حسب المصادر، دفع الحزب الاتحادي (الأصل) بترشيح السيد “صلاح محمد الحسن” لمنصب وزير التجارة، بديلاً للوزير المعتذر المقيم في بريطانيا “منصور يوسف العجب”.
لأول مرة خلال الترشيحات الأخيرة، يحسن الحزب الاتحادي تقديم الرجل المناسب للمكان المناسب!!
وأظن أنه ترشيح مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني”، وليس نجله “الحسن”، فقد رشحه مولانا قبل سنوات سفيراً بوزارة الخارجية عندما طلب منه الرئيس “البشير” بعد اتفاقية القاهرة ترشيح سفيرين .
عمل الرجل المهذب الوقور “صلاح محمد الحسن” سفيراً للسودان لدى إريتريا، وقد أتيحت لي فرصة التعرف عليه من خلال مشاركتنا في تغطية أحد مؤتمرات اتحاد العمال الأفارقة التي احتضنتها العاصمة “أسمرا” قبل نحو سبع سنوات .
والسفير “صلاح” (لقب السفير في دول العالم المتقدم لا يسقط بمغادرة الخارجية بالإعفاء أو التقاعد)، عمل ملحقاً تجارياً لسفارة السودان في القاهرة في ثمانينيات القرن المنصرم .
ولمن لا يعرفه فهو شقيق الصحافي المخضرم المقرب جداً للسيد “محمد عثمان الميرغني” الأستاذ “محمد سعيد محمد الحسن”.
مبروك لوزارة التجارة مقدم وزير رصين ومحترم .
2
من أخطاء وثائق “ويكيليكس” المزورة عن السودان بأوراق وأختام وزارة الخارجية السعودية، ما ورد بإحداها عن اجتماع انعقد بدار نائب الرئيس السابق الدكتور “الحاج آدم يوسف” لمناقشة طلب (إيراني) لإنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في السودان، وفيها جاء أن الاجتماع حضره وزير العدل السوداني “كمال عبد اللطيف”!! وتعلمون سادتي أن الأخ “كمال” لا علاقة له بالقانون، ولم يشغل يوماً منصب وزير العدل!!
وإذا كان الاجتماع المذكور حقيقياً فإن سيد “كمال” ربما شارك فيه بصفة رابعة، غير صفة وزير العدل أو وزير المعادن، أو وزير رئاسة مجلس الوزراء!! لكنهم لم يعرفوها، رغم أنهم عرفوا (التراويس) وزوروا التوقيعات!!
نقطة الضعف الثانية أن اجتماعاً بدرجة عالية من الحساسية كذاك المزعوم، لا يمكنه أن يلتئم دون حضور الرئيس وفي بيته، باعتباره القائد الأعلى للجيش والأمن أيضاً .
وما أظن أن وزير الدفاع السابق الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” يمكنه أن يناقش شأناً عسكرياً دقيقاً يتعلق بإقامة قاعدة عسكرية أجنبية في البلاد، في اجتماع في بيت “الحاج آدم” وفي غياب المشير “البشير”!!
لا يمكن . . مستحيل .. الحكاية ما جاية!!
أما الوثيقة الخاصة بالعزيز الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” وفيها يخاطب وزير خارجية المملكة الأمير “سعود الفيصل” عن (زعل) الرئيس، ففيها من ركاكة الأسلوب، وضحالة التعبير، واستخدام عبارات دارجة بين (قوسين) ما لا يناسب خطاباً رسمياً بين دولتين، وما لا يشبه لغة “مصطفى عثمان” الذي أعرفه، فالرجل ظل كاتباً راتباً بـ(المجهر) وقد تلقيت منه عديد الخطابات والمقالات والتهاني ممهورة بتوقيعه، وأحياناً على ورق مروس خاصة التهانيء، ما يجعلني متأكداً من تزييف كبير وواضح – على الأقل بالنسبة لي – في وثيقة “ويكليكس” المضروبة .. ضرباً شديداً !!
3
في برامج رمضان بالفضائيات السودانية .. أعجبني جداً المذيع الشاب المتقدم “محمد عثمان” في سهرة (النيل الأزرق) مع الأستاذ “عبد الباسط سبدرات”، رغم أن اسم البرنامج لم يعجبني (زول في الساحة) !! فكلمة (زول) هنا تحمل إشارة لـ(تنكير) الضيف مع أنه غالباً (علم) ونجم كبير!!
“محمد عثمان” أثبت أنه نمرة (واحد) في النيل الأزرق أداءً .. ومظهراً .. لياقة ولباقة وحضوراً، رغم أنه عانى مؤخراً من وعكة صحية .. شفاه الله وشفانا .
هناك أمل في مذيع يستحق المايكرفون الذهبي على شاشاتنا الفقيرة .
في (أغاني وأغاني) يبدو أنه (موسم البنات) تماماً كما هو الحال في نتيجة امتحان الشهادة السودانية (71 بت في الـ(100) الأوائل والباقي أولاد)!! فقد تميزت الفنانات “هدى عربي”، “إنصاف فتحي”، “مكارم بشير” و” فاطمة عمر” على الفنانين الشباب طوال الأسبوع الأول من رمضان .
“هدى عربي” تتمتع بمقدرات تطريبية عالية، خاصة في أغاني الحقيبة .. هي فنانة كاملة الدسم. ولكن يبدو أن أستاذنا “السر قدور” قد فرض عليهن لونيات محددة وأغاني قديمة و(تقيلة) غير متداولة منذ عقود، مثل ألحان الراحل الكبير “الخير عثمان”، ورغم ذلك اجتهدن وأبدعن .
تجلت المبدعة “هدى عربي” في رائعة الراحلين “محمد أحمد سرور” و”عبيد عبد الرحمن”: ( أفكر فيهو وأتأمل .. هلالي الهل واتكمل …) .. أغنية تريح الأعصاب .. رغم أنني (مريخابي متقاعد).
المجهر السياسي