو مساعدة هؤلاء بأي نوع من أنواع المساعدة.. مطلوب من الحكومة أن تتخلى عن المجاملات وأن لا تفسح مجالاً لحملة الفكر الداعشي الدموي فكر داعش أو جبهة النصرة أو غيرها من الجماعات الإرهابية التكفيرية المجرمة بأن يخطبوا في المساجد أو يحاضروا الناس في الجامعات أو منابر الإعلام والفضائيات.. هؤلاء معروفون بالنسبة لكم وبالنسبة للجميع، انزعوا عنهم ألقاب شيوخ فلا يوجد شيخ حقيقي يحرض على قتل الأبرياء وإهدار دمهم المحرم في كل الشرائع الدينية.

لا نريد أن نذكر أسماء محددة لكنكم تعرفون من هم المتطرفون الذين لديهم مساجد ومنابر دينية وبرامج تلفزيونية يؤلبون على الإسلام باسم الإسلام الذي هو بريء من هذا الغلو والتطرف والدموية.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

Exit mobile version