*وأبدأ بنفسي وأقول إنني أخذت نصيبي (الصحفي) من هذه النصيحة..
*أخذتها من أستاذنا إدريس حسن وهو يُطالبني بالاعتداد بنفسي في كل الأحوال..
*كان ذلك قبل أكثر من عشرين عاماً خلت…
*وحين جئت يوماً بحوار مع السفير العراقي – أيام صدام – شطب منه كل عبارات (سعادة السفير)..
*وتماديت في احترام شخصيتي- بعد ذلك – إلى حد مقاطعة أي مناسبة سياسية خاصة بـ(كبارات)..
*ففي بلادنا – كما كتبت من قبل- تجعل الجهات المنظمة من الصحفي (هلفوتاً!!)..
*وليس أدل على ذلك من (الهلفتة) التي يتعرض لها حتى كبار الصحفيين كل يوم..
*ثم لا يفعلون أكثر من احتجاج خجول على صفحات الصحف..
*فالمقاطعة – ولو إلى حين – مطلوبة في مثل هذه الحالة من أجل (الشخصية)..
*تماماً كما هو مطلوب التفرد بأساليب صحفية (خاصة) بعيداً عن التقليد..
*فالمقلد – مهما اجتهد – لن يصير مثل الأصل الذي يقلده..
*ولا يصير – في الوقت ذاته – (أصيلاً!!) يقلده آخرون..
*ومن الذين يحتاجون إلى أن (يخلوا عندهم شخصية) كذلك مغنُّو – ومغنيات – أيامنا هذه..
*فهم مقلدون – فقط – لأغنيات قديمة كان يصدح بها مطربون ذوو (شخصيات)..
*ومعروف – طبعاً – أن هنالك فرقاً بين المغني والمطرب وإن لم يكن مقلداً..
*فكانت النتيجة أن ذابت المعالم الفنية بين المغنين إلى درجة التشابه في كل شيء..
*بمعنى أنك إذا استمعت لأحدهم يغني – دون أن تراه – يصعب عليك تحديد (شخصيته!)..
*بعكس ما كان عليه الحال حتى وقت قريب..
*فالاستماع وحده كان يدلك على أن هذا مصطفى وذاك خوجلي وتلك عابدة..
*ولكن انعدمت الآن (البصمة) الصوتية التي تميز بين المغنين..
*وهذا هو سبب اللهث وراء التميز (الشكلي) عبر غريب الأزياء..
*ثم هنالك فضائيات بلادنا التي لم يعد لأي منها شخصية تميزها..
*فهي تقلد بعضها البعض في أشياء مُقلدة هي نفسها من الخارج..
*ولعل من أسخف مظاهر التقليد هذه بدعة (الالتفات) نحو الزميل أثناء قراءة الأخبار..
*وحين كان تلفزيون السودان (أصيلاً) – ذا شخصية – كانت متابعة النشرة متعة في حد ذاتها..
*ونختم بالسياسيين الذين ذابت شخصيات الكثيرين منهم في شخصية (أحدهم!!) جراء التقليد..
*فهم يقلدون طريقته في الخطابة (كربونياً) إلى حد استهلاك المفردات ذاتها..
*ومن ثم فنحن نفتقر إلى مثل المحجوب والأزهري والشفيع ..
*فقد كان لكل منهم شخصية (تهز وترز!!!).