رغم أننا مواجهون بتحديات جسام كأمة مكانها الطبيعي أن تكون في المقدمة وهي أمة التاريخ والحضارة والأخلاق والقيم، رغم أننا مواجهون بتحديات البناء وكسر قيود التبعية والقبلية وبلاوي كثيرة بعضها من صنع أيدينا وبعضها فرض علينا فرضاً، إلا أننا للأسف نواجه بنماذج من شخصيات تصر أن تضعنا (قسراً) في مواقف انصرافية لا بتودي ولا بتجيب، وآخرها التوجيه الذي أصدره السيد وزير الدولة بالعدل إبان انعقاد ورشة في وزارته بفصل الرجال عن النساء في الجلوس، وهو لعمري توجيه غريب ومحير ولا معنى له سوى أنه جلبة براميل فارغة تحدث ضجيجاً أكثر من أن تحدث حراكاً خطوة واحدة للأمام. والتوجيه الغريب في حد ذاته يخلق تساؤلاً مشروعاً هل هو توجه وقناعة شخصية من الرجل وبالتالي لا يملك الحق ولا الآلية في إلزام الآخرين به، أم أنه توجه دولة وحكومة وبالتالي لا استثناءات فيه والاختلاط محرم، أما بنص دستوري أو قانوني فيمنع الاختلاط في المدارس والجامعات ومكاتب الحكومة وحتى المواصلات العامة، ولعل ازدواجية هذه التصرفات تخلق حالة من البلبلة والشد والجذب لنجد أنفسنا في حالة إنصرافية تامة عن ما يفترض أن نتوجه إليه بكلياتنا من عمل وإبداع وتميز، هو ما تحتاجه المرحلة التي نعيشها وندخل في هذه الفقاعات الصابونية من شاكلة تمايز صفوف النساء عن صفوف الرجال ودي رقوها لأنها منقبة وتلك استوزروها لأنها محجبة!! أعتقد أنه علينا أن نتأسى بالنماذج التي سبقتنا تطبيقاً منفتحاً لأنظمة الحكم كالتجربة التركية مثلاً والتي تطبق فيها الشريعة عدلاً اجتماعياً ومحاربة للفساد وتقسيماً للثروة وعملاً جاداً جعل تركيا في مصاف الدول الناهضة!!
أنا شخصياً أزعجني جداً هذا الحديث من وزير العدل الذي يفترض أن له مهاماً أكبر وأعظم وأفيد من أن يعلم رجال وسيدات راشدين كيف ومتى يجلسون، والأخلاق يا سيدي هي فعل داخلي وحصانة لا تكسرها المقاعد تجاوراً في الجلوس أو اختلافاً في الأماكن العامة. وأخشى أن يكون فصل الرجل هو عودة لمرحلة (مظلمة) تجاوزناها في بدايات الإنقاذ الأولى ومقص الرقيب لم يرحم الأغنيات الخالدات بثاً في الأجهزة الإعلامية ويومها كانت الدقون والسبح هي جواز المرور للمناصب والمقاعد دونما تمعن في خبرة أو علم لتفقد المؤسسات (التكنوقراط) والعلماء الذين يعرفون كيف يديرونها ويضعونها على طريق النجاح والإنجاز! بالمناسبة أنا سعيدة أيما سعادة باختيار الأستاذة القانونية “بدرية سليمان” لمنصب نائب رئيس البرلمان لتجلس بذلك السيدة المحترمة بجوار الشيخ المحترم البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” على منصة البرلمان، فما هو رأي الأخ وزير الدولة بالعدل أنا شخصياً أتلهف لسماع رأيه!!
{ كلمة عزيزة
علق حزب الحرية والعدالة الذي يترأسه الدكتور “التجاني السيسي” مشاركته في الحكومة لأنه وعلى حد توضح الحزب أن المؤتمر الوطني لم يلتزم باتفاقه معهم حول نسبة المشاركة في الحكم، وبصراحة وكمواطنة سودانية الأمر بالنسبة لي جد مؤلم وقاسي أن تتضح وتنكشف حقيقة كل الأحزاب السودانية التي يبدو أن اتفاقاتها وتفاهماتها مع الحكومة دائماً تنصب حول الغنيمة وكم قطعة عايزين من كعكة السلطة، ولو أن حزب “السيسي” اختلف مع المؤتمر الوطني حول نسبة أو أمر له علاقة بشعب دارفور لاكتسب التقدير والاحترام في ما عدا ذلك هي أطماع شخصية لا علاقة لها بالقضية ولا المبادئ.. السؤال المهم حتى لو زيدت نسبة المشاركين من حزب “السيسي” ماذا سيستفيد إنسان دارفور البسيط، سؤال ليس سطحياً لو تمعنا فيه كفاية!!
{ كلمة أعز
ليس من العدل أن نحكم على برنامج (أغاني وأغاني) من الحلقة الأولى أو الثانية لكن أي عين عادية تشاهد البرنامج حتى لو لم يكن لها علاقة بتفاصيل إخراجية احترافية ستدرك تماماً تواضع الإخراج لهذا البرنامج منذ حلقته الأولى. وجميعنا نتابع ونشاهد البرامج الكبرى في الفضائيات العربية مثل أراب أيدول أو إكس فاكتور وغيرها من البرامج، كيف تتحرك الكاميرات برشاقة وخفة وكيف يحدث (التقطيع) ما بين لقطة ولقطة.. كل هذا لم يتوفر لأغاني وأغاني، لكن ما زاد الطين بله كمية الأسلاك ووصلات الكهرباء التي كانت تظهر على الشاشة بشكل موازٍ لجمالياتها، وهو أمر معيب في قناة كبرى كالنيل الأزرق ولبرنامج كبير كأغاني وأغاني حصد ما حصد من الرعايات والإعلانات!! في العموم لي عودة يومياً تعليقاً على برامج رمضان وشدوا الأحزمة!!