هل أصاب ( بعض ) السودانيين فايروس في أدمغتهم قضى على كل معاني الشعور بالجمال والنظرة الإيجابية للأمور وحُسن الظن بالناس ؟
نشرت قبل يومين صورة شاهدها معظمكم لضابط وجندي شرطة مرور وهما يعملان بهمة لإستبدال إطار سيارة مواطن تعطل في الطريق ، الصورة جاءت مصادفة وتلقائية من غير تخطيط ، حركت مشاعري وأحدث المشهد غبطة لاتوصف بين جوانحي ، وبشكل تلقائي ترجلت وإلتقطت هذا المشهد المشرق في الصباح ، ولان الصورة كانت صادقة والقصد نبيل فقد وجدت إنتشاراً واسعاً بمواقع التواصل الإجتماعي وتناولتها بعض صحف الخرطوم وتلقيت إتصالاً من غرفة طواريء المرور يشكرونني كمواطن على تقدير هذا العمل الذي هو من صميم واجبهم ، قلت لهم هذه رسالة تبرهن كما هناك نقد للسلبيات فهناك تقدير وشكر للإيجابيات !
ولكن وماهو مؤسف وأنا أتابع بعض التعليقات ( الشتراء ) على المشهد وجدت البعض أرهق نفسه كثيراً في تحليل الصورة ليجعلها ( سالبة وداكنة ) للأسف ، والبعض ترك كل معاني الجمال والموقف النبيل وبدأ يتحدث بإسهاب عن وضع السيارة ، وآخرون إنصرفوا في وصف الرجل الذي يلقي وجهه للكاميرا بأقذع العبارات في شهر الصيام !
هل ( تصحرت ) قلوب بعضنا إلى هذا الحد وأعماهم الحقد ونزع ما بدواخلهم أي نظرة إيجابية في هذه الحياة !!
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
الشكر والتقدير والثناء لكل الذين تحتفظ دواخلهم بالجمال والصفاء والنقاء فخرجت تعليقاتهم تصف بياض سريرتهم ( فالكلمة بخور الباطن ) ، و نسأل الله الهداية والشفاء لمن هم غير ذلك من الناس !.
بقلم: ابومهند العيسابي