المخرج شكر الله خلف الله : التلفزيون القومي لم ينتج مسلسلاً طيلة عشر سنوات

ظلَّ المخرج شكر الله خلف الله صامداً في حوش التلفزيون القومي سنوات عدة، حتى صارت له فيه ذكرى وفكرة، ألفته استديوهات التلفزيون وألفها، بعد إنتاجه الثر من البرامج الاجتماعية والثقافية والمنوعاتية التي جعلته نجماً يسطع في سماء الإخراج التلفزيوني.

(اليوم التالي) أدارت معه حواراً من داخل مباني التلفزيون تحدث فيه عن أعماله وما يواجه إنتاج الفيديو كليب من مشاكل والعديد من القضايا المهمة.

* سنوات عدة وأنت تعمل داخل استديوهات تلفزيون السودان، ماذا أضافت لك؟

– الاحترافية تجعلك تتعامل وفق منهج الاستقرار، لكن هذا لا يعني أن الابتعاد شيء طبيعي، هناك عدد من العروض تقدم بين الحين والآخر، لكنني دائماً أبحث عن الاستقرار، غير أني أعد التلفزيون أحد مراحلي الدراسية، عندما بعثت إليه من كلية الموسيقى والدراما، لذلك بقائي فيه يُعد وفاءً له، وأكتفي بوصفي مخرجاً و(سينارست) محترفاً بالتفزيون القومي ولاسيما أننا في زمن الاحتراف.

* ألم تراودك فكرة مغادرة التلفزيون لفضائية أخرى؟

– لا مانع لدي إن وجدت محطة أخرى أحط فيها رحالي.

* معروف أن المخرج شكرالله سبق وأن خاض عدداً من التجارب، حدثنا عنها؟

– خضت تجربة الإنتاج والإخراج والسيناريو والتمثيل، وبعد (10) سنوات من توقف إنتاج المسلسلات التلفزيونية عدت بمهمة (56)، بعد ذلك قدمت عدداً من العروض التلفزيونية والأفلام الوثائقية والأغاني المصورة وأشكالاً مختلفة من البرامج، ويكفني فخراً أنني في تاريخ التلفزيون أجريت أول لقاء بين الفنانين وردي ومحمد الأمين داخل استديوهات التلفزيون، وهذا لا يعد (شطارة) إنما حظاً كبيراً واجتهاداً وتوفيقاً من عند الله.

* هناك اتهام يقول إن شكر الله دكتاتور في العمل؟

– لا أنفي هذا الاتهام، واعتقد أن كل رب عمل لابد أن تكون لديه خارطة طريق يبني عليها سبل تعامله مع فريقه، والمخرج لابد أن يكون دكتاتورياً في بعض الأحيان، وأن يبتسم في أخرى، وأن يكون له قدرة على الصبر، المخرج يزيل اسمه التتر، لكنه بدون (الكاست) لن ينجح فالعملية تكاملية، لكن أحياناً يتطلب أن يكون المخرج حاسماً في قراره، لذلك أعتقد أن الدكتاتورية حميدة.

* الإخراج التلفزيوني يُعد من أهم أنواع الفنون التلفزيونية، لأنه مصب الأعمال الفنية، ما قولك؟

– لا لا، هذا مفهوم خاطئ، كل الأعمال متكاملة، فمثلاً نجد أن الإخراج الإذاعي صعب والفني أصعب منه، أما السينمائي له مشاكل كثيرة كما قال دكتور صلاح الدين الفاضل في كتابه، الإخراج السينمائي له مشاكله.

* ما سبب قله المخرجين المتميزين، وهل من الممكن إسناد أعمال ضخمة لهم ؟

– هناك عدد من المخرجين المتميزين في مجال الفنون في السودان، وكما يقول المثل (حواء ولادة)، لكننا جيل محظوظ، لأننا ولجنا المجال في مدة لا يوجد فيها سوى التلفزيون القومي، لذلك كان تركيز الناس لما نقدمه عالياً جداً، الآن هناك أناس لديهم قدرة على الإبداع برؤية ومنهج أفضل منا بكثير، لكن كثرة القنوات يشتت الانتباه ويضعف التركيز.

* هل تناصر المتميزين في العمل دون غيرهم؟

– أنا لست من أنصار توقف الحياة على المتميزين في المجال، فبعد الطيب صالح أُلفت روايات ممتازة جداً بمستوى عالٍ لا تستطيع إهمالها، وفي مجال الفنون والغناء جاء بعد أبوعركي ومحمد الأمين فنانون يستحقون النجاح إلى جيل طه وحسين الصادق وغيرهم، هذه هي استمرارية الأجيال، لكن حصر الناس في حيز ضيق هذا ظلم للآخرين.

* شكر الله قادر على المنافسة عالمياً بأعماله التي أخرجها؟

– أفخر بأنني أول سوداني حظيت بفوز أغنيتي المصورة (زولي هوي) مع الفنان الرائع عمر إحساس بمهرجان القاهرة السينمائي السابع عام (2000)م، التي كانت قصيرة ومختلفة عن الأعمال التي قدمت آنذاك، وكل ما أنتجناه به من أعمال مصورة مع محمود عبدالعزيز في جوبا، ونادر خضر في لندن وإثيوبيا، لم ننفق عليها إنتاجياً، لأننا دائما نلجأ إلى الخطة (ب) حتى ننجز العمل، وكل ما نقوم به ليس سوى اجتهادات قليلة جداً في التصوير.

اليوم التالي

Exit mobile version