حفيد غردون وحفيد المهدي “لقاء مزيف”!

[JUSTIFY]
حفيد غردون وحفيد المهدي “لقاء مزيف”!

كثيرون ممن قرأوا خبر لقاء حفيد المهدي (الصادق) بالسيد (كريستوفر) الحفيد المفترض لحاكم السودان الإنجليزي الأسبق (غردون)، لم يصدقوا الأمر، لأن الشائع أن الرجل (أي غردون) ليست لديه أحفاد، وهذا ما أكده لاحقاً للزميلة السوداني السفير البريطاني إلى الخرطوم، إذ قال ساخراً: غردون لم يكن لديه أبناء حتى يكون لديه أحفاد.
وكنت قرأت تعليقاً على الخبر الذي تصدر صحفاً ورد في إحدى المواقع الإلكترونية التي نشرته نقلاً عن يوميات الخرطوم، يقول: (غردون أعزب ومتدين وشبه راهب، فمن أين جاء هذا الحفيد، وأيضاً كتشنر أعزب، فما هذا الهراء؟).
بالفعل، فإن ذلك كان هراءً حقيقاً، فحين يلتقي الصادق المهدي بحفيد مفترض لرجل لم ينجب أبداً، وتأتي الصحف بتغطية (موسعة) لهذا اللقاء وتحتفي به، فإن الأمر مثير للسخرية والرثاء، فكيف يفوت على من لقيّ غردون مصرعه على يديّ (جِده)، رجل في قامة الصادق المهدي، زعيم طائفة كبرى، سياسي، مفكر، ومُطّلع بعمق على تاريخ السودان، بل أحد المؤثرين فيه، أمر بسيط كهذا؟
لذلك، وهذا ليس تبريراً للصحف التي نقلت الخبر، لكن ما فعلته يعد أخف وطأة مما أتى به الإمام، لأنه (جابها كبيرة) كما يقولون، فاقرأوا معي الخبر واستمتعوا أيها القراء الأعزاء: (التأم لقاء غير عادي بين حفيد الإمام المهدي (الصادق المهدي)، وحفيد غردون باشا (كريستوفر)، بقلب الخرطوم بالتزامن مع ذكرى فتح الخرطوم (26 يناير 1885). وكان حفيد غردون قد وصل البلاد بدعوة من جمعية السودانيين الأمريكيين الطبية لإجراء عمليات جراحية، وتم التعرف على أن (كريستوفر) هو حفيد غردون بالصدفة المحضة، أثناء زيارة الوفد الطبي لمتحف القصر الجمهوري، ودعا المهدي خلال اللقاء لقراءة عقلانية وموضوعية للتاريخ السوداني، مؤكدًا أن كثيرًا مما يُكتب عن تاريخ السودان مزيف، وقال للصحفيين (انتهزنا هذه الفرصة للقيام بقراءة جديدة لتاريخ السودان، وأن ما حدث لغردون في الخرطوم، تاريخ به روايات خاطئة ولابد من إعادة قراءته باستنارة).
إلى هذه الدرجة استوثق الإمام من الذي (أمامه) كان حفيد غردون، فطفق (ينظر) بعد أن انتهز الفرصة (فرصة لقاء الحفيد بالحفيد)، حتى أنه دعا إلى إعادة قراءة التاريخ بصورة عقلانية ومنطقية، ثم التقطت صوراً تذكارية مع السيد (كريستوفر)، فماذا هو فاعل الآن، بعد أن شهد شاهد دبلوماسي رفيع بأن الذي التقاه المهدي، لم يكن حفيد غردون ولا يحزنون؟.
الغريب في الأمر أن السفير البريطاني أتى بعبارة رائعة في سياق تعليقة على ذلك اللقاء (المزيف)، فقال للسوداني:”هنالك بعض الأشياء الغامضة في هذه الحياة”!!

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version