بادئ ذى بدء دعونا نسجل صوت شكر للوزيرة مشاعر الدولب، وهي تتفاعل مع مقالنا (ماكينة الشعب الجبارة)، الذي اجتهدنا أن نرسم من خلاله خارطة طريق، لتحريك ماكينة المجتمع الجبارة لمزيد من عمليات التكافل في شهر (الإحساس بالفقراء)، وذلك في سياق وصية الرئيس المنتخب لوﻻته وهم ينصرفون إلى وﻻياتهم، بأن يهتموا أكثر بمعاش الناس.
* غير أني اليوم أقف عند تجربة جديرة بالذكر والاهتمام، وهي أطروحة (اسواق الريان) بمحلية بربر لتوفير السلع بأسعار معقولة في ظل جنون الأسواق والأسعار، ومما يجعلنا نحتفل أكثر بالتجربة اندلاعها في موطن ضحايا التعدين الأهلي (محليات الذهب بربر والعبيدية وأبوحمد)، على أن المعروض من السلع في أسواق هذه المحليات يتضاءل ويتغالى أمام وطأة عشرات الآلاف من المعدنين الذين تدفقوا علي المنطقة، فضلا على أن ارتفاع أسعار السلع في أسواق منطقة الذهب يكون، مرة بالندرة ومرات بالقوة الشرائية الهائلة لدي المعدنين، وبين هؤﻻء بطبيعة الحال كثير من الضحايا الذين أصبحت نعمة الذهب نقمة عليهم، أعني الأسر الضعيفة من العمال والزراع والمعاشيين، الذين أصبح كل نصيبهم من المعدن النفيس ما يصيبهم من ارتفاع أسعار ﻻ قبل لهم بها، فكان لزاما على السلطات المحلية وفقا للمسؤولية الأخلاقية، مقروءة مع فقه المرحلة، وصية الرئيس في إعطاء الأولوية لمعاش الناس، أن تنتج من الأفكار ما يشكل حماية لهذه الأسر المحتاجة الضعيفة.
* من هنا تأتي عمليات احتفالنا بأطروحة (سوق الريان) الذي اجتهدت فيه محلية بربر التاريخية، أن يدخل منه التجار والشركات والمؤسسات والمقتدرون إلى قيمة الإسهام في خدمة المجتمع، سيما ما يتصل بمطلوبات هذا الشهر الكريم، بحيث توفرت في السوق الألبان والخبز والبيض واللحوم وغيرها من السلع بأسعار مناسبة، وذلك على سياق الأسواق المخفضة التي تساهم فيها مؤسسات الدولة الي جانب مؤسسات المجتمع.
* على أن عمليات (العصف الذهني) ﻻختراق الأزمات وإنتاج الأفكار والمخارج والحلول، تظل من أدبيات ومؤهلات الشاب المجتهد عثمان يعقوب معتمد محلية بربر، لطالما هتفنا فى هذه النافذة بحياة الفكر والخيال، بحيث يفترض أن ينظر إلى مقدرات المعتمدين، بين يدي بعثتهم، إلى إمكانية غزارة الإنتاج الذهني في ظل شح الإمكانات المادية، وذلك لصناعة جسور من المبادرات تعبر بها الجماهير نهر الأزمات إلى ضفة الأمن والإيمان.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.